جرى أمس بين يديْ خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ودولة رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية، ون جياباو، تبادل وثائق الاتفاقية التي وقعتها أرامكو السعودية وشركة تشاينا بتروكيميكال كوربوريشن (ساينوبك) لتأسيس شركة ينبع أرامكو ساينوبك للتكرير (ياسرف) المحدودة، المعروفة سابقاً باسم "شركة البحر الأحمر للتكرير". وتأتي الاتفاقية في أعقاب توقيع مذكرة تفاهم بين أرامكو السعودية وساينوبك في شهر مارس من عام 2011م، وستملك أرامكو السعودية بعد توقيع اتفاقية المشروع المشترك اليوم حصة 62.5 % في ياسرف، فيما تملك ساينوبك حصة تبلغ 37.5%. وأكد المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، رئيس أرامكو السعودية كبير الإداريين التنفيذيين، في كلمته بهذه المناسبة، أن (ياسرف) ستوفر من ضمن الإسهامات الكثيرة التي ستقدمها، فرصاً تدريبية ووظائف للشباب السعوديين، إلى جانب فرص كثيرة أخرى للتنمية الصناعية والاقتصادية للشركات السعودية العاملة في هذا المجال. وأضاف: "ليس ثمة شك في أن ياسرف، باعتبارها أول مشروع دولي لساينوبك في مجال التكرير والمعالجة والتسويق، ستعزز بدرجة أكبر الرابطة الراسخة بين شركتينا، وإنني لعلى ثقة من أنها ستعود بفوائد مشتركة على المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية". ويتضمن مشروع (ياسرف) بناء مصفاة جديدة في ينبع على مساحة تزيد على 5.2 مليون متر مربع، حيث تسير أعمال الإنشاء، التي انطلقت وقطعت شوطًا بالفعل، حسب الجدول الزمني بنسبة إنجاز بلغت 10%. ومن المقرر بدء تشغيل المصفاة خلال النصف الثاني من عام 2014م، لتعالج 400 ألف برميل يومياً من الزيت العربي الثقيل، وتنتج أنواع الوقود عالية الجودة التي تستوفي أعلى معايير المنتجات المكررة صرامة في الأسواق المحلية والعالمية. وستبلغ الطاقة الإنتاجية للمصفاة 90 ألف برميل في اليوم من البنزين، و 263 ألف برميل في اليوم من الديزل ذي المحتوى الكبريتي المنخفض جداً، إلى جانب منتجات ثانوية عبارة عن 6200 طن متري في اليوم من الفحم البترولي، و 1200 طن متري في اليوم من الكبريت. وسيتم توريد "لقيم الزيت الخام" إلى ياسرف وتصدير وقود النقل منها من خلال المرافق الحالية لأرامكو السعودية في ينبع. ويشمل مشروع المصفاة وحدات عملاقة للمعالجة، ومنافع وشبكة خطوط أنابيب ومرافق لتخزين مواد اللقيم والمنتجات المكررة، إلى جانب المرافق الخارجية اللازمة لمساندة أعمال المصفاة بصورة تتسم بالسلامة والكفاءة. كما ستسهم (ياسرف) في تعزيز التنمية الصناعية في منطقة ينبع، حيث تعزز تنمية الاقتصاد المحلي بما توفره من فرص عملٍ للمواطنين وللشركات السعودية، فإلى جانب 1200 وظيفة مباشرة و 5000 وظيفة غير مباشرة يتوقع توفرها من خلال المشروع؛ فسيوظف ويدرب المقاولون الأساسيون ل (ياسرف) الكثير من المهندسين والفنيين السعوديين في مختلف المجالات الفنية والإدارية خلال مرحلة تنفيذ المشروع. كما يُتوقع إنفاق نحو 60 % من القيمة الإجمالية للمشروع داخل المملكة من خلال أعمال الهندسة التفصيلية التي ستنفذها مكاتب هندسية محلية، وشراء المنتجات من المصنعين والموردين المحليين، والاستعانة بشركات الإنشاءات السعودية.