اجتاحت الموجة الأحدث من الأعاصير العاتية مناطق شاسعة من الغرب الأوسط الأمريكي وجنوب شرق البلاد؛ ما أسفر عن سقوط 36 قتيلاً على الأقل في أربع ولايات. وقال مسؤولون إن الأعاصير التي هبَّت الجمعة دمرت منازل، وألحقت أضراراً بمبنى سجن ومدارس، وأطاحت بعربات في مختلف المناطق؛ ما أدى إلى مقتل 18 شخصاً في ولاية كنتاكي و14 في ولاية أنديانا المجاورة وثلاثة في ولاية أوهايو وشخص في ولاية ألاباما.
وقال ميتش دانييلز، حاكم ولاية أنديانا، في بيان لشبكة سي إن إن التلفزيونية الإخبارية أثناء زيارة المنطقة المنكوبة في جنوب شرق الولاية السبت: "تعوَّدنا هنا في أنديانا على هذه الأمور".
ومضى يقول: "الأمر أصبح خطيراً مقارنة بالنحو الذي شهدناه في السنوات الماضية منذ أن توليت هذا المنصب".
وتُوِّجت أعاصير الجمعة، التي شقت طريقها من خليج المكسيكجنوباً حتى البحيرات العظمى شمالاً، بموجة من الطقس السيئ المميت تجتاح الغرب الأوسط الأمريكي؛ ما رفع عدد القتلى الإجمالي إلى 49 شخصاً.
وفي منطقة جراوند زيرو وسط بلدة هنريفيل جرى إجلاء جميع الطلبة تقريباً من مجمع مدارس بعد ظُهْر الجمعة قبل أن يضرب الإعصار البلدة. ولكن نحو 40 مدرساً وطالباً، كانوا ضمن آخر مجموعة تغادر المدرسة في حافلة، عادوا أدراجهم عندما شاهدوا نذراً مروِّعة للعاصفة تقترب.
وقلبت العاصفة حافلة مدرسية، وأطاحت بمحرك حافلة أخرى؛ ليستقر أمام مطعم في الجهة المقابلة من الشارع الذي لاذ به سكان آخرون.
وفيما يشبه المعجزة لم يسقط سوى قتيل واحد في البلدة، حسبما يشير مسؤولو الإنقاذ.
وشبَّه بعض السكان أعاصير الجمعة بالزلزال المدمر الذي وقع في إبريل عام 1974، الذي كان من أكبر وأعنف الزلازل في تاريخ الولاياتالمتحدة.
وجاءت العاصفة بعد مرور أقل من عام على سلسلة من الأعاصير تسبَّبت في أسوأ موجة من الخسائر تعرضت لها الولاياتالمتحدة، ومن المتوقع أن تواجه صناعة التأمين خسائر ضخمة من جديد.
وأظهرت لقطات تلفزيونية، التُقطت من الجو، منازل مدمَّرة في أنحاء متفرقة من ولايات عدة، من بينها جورجيا؛ حيث أطاحت العواصف بطائرات خفيفة من على مدرج مطار إقليمي في مقاطعة بولدينج كاونتي قبل أن تطرحها محطمة على الأرض.
وقد جرى التحذير من الأعاصير طوال الجمعة من الغرب الأوسط حتى جنوب شرق الولاياتالمتحدة، وأغلقت المدارس والمتاجر أبوابها قبيل هبوب العواصف بعد سلسلة من الأعاصير في وقت سابق من الأسبوع التي قتلت 13 شخصاً في كانساس وميزوري وإيلينوي وتنيسي.
وزادت العواصف الشديدة الأسبوع الماضي المخاوف من أن يكون عام 2012 عاماً يحمل مزيداً من الأعاصير في أعقاب مقتل 550 شخصاً بسببها العام الماضي في أنحاء البلاد، وهو أعلى رقم ضحايا من نوعه خلال قرن، وفقاً لإحصائيات الهيئة القومية للأرصاد.
وقالت السلطات إن 40 منزلاً دُمِّرت، و150 منزلاً أخرى لحقت بها أضرار في مقاطعتين في شمال ولاية ألاباما الجمعة. وقال جو بول بون، مدير وكالة إدارة الطوارئ في مقاطعة تالابوسا، إن شخصاً لقي حتفه في بيته في المقاطعة.
وقال مسؤولون في ألاباما إن سقف عنبرين في سجن تعرض لأضرار؛ ما أدى إلى نقل 300 نزيل إلى مكان آخر في السجن. وقال برايان كوربت، وهو متحدث باسم إدارة السجون في ألاباما، إنه لم يتعرض أحد في السجن لإصابات خطيرة، ولم يغامر أي سجين بالهرب من السجن، رغم حدوث أضرار في بعض أجزاء سور السجن.
وضرب عدد من الأعاصير كذلك ولاية تينسي، وعلى طول وادي نهر أوهايو في إلينوي وإنديانا وكنتاكي.