سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"قصة مترجم الأهلي".. من المطعم للدهانات.. بدأ لاعباً وحلمه: سفيراً للسعودية "الغامدي" يجيد 4 لغات أوقفته الإصابة فلم ييأس.. وينهي دراسة العلوم السياسية قريباً
مشعل الزهراني): "مشاري الغامدي".. مترجم النادي الأهلى، والوحدة سابقاً، يحمل في جعبته أربع لغات تعلمها بين المطبخ والدهانات، فكانت الإسبانية أحبها إلى قلبه، بدأ لاعباً لكرة القدم بنادي الوحدة، ثم أوقفته الإصابة في المفصل، وحلمه الدائم أن يكون سفيراً، ويعمل على تحقيق حلمه بالدراسة، تلك بعض من خبرات وممارسات "الغامدي" التي رواها ل"سبق" في حوار مفصّل. حدّثنا عن بداياتك، وعن أول لغة اكتسبتها؟ بدايتي كانت في المرحلة المتوسطة، حين ذهبت مرافقاً لأختي لتدرس بالجامعة في نيوزيلندا، وحينها درست مرحلة المتوسطة ومرحلة الثانوية في نيوزيلندا، كما أن الدراسة كانت باللغة الإنجليزية فكانت أول لغة أكتسبها.
كيف تمكّنت من اكتساب أربع لغات؟ - تمكّنت من اكتساب اللغات الأربع بالممارسة مع المتحدثين الأصليين للغة، فمثلاً تعلمت البرتغالية في فترة عملي في مطعم، وكانت العمالة في المطعم من الجنسية البرتغالية، واللغة الفرنسية تعلمتها حين عملت بمجال دهانات البوية أو طلاء جدران البيوت؛ لأني كنت أعمل مع مصممين فرنسيين، وتخصصت في جامعة تشيلي في قسم اللغات والترجمة، ودرست المرحلة الجامعية باللغة الإسبانية وهي اللغة الأصلية لدولة تشيلي التي عشت فيها 6 سنوات.
ما اللغة التي أعجبت بها؟ ولماذا؟ - معجب جداً باللغة الإسبانية؛ لأنها كانت سبباً رئيسياً في تعلمي للغات، وأيضاً هناك أكثر من 22 دولة تتحدث اللغة الإسبانية وهي اللغة الثانية عالمياً.
ما الصعوبات التي يواجهها المترجم؟ - تكمن صعوبة الترجمة في التركيز والحفظ السريع والفوري، متى ما تمكن المترجم من هذه العوامل لن يواجه أي صعوبة.
حدثنا عن تجربتك في عملك كمترجم لنادي الوحدة سابقاً والنادي الأهلي حالياً؟ - تجربتي بدأت عندما كنت لاعباً في الفئات السنية لنادي الوحدة -فئة الأولمبي- وكان هناك لاعب محترف في الفريق الأول من دولة كولومبيا رونالدو مورينيو، وكان اللاعب لا يجيد الإنجليزية، ولا يوجد مترجم في الفريق، فكان مرافقاً لي في الرحلة اليومية من جدة إلى مكة؛ بسبب سكنه في جدة قبل إسلامه، ومع مرور الوقت تعرضت لإصابة قوية في مفصل القدم اليسرى، وبعد ثلاث عمليات غير ناجحة توقفت عن ممارسة كرة القدم.
بعدها عرضت عليّ إدارة الوحدة العمل مع الفريق كمترجم ووافقت، وكانت فترة ناجحة لي، استمررت لمدة سنة ونصف، ووجدت دعماً كبيراً في هذا المجال كسعودي مترجم للفريق، أما بالنسبة للنادي الأهلي فهي تجربة كانت نتيجة للعمل الذي قدّمته لنادي الوحدة، وهي تجربة مميزة في حياتي العملية؛ لأنها قدّمتني للمجال الرياضي، وكانت تحدياً بالنسبة لي؛ لإثبات أن السعودي قادر على عمل كل شيء، ولا شيء مستحيل على أي شاب سعودي، وأثبت ذلك بالدعم الذي وجدته من إدارة وجهاز فني ولاعبين، ومن هنا أودّ شكرهم على الثقة والدعم الذي منحوني إياه.
ما الصفات التي يجب أن يتمتع بها الشخص ليكتسب أكثر من لغة؟ - من وجهة نظري المتواضعة هي الرغبة والصبر؛ لأنه متى ما كانت هناك رغبة سيكون لك هدف ودافع قوي، والصبر؛ لأنها تحتاج لوقت وممارسة مستمرة، والجميع قادر، وأتمنى أن أرى سعوديين يشغلون نفس المنصب في أندية أخرى.
كيف ترى مهنة المترجم في المملكة العربية السعودية؟ - الترجمة لها مجالات عدة في المملكة، ولكن قد تكون غير معروفة لدى الأغلب؛ لأن تركيز الأغلب على اللغة الإنجليزية فقط، ولهذا تجد أغلب القطاعات الحكومية والشركات والأندية تعتمد في هذا المجال على الأجانب من الدول العربية، ولكن إن توفّر المترجمون السعوديون ستتاح لهم الفرصة كما أتيحت لي.
هل تطمح لتعلم لغات أخرى أم تكتفي بتلك اللغات؟ - نعم أطمح لتعلم اللغة الإيطالية والألمانية، وأنا حالياً أدرس ثلاث حصص أسبوعياً مع مدرس خاص للغة الألمانية، وسيكون لديّ اختبار تويفل في اللغة الألمانية في منتصف عام 2016م بالتحديد في شهر يونيو.
ما الهدف الذي تتمنى تحقيقه في المستقبل؟ - أتمنى أن تكون صورة الشاب السعودي بعيدة كل البعد عن الكسل واللامبالاة، كما يصفهم البعض، وعلى الصعيد الشخصي، أتمنى أن أمثّل أي سفارة سعودية في الخارج كمترجم، تدريجياً حتى أصبح سفيراً.
هل تعتقد أن الترجمة ستجعل منك سفيراً يوماً ما؟ - ليس بالترجمة فقط، ولكن بالعمل والمثابرة والاجتهاد سأصل بعد توفيق الله وبر الوالدين، أنا أحمل بكالوريوس لغات من دولة تشيلي، وعندما تقدّمت للعمل في وزارة الخارجية قالوا لي إن اللغات مهمة في عملنا، ولكن التخصصات المطلوبة هي علوم سياسية أو إعلام علاقات عامة، فتوجهت للجامعة وتقدمت بطلب دراسة انتساب، وتخصصت في قسم العلوم السياسية، وأنهيت الكثير ولم يبقَ سوى تيرم واحد، وأحصل على بكالوريوس علوم سياسية من جدة، وبذلك أكون قد حصلت عَلى شهادتي بكالوريوس، ولكل مجتهد نصيب.