تحتضن جامعة طيبة، الأسبوع المقبل، المؤتمر الثاني للتأهيل الطبي بالمدينةالمنورة الذي تعقده الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي تحت مسمى "مؤتمر المدينة الدولي الثاني للمستجدات في التأهيل الطبي"، خلال الفترة من 20- 23 محرم 1437ه الموافق 3- 6 نوفمبر 2015م. ويهدف المؤتمر إلى المساهمة الفعالة في إيجاد وسائل ومستجدات متطورة من برامج تدريبية وطرق علاج متطورة في مجالات التأهيل المختلفة، تخدم المرضي وذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين، وتساهم في الارتقاء بمستوى التأهيل الطبي بالمملكة، ورفع كفاءة العاملين بتخصصات التأهيل الطبي المختلفة.
ويأتي هذا المؤتمر امتداداً لمؤتمر المدينة الدولي الأول للمستجدات في التأهيل الطبي، الذي عُقِدَ بالمدينةالمنورة منذ أكثر من عام.
ويشارك في تنظيم المؤتمر جامعة طيبة، ووزارة الصحة، ووزارة الشؤون الاجتماعية، وجامعة القاهرة، إضافة للعديد من الجهات ذات العلاقة.
يناقش المؤتمر الكثير من القضايا المهمة في مجال التأهيل الطبي؛ منها: تأهيل إصابات الجهاز العصبي، وتأهيل مرضى الحروق والجروح، ومشاكل مفصل الفك والأسنان، والإصابات الرياضية.
وأكد رئيس المؤتمر وعميد كلية التأهيل الطبي بجامعة طيبة ورئيس الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي بالمنطقة الغربية الدكتور عبدالله الشنقيطي، أن المؤتمر سوف يركّز في دورته الحالية على استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال التأهيل الطبي؛ حيث إن الفترة الماضية شهدت تقدماً مذهلاً في وسائل التأهيل المعتمدة على تقنيات التكنولوجيا الحديثة، ومن أحدث هذه التقنيات تقنية الواقع الافتراضي والمحاكاة، وتعتمد هذه التقنية المتقدمة على خلق واقع افتراضي يحاكي الواقع الذي يواجهه المرضى في حياتهم اليومية، وتزويد هذا الواقع الافتراضي بصعوبات وعوائق تُماثل تماماً الموجودة في الوقع الحقيقي؛ مما يعطي تحدياً حقيقاً للمريض، يساعده على الانتقال من مجرد أداء حركات وتمارين وتقنيات معزولة عن حياته العملية، إلى تطبيق تلك الأوضاع والحركات في واقعة الحقيقي؛ مما يُسَرّع من عملية التأهيل الطبي، ويجعل منها متعة، إضافة إلى كونها طريقة علاج، كما أن تفاعل المريض المباشر مع تطبيقات برنامج الواقع الافتراضي، يساعد على تحليل المشي المتزامن مع أداء المريض الوظيفي التفاعلي، وخلق تغذية راجعة مباشرة وسريعة؛ مما يمكّن أخصائي التأهيل من الوصول الدقيق إلى المشكلة الرئيسة التي تعيق الأداء الحركي والوظيفي للمريض؛ مما ينعكس إيجاباً على اختيار أفضل الطرق العلاجية ومن ثم أفضل النتائج المرجوة.
وقد أثبتت هذه التقنية الحديثة فعاليتها المذهلة وفوائدها الكبيرة في تأهيل مرضى الجلطات، وإصابات الجهاز العصبي، واضطرابات العمود الفقري، والإصابات الرياضية، وحالات الأطفال، ويسعى المؤتمر إلى إيضاح هذه التقنية المتطورة وتجْلِيَتها بالصورة التي تمكّن العاملين في مجال تأهيل المرضى من الاستفادة المثلى منها، وحث القطاعات الصحية والمؤسسات العلاجية على تطبيق هذه الوسيلة الحديثة في أقسام التأهيل الطبي لتعم الفائدة على المرضى.
كما يناقش المؤتمر الاستخدامات الحديثة لتقنية الليزر في مجال تأهيل وعلاج حالات الأعصاب؛ مثل إصابات الأعصاب الطرفية والتهابات الأعصاب الوجهية والطرفية؛ حيث أثبت الليزر العلاجي (منخفض الشدة وعالي الشدة) فعالية عالية في تسريع نمو الأعصاب الطرفية المصابة وعودتها لأداء وظائفها في نقل الإشارات العصبية في أقل وقت ممكن، وتعتمد هذه التقنية الحديثة على تحفيز بناء البروتينات اللازمة لإعادة بناء الخلايا المصابة، وتحفيز عمل الأحماض الأمينية المطلوبة لأداء تلك العملية، وزيادة إنتاج المواد المحفزة للالتئام، وكذلك تحسّن عمل النواقل العصبية الهامة المستخدمة في نقل الإشارات والنبضات العصبية بالجهاز العصبي؛ مما يسرّع باستعادة الوظائف العصبية قبل حدوث مضاعفات ناتجة عن تأخر وصول التحكم والسيطرة العصبية على العضلات؛ مما يمنع حدوث تليفات وفقدان للوظائف الخاصة بالعضلات.