نفى عضو مجلس الشورى الدكتور عبد الرحمن بن حمود العناد أن تكون هيئة حقوق الإنسان في السعودية مجرد واجهة إعلامية أمام المنظمات الحقوقية الدولية، مؤكداً أن الهيئة لها صوتٌ ورأي من خلال تقريرها السنوي "لكننا لا نفرضُ هذا الرأي على الدولة". وأكدَ العناد أن الدولة تحمي حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية ومنها الحقوق الاجتماعية والحقوق الأساسية السياسية، وأن حقوق الإنسان في السعودية شهدت تطوراً إيجابياً ملحوظاً، مشيراً إلى نشأة نظام المحاماة الذي لم يكن موجوداً، وكذلك نظام الاستئناف الذي لم يكن متاحاً في السابق؟ وقال إن نظام المرافعات الشرعية أصبحت تحكمه ضوابط تحدد صلاحيات القضاة والمحاكم والجلسات العلنية. تصريحات العناد جاءت في ندوة "تطور حقوق الإنسان في السعودية" بنادي الجوف الأدبي الثقافي التي شهدت مداخلات ساخنة لأسماء بارزة، وكانت رداً على مداخلة لمساعد مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الجوف فواز بن صالح الجعفر. وانطلقت فعاليات الندوة مساء أمس الثلاثاء بمشاركة العناد، ومدير فرع هيئة حقوق الإنسان بمنطقة الجوف الدكتور علي بن مد الله الرويشد، ومدير فرع جمعية حقوق الإنسان بمنطقة الجوف الأستاذ مونس بن ماطر الرويلي. وأدار الندوة الأستاذ صالح بن سالم الصاعدي، وحضرها الناقد والروائي المعروف الدكتور معجب الزهراني الذي كان في زيارةٍ لمنطقة الجوف. وأوضحَ الرويشد أن هيئة حقوق الإنسان في السعودية تواجه كثيراً من الانتقادات في المحافل الدولية لجهة وضع المرأة في المملكة من ناحية سفرها وقيادتها للسيارة والسكن بمفردها. وقال: "نحن نردُ مراراً وتكراراً على مثل هذه الانتقادات، وأكدنا أن مسألة مثل قيادة المرأة للسيارة هي مسألة مجتمعية وليست مسألة حقوقية، فلا يوجد لدينا قانونٌ أو تشريعٌ يمنعُ قيادة المرأة للسيارة، بل هو شأنٌ يحسمه التوافق المجتمعي". لكنَ الرويشد استدركَ قائلاً: "هذا لا يمنع من وجود ممارسات خاطئة ضد المرأة يقومُ بها البعضُ وتحرجنا أمام الرأي العام في المحافل الدولية، مثل قضية تعليق المرأة التي هي ممارسة خاطئة ولا أساس لها في الفقه". من جانبه، أكد الرويلي أن جمعيات حقوق الإنسان في السعودية هي جمعيات أهلية مستقلة وغير حكومية، وقدم سرداً للمهام والإنجازات التي قامت بها جمعية حقوق الإنسان بمنطقة الجوف. وفي المداخلات قالَ الناقد والروائي الزهراني: "إن ثقافة حقوق الإنسان جديدة علينا في المملكة، وهي في مرحلة التأسيس، وعلينا أن نعي جيداً معنى حقوق الإنسان وهنا يأتي دور الكتاب والمثقفين". وأضافَ: "لا بلد في الدنيا يشابهنا في مسألة حقوق المرأة، فنحنُ الأسوأ" . أما الأستاذ خليفة بن مفضي المسعر فقد رأى "أن حقوقَ الإنسان تمشي في المملكة مشي السلحفاة مقارنة بدول مثل البحرين والكويت". وفي مداخلة للأستاذ حمد بن تركي المظهور قال "إن هيئة مكافحة الفساد لا تتفاعل"، موجهاً لها نقداً لاذعاً. وفي نهاية الندوة قامَ رئيس مجلس إدارة نادي الجوف الأدبي الثقافي الدكتور محمد بن علي الصالح بتكريم المشاركين وشكرَ الجميع على حضورهم، مؤكداً أن مثل هذه الندوات التي يقيمها النادي الأدبي إضافة إلى الندوات والأمسيات الأدبية والنقدية هي نوعٌ من المشاركة المجتمعية، كما أنها تساهم في رفع مستوى الحوار والوعي داخل المجتمع تجاه قضاياه.