تكشفت ل"سبق" تفاصيل الإهمال الذي أفضى إلى اشتعال النيران في المبني "ه" بمقر عمادة الدراسات الجامعية للطالبات بحي الزاهر، التابع لجامعة أم القرى. وتنشر "سبق" نص أحد الخطابات المرفوعة، وعددها 4 خطابات، حول حال المبنى، إضافة إلى عدد من الصور الخاصة. وجاء في أحد الخطابات المرفوعة : مراعاةً لمستوى الشفافية القائمة بيننا، والحرص على أدق التفاصيل المساندة لجودة العملية التعليمية التي تليق بمكانة جامعة أم القرى، قمنا بتقديم تقرير عن حاله المبنى المتضمن عمادة تقنية المعلومات؛ حيث يعاني بعض العيوب التي تجعله خطراً على حياة الموجودين داخله في حاله الطوارئ - لا قدر الله -وخصوصاً موظفات التقنية والدعم، والتي تقع في أقصى الدور الثاني من المبنى. ونلخص حال المبنى في النقاط الآتية: - الأعمال الكهربية بعضها مكشوف، والبعض الآخر محطَّم. - عمليات التسليك الكهربائي داخل المبنى ذات شكل مرعب وغير متماشٍ مع أدنى أسس الأمن والسلامة التي يجب توافرها في أي نقطة تحوي عدداً كبيراً من الأشخاص. - بعض الثريات استُخدمت مصدراً لسحب الكهرباء وبطريقة غير احترافية، تمثلت في المزيد من الأسلاك المتدلية. - حالة المكيفات سيئة جداً، وتبدو متهالكة، إضافة إلى تسريبها المياه؛ ما أدى إلى تشبع الأرضيات وطاولات الكمبيوتر القريبة منها وتآكلها. ولا يخفى على حضرتكم نسبة الخطر المتوقع حصوله بوجود مصدر مياه بجانب التوصيلات والأجهزة الكهربائية. - الأفياش المستخدَمَة ليست أفياشاً خاصة بالأماكن العامة، التي يكون بها صمام حماية ذاتي في حالة حدوث ماس كهربائي. - علب الكهرباء غير مؤمَّنة؛ حيث ينبغي ألا يُتمكَّن من فتحها والعبث بها إلا من قِبل وحدة الصيانة. - الشعور بالماس الكهربائي وشَمّ روائح مماثلة حدث شبه يومي. - المبنى خالٍ تماماً من أية وسائل للأمن والسلامة، عدا بعض طفايات حريق يتبقى على انتهاء صلاحيتها ثلاثة أشهر من تاريخ خطابنا هذا. - لا يحتوي المبنى على أي جهاز إنذار أو طفايات تلقائية. - الحلول المستخدَمة في التوصيلات وتمديد الكهرباء حلول أقل من بدائية. - بعض المخارج التي يمكن استخدامها في حالات الطوارئ كالباب الخلفي للمبنى توجد بجانبه موزعات طاقة ضخمة وأجهزة تكييف مركزي. وإن عراقة جامعتنا لتجعل منها حريصة كل الحرص - بالتأكيد - على سلامة طالباتها اللاتي هن لبنة العملية التعليمية، وسلامة منسوباتها اللاتي هن بمنزلة أذرع الإنجاز وسواعد البناء داخلها. ورغبةً منّا في توضيح الصورة أكثر أرفقنا لكم أمثلة تمثل نموذجاً من حالة المبنى، ونأمل من سعادتكم التصرف بما ترونه مناسباً". من جانبه، أكد مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس أنه في تمام الساعة 12:20 ظُهْر السبت نشب حريق في أحد معامل الحاسب الآلي بمبنى "ه" بمقر عمادة الدراسات الجامعية للطالبات بحي الزاهر، نتج منه تصاعد كثيف للدخان. وقال إن فريق الأمن والسلامة بالمقر باشر على الفور المهام الخاصة بالإخلاء، بإشراف عميدة الدراسات الجامعية للطالبات الدكتورة منى بنت حميد السبيعي وعدد من القيادات الإدارية والمشرفة على الأمن والسلامة وضابطات الأمن والمهندسة إسلام بدوي، التي قامت بدورها على الفور بفصل التيار الكهربائي عن المبنى بوصفه خطوة أولية. وبيّن في بيان لوسائل الإعلام، حصلت "سبق" على نسخة منه، أنه "تم تنفيذ عملية إخلاء المبنى بكل هدوء عبر البوابات الرئيسية ومخارج الطوارئ وبوابات السكن، بإشراف ومتابعة من الموظفات وضابطات الأمن، مع إيقاف جميع المحاضرات". وقال إن فِرَق الدفاع المدني باشرت الحالة على الفور بعد تلقيها البلاغ من المشرف على مقر الطالبات بالزاهر، وقامت بمهامها على الوجه الأكمل، وسيطرت على الحريق وأخمدته في حينه. وأكد مدير جامعة أم القرى أنه لم ينتج من الحادث - ولله الحمد - أي أضرار بشرية، ما عدا تعرض موظفة بالمعمل لضيق في التنفس من جراء معاناتها من حساسية في الصدر، وتم إسعافها على الفور في مقر الطالبات، وهي تتمتع بصحة جيدة - ولله الحمد -.