لم يتمالك الشيخ جازي سعود الحربي، نفسه هو وعائلته من البكاء والأسى والحزن على وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي أمر بعلاج ابنه نايف (26 عاماً) بأرقى المستشفيات بالولايات المتحدةالأمريكية من حريق جعله طريح الفراش خمس سنوات. وأصيب نايف الحربي قبل سبع سنوات أثناء تدربه في دورة الفرد الأساسي بالحرس الوطني بمدينة الرياض، ونتج عن ذلك أن بقي طريح السرير الأبيض في مستشفى مدينة سميراء العام بمنطقة حائل. وقال والد نايف: "لقد كنا نمر بظروف صعبة من أجل علاج نايف, فبعد إخراجه من مستشفى الحرس الوطني بالرياض وإفادة الفريق الطبي لنا أن المستشفى لا يمكنه متابعة علاج نايف وذلك بسبب نقص الإمكانات داخل المستشفى". وأضاف: "كما زاد الوضع سوءاً عندما أفادونا أيضا أنه لا يمكن للمستشفيات بالمملكة إلا متابعة حالته الصحية وعلاجه بالمهدئات فقط, وأن العلاج متوافر بالخارج". وقال: "مع عدم معرفتنا للوصول إلى ولاة الأمر قمنا بنقله إلى مستشفى سميراء العام بمنطقة حائل ليكون قريباً من منزلنا الواقع بقرية تبعد عشرين كيلا عن مدينة سميراء". وأضاف والد نايف: "نايف بقي على هذا الوضع خمس سنوات حتى تكفل الأمير نايف رحمه الله بعلاجه بأمريكا وعلى نفقته الخاصة والحمد لله اليوم نايف يرى ويمشي بالمساندة على العكازين". وأردف قائلاً: "لم أخبر ابني بوفاة الأمير نايف حرصا على صحته خاصة أنه يخضع هذه الأيام لعلاجٍ مكثف". واستدرك: "لكن سوف أخبره لاحقاً وسأدعوه للصبر والاحتساب فالأمير نايف رحل إلى الله وإلى جنات الخلد إن شاء الله". وقال: "إننا اليوم لا نملك إلا الدعاء لوالدنا الأمير نايف بالرحمة والمغفرة, وإننا إن شاء الله نشهد له بحب الخير والذود عن دين الله وقهر كل من يحاول المساس بديننا الإسلامي وبالحرمين الشريفين". وأضاف: "أنني وعائلتي أتقدم بخالص العزاء والمواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود وإلى وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية، وإلى جميع أشقاء الفقيد وأبنائه وإلى جميع الشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية". من جهته عبّر هاجد شقيق المريض نايف الذي يرافقه الآن بأمريكا عن عميق حزنه على وفاة الامير نايف. واكتفى بالقول: "لا نقول إلا: الله يرحم أمير الإنسانية .. أمير الأمن .. الأمير نايف, فعلاً لا أستطيع وصف عظم المصاب وهول المصيبة التي حلت بالمملكة". واستدرك: "لكن أعزي نفسي وأعزي قيادة المملكة وحكومتها الرشيدة وشعبها وجميع العالم بوفاة الأمير نايف. إنه فقيد العالم وليس الوطن فقط.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته". كما عبر ذعار شقيق المريض عن عظيم حزنه على فقد الأمير نايف سائلاً الله له الرحمة والمغفرة ورفع تعازيه إلى مقام الحكومة الرشيدة وإلى الشعب السعودي والعالم الإسلامي والعربي. ووفقاً لتقرير من مستشفى سميراء العام، فإن نايف يعاني حرقاً نارياً قديماً بلغت نسبته 70 بالمائة، أدّى ذلك إلى تشوّه جفون العيون والشفتين والرقبة والإبطين والطرفين العلويين، وتيبس بمفصل الركبة اليسرى وضعف شديد بالإبصار, إلا أن حالته مستقرة ولم تحدث مضاعفات أخرى.