تنظر المحكمة الجزائية بمكةالمكرمة اليوم الأحد في قضية عرفت صحفياً بقضية "زير النساء" المعتدي على رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكةالمكرمة عند ضبطه بتهمة خلوة غير شرعية مع فتاة. وكانت فزعة الأشقاء، الذين استنجد بهم المتهم، قد مكّنت الفتاة من الهرب، في الوقت الذي تم فيه القبض عليه ؛ ليعلن أن من كانت برفقته شقيقته، وليس فتاة أخرى، وهي الإفادات نفسها التي أعلنتها شقيقته، مدعية أنها تستطيع التعرف على رجال الهيئة، خصوصاً أحدهم الذي سبّب لها – حسب زعمها- انهياراً عصبياً وحالة نفسية، لا يمكن أن تنسى شكله نهائياً. لكن المحقق بهيئة التحقيق والادعاء العام خالف توقعات المتهم وأشقائه عندما جمع لشقيقته المتهم 10 رجال ، وطالبها بالتعرف على رجل الهيئة الذي تعرض لها بالإساءة، حسب إفاداتها، إلا أنها عجزت؛ الأمر الذي حوّل مسار القضية من تهمة الاعتداء على رجال الهيئة إلى تهمة انتحال شخصية للتهرب من القضية، وخداع الجهات الرسمية بإحضار الشقيقة بدلاً من الفتاة ، إضافة إلى الخلوة غير الشرعية، ومقاومة رجال الهيئة. وكشف عضو التحقيق بدائرة العِرض والأخلاق بهيئة التحقيق والادعاء العام في مكةالمكرمة تحايل وخداع أشقاء وشقيقة الشاب المعتدي على رجال الهيئة بمكةالمكرمة. وأمر عضو التحقيق بتمديد توقيف "زير النساء" حتى انتهاء التحقيقات معه، وكشف كل الدلائل والبراهين التي تثبت صلة قرابته بالفتاة موضع القضية من عدمها. وأكدت مصادر "سبق" أن هيئة التحقيق والادعاء العام في مكةالمكرمة طلبت كشف سجل مكالمات الشاب ومعرفة عدد الفتيات اللائي تورطن معه، حتى تستكمل الإجراءات والبراهين قبل إحالته إلى المحكمة الشرعية. وكانت التحقيقات والإجراءات قد انتهت أخيراً بهيئة التحقيق والادعاء العام، وتم إبلاغ جهة عمل الشاب الرسمية بالتفاصيل كافة، وخصوصاً بعد ثبوت إدانته؛ لكي يصدر بحقه محاكمة رسمية من جانب عمله؛ لأنه اعتدى على رجال الهيئة وهم يمثلون جهة حكومية رسمية تقوم بواجبها الرسمي. وكانت القضية بدأت في 18 محرم 1433 عندما تعرض عضوان من الهيئة بمكة للضرب المبرّح على يد ثلاثة أشقاء، بعدما ضبط رجال الهيئة أخاهم "زير النساء" بصحبة فتاة، قضت الليل في ملحق عمارتهم الخاصة. وفي التفاصيل، التي حصلت عليها "سبق"، أن أحد مراكز الهيئة تلقى اتصالاً من فتاة، تؤكد فيه أن هناك شاباً سعودياً "33 عاماً" درج على اصطياد الفتيات والإيقاع بهن تحت وَهم الزواج. وقالت إنه يصطحب ضحيته إلى ملحق عمارة، ويوهمها بأن شقته الخاصة ما زالت تُجهَّز للعُرس. وأضافت الفتاة المبلِّغة، بأنه يُحضر فتاة أو اثنتين كل يوم خميس لتسهر معه حتى الصباح في ملحقه الخاص. وأكدت أنه سوف يقوم بإحضار فتاتين بعد المغرب حتى الساعة العاشرة ليلاً، وهناك فتاة ثالثة سوف تحضر الساعة الواحدة فجراً، وتسهر معه حتى الصباح. وبناءً عليه تحرَّك رجال الهيئة بعد بحث وتحرٍّ ورصد، وشاهدوا الشاب يخرج مع الفتاتين فقاموا بمتابعة الموقف، والمراقبة والرصد؛ ليعود الشاب مجدداً للملحق الخاص وبصحبته ثالثة، وعند خروجه مع الفتاة قام رجال الهيئة بإيقافه، وطُلب إثبات هويته والفتاة التي برفقته، لكنه أغلق أبواب السيارة، ورفض النزول منها، واتصل بأشقائه لمساعدته؛ فحضر الأشقاء، وأكد أحدهم لرجال الهيئة والدوريات الأمنية بالموقع أن الفتاة التي مع شقيقه ليست أختهم ولا تربطه بها صلة قرابة؛ لأنه غير متزوج. وحاول رجال الهيئة التحفظ على الفتاة؛ مما عرضهم للاعتداء بالضرب والرفس والتهديد بالسلاح الأبيض من قِبل الشاب وأشقائه حتى هربت الفتاة من الموقع؛ فألقى رجال الأمن القبض على الشاب وتم نقل العضوين المصابين إلى مستشفى للعلاج. وتولى التحقيق في القضية في حينها مركز شرطة الكعكية، وجرى إيقاف الشاب المتسبب في القضية في مقر عمله الرسمي؛ لأنه يعمل في جهة رسمية توجب إيقافه بها.