قال العامل الهندى حبيب حسين الذي سافر الأسبوع الماضي في دور مياه طائرة الخطوط الهندية من مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة ، إن العمال الهنود يباعون كالماشية في السعودية، وإنه لم يحصل من صاحب العمل على ريال واحد، لمدة ستة أشهر، كان خلالها يعيش على ما يجود به عليه المعتمرون والحجاج الذين يحمل حقائبهم في المطار، وكل طعامه في اليوم رغيف خبز وطبق فول، فقرر الهرب من المملكة ليعود لبلده وأسرته بعدما أدرك أن نصف رغيف مع أسرته أفضل من رغيف بعيد عنهم. وكشف حبيب في حوار مع صحيفة " تايمز أوف انديا " الهندية تجربته في السعودية، والأسباب التي أدت إلى هربه بهذه الطريقة " الغريبة"، وقال حسين " لقد بعت أرض أملكها وتركت لأسرتي حوالي 11 الف روبية ( 360 ريالا سعوديا )، لكن بعد مكوثى ستة أشهر في المملكة، أدركت أنه لا فائدة من بقائي أكثر من هذا، وأنني يجب أن أعود، لدي زوجة حامل وستضع في أية لحظة، ولدى طفلان يحتاجان رعايتي، وأم تركتها مريضة، جئت وأنا آمل في الحصول على راتب يقدر بحوالي 600 ريال، لكنني لم أحصل على هللة، إنني أفضل العيش وسط عائلتي ولو بثلاثة ريالات يومياًً ". يقول حبيب " ستة أشهر لم أحصل من صاحب العمل على ريال واحد، كنت خلالها أعيش ما يجود به علي المعتمرين والحجاج الذين أحمل حقائبهم في المطار، أثناء قيامي بأعمال النظافة، وكان كل طعامي رغيف واحد من الخبز وطبق من الفول يومياًً، وظل أملى الوحيد أن أدخر من النقود ما يمكننى من العودة إلى بلدي ". وعن ظروف عمله في المملكة قال حسين " كنت أعمل من 14 إلى 18 ساعة يومياًً، حيث أرعى الماعز في النهار، وفي المساء أقوم بأعمال النظافة في المطار، وقد تم نقلي الى كفيل في المدينةالمنورة، حيث كنت أعمل 15 ساعة يومياًً". وعن واقعة هروبه "الغريبة" في الطائرة قال حسي: " كنت أحمل حقائب الحجاج إلى الطائرة، ثم اختبأت في دورة المياه خلسة، وظللت هناك حتى أكتشفتني مضيفة الطائرة بعد 45 دقيقة من إقلاعها، فرويت لها حكايتي وقامت بمنحي مقعدا وطعام، اعلم انني سأتسبب بمشكلة خطيرة في الطائرة، لكن لدي ثقة في أهل بلدي، ومهما كانت العواقب، فهي أهون من العمل والعيش بعيدا عن اسرتي." ولايزال حبيب حسين رهن الاحتجاز على ذمة القضية تمهيداًً لمحاكمته.