سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جندي يخاطر بحياته مُنقذاً زميله من لغم.. قص بسطار وإبدال جسد بحجر وتفجير طالبه رفيقه بمغادرة الموقع فقال: "نعيش أو نستشهد جميعاً".. فكانت قصيدة "العنزي"
تعامل أحد الجنود البواسل من المرابطين بالحد الجنوبي، مع لغم كان يهدد أحد زملائه؛ ذلك بعد أن امتطاه بقدمه ووقف دون تحرّك، فيما كان قد اقتصّ البسطار العسكري من الخلف وواصل الضغط على اللغم بيده حتى أن غادر زميله ونجا منه؛ ليضع حجراً ثقيلاً عليه، ويبقى ضاغطاً عليه، ومن ثم الابتعاد عنه والتعامل معه بتفجيره دون أي ضرر، ناجين من خطورته بحنكة وتدبير أراده الله لهما. وتفصيلاً، كان الجندي "ممدوح بن عيد بن عبدالله بن عفرى الغضوري العنزي" من القوات البرية والمرابطين في جازان على الحد الجنوبي وزملائه في طريقهم لإنقاذ وإسعاف زميل لهم مصاب، وبعدما أسعفوه عاد "العنزي" لأخذ بعض أغراضهم التي تركوها في مكان إصابة زميلهم، وفي طريقه كانَ قد دعسَ على لغم، وهو ما اضطره للوقوف مكانه وعدم التحرك خوفاً من انفجاره.
حين ذلك، رفع صوته مستنجداً بزملائه، وأخبرهم بوضعه؛ حيث كان قد حضرَ منهم الجندي "ماجد العزيزي المطيري" وتأكد أنه لغم، واتصل على المهندسين وأبلغهم، لكن تأخروا لأكثر من ساعة لم يصلوا للموقع والذي كان بعيداً عنهم.
وقد تعب وقتها "العنزي" من الوقوف، وقال لزميله "المطيري": "تعبت، اتركني وغادر الموقع"، لكن "المطيري" رفض المغادرة وقال: "نعيش أو نستشهد جميعاً"؛ ليبدأ بعدها في مرحلة إنقاذ زميله؛ حيث ذهب وأتى بسكين وقطع البسطار من الخلف وضغط على اللغم بيديه حتى أخرج ممدوح رجله، ثم أتى "العنزي" وأحد زملائه بحجر كبير ووضعوه فوق اللغم، وسلّمهم الله ونجاهم جميعاً، بعد أن قاموا بتفجير اللغم عن طريق حبل، في واقعة تدلل على شجاعتهم وحنكتهم في التدبر بمثل هذه المواقف.
وأثار هذا العمل البطولي قريحة الشاعر عواد بن عبدالله الغضوري العنزي؛ حيث كتب قصيدة بهذه المناسبة:
ممدوح أنا بمدحك تستاهل الصيت دست اللغم لكن وقوفك براعة