رد محامي المواطن دريم النجراني، الذي نشرت "سبق" تقريراً عن مرض أبنائه، على تعقيب وزارة الصحة وشركة أرامكو على قضيته، وهي التوضيحات التي نشرتها "سبق" أيضاً، وقال المحامي والمستشار القانوني سالم بن مبارك بن فاضل آل فاضل، المحامي والوكيل الشرعي للمواطن النجراني، إنه لم يكن سابقاً يرغب تناول القضية إعلامياً حتى لا يبين للرأي العام ما وصفه ب"عيوب" وإخفاقات الوزارة والشركة ومخالفاتهما الأوامر السامية والأنظمة والحالات الإنسانية البحتة على حد تعبيره. وقال المحامي آل فاضل إنه اضطر تمشياً مع واجبه على تبيان الحقيقة، بعد محاولات تبرير تصرفات تلك الجهات، مستعرضاً قصة النجراني وكاشفاً عن رفعه قضيتين: الأولى ضد أرامكو في وزارة العمل، والأخرى ضد الصحة في المحكمة الإدارية بديوان المظالم. وفيما يلي نص خطاب المحامي الذي تلقته "سبق": سعادة رئيس تحرير "سبق" المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الموضوع: الرد على ما تم نشره في صحيفتكم بتاريخ 30 ربيع الأول لعام 1433ه الموافق 22/ 2/ 2012 من قبل شركة أرامكو السعودية ووزارة الصحة، بخصوص موضوع المواطن السعودي دريم النجراني وأبنائه وزوجته المنكوبين والمكلومين في الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ سنوات. بالإشارة إلى الموضوع أعلاه، وبصفتي محامي المواطن المذكور، نود إفادتكم بأن أقوال ومزاعم المدعى عليهما، وزارة الصحة وشركة أرامكو غير دقيقة، علماً بأنني كنت سابقاً لا أرغب تناول هذه القضية الحساسة عبر وسائل الإعلام حتى لا أبين للرأي العام عيوب وإخفاقات المدعى عليهما، ومخالفتهما الأوامر السامية والأنظمة والحالات الإنسانية البحتة، وما ارتكبته تلك الجهات من تصرفات أدت إلى مضاعفة معاناة مواطن سعودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، يصارع أطفاله الموت المفاجئ في أي لحظة أمام عينيه وعيني زوجته، إلا أنني وبعد اطلاعي على محاولة تبرير تصرفات تلك الجهات، رأيت من واجبي بيان الحقيقة حتى يكون القارئ الكريم على بينه موثقة بالأدلة والبراهين الدامغة. فالمواطن المذكور يعمل موظفاً بأرامكو السعودية منذ 28 عاماً، وله خمسة أبناء مصابون بمرض "استقلاب وراثي واعتلال عضلة القلب" يواجهون مخاطر الوفاة الفجائية ويحتاجون زراعة قلب، ناهيك عما حصل لابنته "أماني" أثناء الولادة من خطأ طبي جسيم في مستشفى أرامكو "كسر في الترقوة والرقبة وتملخ في الفخذين والقفص الصدري". على ضوء ذلك أحالت أرامكو ابنته "أماني" للعلاج في مستشفى Mayo Clinic بالولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1997م، وأجريت لها عملية. ثم عاد المذكور وراجع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، فتوفي ابنه الأكبر هناك، وصدر من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث تقرير طبي بأن أطفال المواطن المذكور يعانون من أمراض وراثية صعبة، وأن مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث لم يتمكن من معرفة السبب ولا يملك أي وسيلة لعلاج هذا المرض، ويوصي بمراجعة مستشفى Mayo Clinic بالولاياتالمتحدةالأمريكية لتقييم حالتهم، وتلقي طرق العلاج الحديثة المتوفرة في ذلك المستشفى. وتم الاتفاق بين المواطن المذكور وشركة أرامكو على إعطائه إجازة من دون راتب، تبدأ من تاريخ 24 /6 /2007م وتنتهي بتاريخ 14 /12/ 2009م؛ لمرافقة ابنته "أماني" لإجراء عملية جراحية في الورك، وقد نص الاتفاق ألا تشمل هذه الحالة أي حالات فحص أو جراحة لزراعة القلب، أو أية اختبارات أو عمليات أخرى لابنته، ولا لأشقائها، كما نص الاتفاق أنه في حالة تمديدات إضافية للعلاج المعتمد والممول من وزارة الصحة ستقوم أرامكو بزيادة المخصصات اليومية. وفي أثناء ذلك حصل المواطن المذكور على الأمر السامي الكريم رقم 13584/ ب وتاريخ 1/12/1427ه بعلاج أبنائه الأربعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية على نفقة الدولة، وهو مرافق لهم. ونلفت عناية القارئ الكريم أن الملحقية الصحية تعلم علم اليقين أن المواطن قد جاء لأمريكا عن طريق شركة أرامكو السعودية لعلاج ابنته "أماني" وأن أبناءه الآخرين وزوجته تشملهم التغطية الطبية عن طريق التأمين الصحي ( United Health Care ) فأرامكو لم تدفع له ولا لأولاده، وإنما التأمين الصحي هو من يقوم بالتغطية الطبية الاعتيادية باستثناء زراعة القلب المقررة لهم، بعد تأهيلهم لتلك العمليات الخطرة. كما أن شركة أرامكو تعلم علم اليقين أن لدى المواطن أمر علاج على نفقة الدولة، وقد أخبرها المذكور بذلك قبل سفره، كما أن المكتب الصحي السعودي بالولاياتالمتحدةالأمريكية لديه العلم بذلك، حيث وصله الأمر السامي الكريم عن طريق وزارة الصحة قبل وصول المواطن إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث كان يتلقى المواطن المذكور علاجاً لأبنائه وزوجته عن طريق التأمين الصحي ونفقات المعيشة والسكن، بالإضافة إلى تلقيه 12,000 دولار شهرياً كنفقات معيشة من المكتب الصحي السعودي بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وليست نفقات علاج، وظل الوضع هكذا لعدة أشهر, وبعد ذلك خاطبت الملحقية الصحية بأمريكا شركة أرامكو بموجب خطابها رقم 09/ص – خ في تاريخ 18 /1 /1430ه، تخبرها أن مستشفى Mayo Clinic يتلقى النفقات العلاجية من أرامكو وتطلب الملحقية الصحية الإفادة. فورد الملحقية رد أرامكو رقم 6-2140-2009 وتاريخ 6 ربيع الأول 1430ه، مفاده أن أماني ابنة دريم مدرجة حالياً في لائحة الإحالات الطبية للعلاج وذلك منذ تاريخ 24 يونيو 2007م، وأن أرامكو توفر علاوة يومية لتغطية نفقات الإعاشة والنقل والنفقات العلاجية لوالدي المذكورة وأشقائها. فأرسلت الملحقية خطابها رقم 274/09/ص-خ وتاريخ 7/ 2/ 1430ه تطلب من الشركة تزويدها بما تم دفعه للمواطن وأبنائه من نفقات، فورد الملحقية رد أرامكو بالخطاب المؤرخ في تاريخ 27/ 2/ 2009م , حيث زودت الملحقية بتفاصيل الدفع للمواطن وأبنائه وزوجته. فأرسلت الملحقية لأرامكو خطابها رقم 747/ 09 /ص-خ وتاريخ 13/ 3/ 1430ه تفيد بأن الملحقية تدفع للمواطن 12,000 دولار شهرياً، وأخبرتها بإيقاف الصرف له ولأبنائه وإغلاق ملفاتهم لديها في 1/ 2/ 2009م. فأرسلت أرامكو للملحقية الصحية خطابها رقم 6-6171-2009 وتاريخ 15 جمادى الآخرة 1430ه تؤكد أن الإحالة لابنته أماني فقط، وأن النفقات التي تصرف لأبنائه وزوجته هي للمعيشة والنقل والإقامة دون تكاليف الفحص أو العمليات المتعلقة بزراعة القلب. وبتاريخ 13/ 12/ 2009م طالب المواطن المذكور من شركة أرامكو تمديد إجازة المرافقة لأطفاله، المتفق عليها، كون علاج أطفاله لم ينته بعد, إلا أنه وبعد يوم من طلبه بتمديد إجازته، أي بتاريخ 14/ 12/ 2009م طلبت شركة أرامكو من شركة التأمين فجأة إيقاف الصرف له ولأبنائه. وبتاريخ 27/ 1/ 2010م تلقى المواطن إشعاراً من أرامكو، مفاده تغيبه عن العمل دون إذن منذ 23/ 1 /2010م، وإذا لم يحضر إلى العمل في موعد أقصاه 6/ 2/ 2010م تعتبر خدماته منتهية اعتباراً من 7/ 2/ 2010م، فما كان بوسع المذكور العودة للسعودية خلال تلك الفترة القصيرة والعصيبة، وأولاده يصارعون الموت في مستشفى Mayo Clinic إضافة إلى ذلك، لديه أمر سامٍ بعلاج أبنائه وهو مرافق لهم، لاسيما أيضاً أن الاتفاقية التي بينه وبين أرامكو تنص على التمديد له بمرافقة أبنائه المرضى في حالة وجود أمر علاج ممول من الدولة، إلا أن شركة أرامكو لم تعير ذلك أي اهتمام وفصلته فصلاً تعسفياً لا مبرر له، وتركته وأبنائه وزوجته في وضع مأساوي، في حين أن الملحقية الصحية هي الأخرى تركته وأبنائه وزوجته التي خضعت لعلاج نفسي وهي ترى أطفالها معرضين للموت الفجائي في أي لحظة. فضلاً عن ذلك فإن الأطباء في Mayo Clinic نصحوا المذكور بعدم مغادرة أبنائه المستشفى؛ فالبنت أماني سوف تخضع لعملية جراحية في 2010 وكذلك شقيقاتها وأخوهم لديهم اضطراب قاتل، وهم معرَّضون للوفاة الفجائية ويحتاجون بعد تأهيلهم إلى زراعة قلب، وقد صدر لهم بتاريخ 24/ 8/ 2011م تقرير طبي من Mayo Clinic بأنهم تحت رعاية الأطباء المعالجين، حيث يعانون من متلازمة الاعتلال القلبي العضلي المتضخم الوراثي، وهم معرَّضون للوفاة الفجائية الناتجة عنه. ويؤكد ذلك التقرير أنه إذا لم يتم تدارك ذلك فسوف يؤول مصيرهم إلى توقف القلب مثل شقيقهم عندما كان عمره 15 عاماً ثم توفي بعد ذلك، وقد شدد ذلك التقرير بالمراقبة المستمرة لحالتهم، حيث يعانون في واقع الأمر من هبوط في ضغط الدم وسرعة ضربات القلب، وأنهم يخضعون للمراقبة المنتظمة عن قرب، ومازالوا تحت الاختبار لضبط وتعديل طريقة عمل أجهزة القلب، وإن حياتهم مهددة بالموت، وليرى المستشفى المعالج ما يمكن عمله في المستقبل القريب, هذه الحقيقة والحقيقة بعينها, ولدينا الدليل القاطع على كل كلمة تم ذكرها، وسوف نزود بها صحيفتكم الموقرة متى ما طلب منا ذلك، وإن أي أقوال أو مزاعم مغايرة لذلك تعتبر عارية عن الصحة وتضليلاً للرأي العام. أضف إلى ذلك أن هناك أمراً إلحاقياً للأمر السامي الكريم المشار إليه أعلاه، من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمة الله عليه، برقم 2425 وتاريخ 6/ 10 /1432ه، يقضي بمواصلة علاج أبناء المواطن في أمريكا على نفقة الدولة، وقد تم نشره في صحيفتكم الموقرة وجريدة الوطن، وحتى تاريخ اليوم لم يتم تنفيذه. إن المواطن المذكور يعيش وأطفاله وزوجته تحت ظروف مأساوية قاسية، يستمد قوت أطفاله وأدويتهم من المحسنين والجمعيات الخيرية، بعد أن باع كل ما يملك في سبيل بقاء أطفاله على قيد الحياة، إلى أن يأتي أمر الله والفرج من الله، ثم من القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. لقد وقع المواطن المذكور وأطفاله وزوجته ضحية أناس لا تخاف الله ولا تتقيه في شركة أرامكو ووزارة الصحة وملحقيتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية، كانت أعين المسؤولين المنصفين في تلكما الجهتين غائبةً عنهم، فنتيجة تقاعس وإهمال الموظفين في الملحقية الصحية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ومكتب أرامكو المسؤول عن موظفي الشركة في أمريكا والظهران، أدت إلى إخفاقهم في تتبع حالته وأطفاله، وهل يكون علاج أطفاله على نفقة الدولة، فلديهم أمر سامٍ بذلك، أم يكون علاجهم على شركة أرامكو، وهناك اتفاقية وإحالة واضحة للبنت "أماني"، فهؤلاء الموظفون لديهم التعليمات بكيفية علاج المرضى، وألا يكون هناك ازدواجية في الصرف، كما عولوا وتحججوا بأن المواطن قد أخفى عليهم، وهو غير صحيح، بل إن الصحيح ما تم ذكره آنفاً، وأن المواطن لا يعلم عن التعليمات والأوامر التي أُقفل عليها في أدراجهم، بل إن همه الوحيد إنقاذ أطفاله من الموت. والأسئلة التي تطرح نفسها: على أي أساس صُرف له 12000 دولار من الملحقية خلال تلك الفترة؟ ومتى جاء المواطن وأطفاله وزوجته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ وعلى أي طيران ذهبوا إلى الولاياتالمتحدة؟ ومن دفع قيمة تذاكرهم؟ ومن استقبلهم؟ ومن أسكنهم؟ ومن دفع فواتير علاج وأدوية أطفاله؟ ومن تابع حالة أطفاله أولاً بأول؟ وهل مبلغ 12000 دولار كافٍ لعلاج أربعة مرضى وأمهم وكافٍ لسكنهم وإعاشتهم وتنقلاتهم؟. كما أنوه وحتى يكون الجميع على بينة، بأنني قد تقدمت بدعوى قضائية ضد شركة أرامكو في وزارة العمل، ومحجوزة للحكم في الهيئة العليا لتسوية الخلافات العمالية الموقرة بالرياض، بشأن فصله التعسفي وتضليل الحقيقة، وتقصيرها وتنصلها عن اتفاقيتها, والدعوى القضائية الأخرى منظورة حالياً في المحكمة الإدارية بديوان المظالم بالرياض ضد وزارة الصحة، نطالب فيها بتنفيذ الأمر السامي الكريم المشار إليه آنفاً، والأمر الإلحاقي الصادر من ولي العهد سلطان آنذاك رحمة الله عليه، بالتعويض بأثر رجعي عما ترتب على وقف ذلك الأمر دون مبرر أو وجه حق، علماً بأن وزارة الصحة تماطل عن حضور المواعيد، وقد سبق أن طعنت وزارة الصحة في عدم نظر الدعوى لعدم الاختصاص المكاني، عندما رفعنا الدعوى ضدها في المحكمه الإدارية بالدمام، فصدر الحكم بعدم الاختصاص المكاني، وعند رفعها في الرياض محل إقامة المدعى عليها بالرياض، تنصلت عن الحضور رغم تبلغها بموعد الجلسات. عليه ولكل ما تقدم، ومن واقع وكالتي عن المواطن ومسؤوليتي المهنية، فقد أبرزت ما لدي من حقائق واقعية وموضوعية، مناشداً عبر صحيفتكم الموقرة القيادة الرشيدة بالنظر في موضوع موكلي. كما أناشد من قرأ هذا الموضوع بالدعاء لأبناء المواطن المذكور بالشفاء، ومن يستطيع مساعدته فأجره على الله والحمد لله رب العالمين.