قال العميد صقر بن راشد المريخي مدير مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس" الذي أطلقته السعودية يعتبر مشروعاً شاملاً وعالمياً؛ لخضوعه للمعايير الدولية، ويرسم خارطة طريق موحدة لكل جهود المؤسسات الحكومية والأهلية تسير في اتجاه واحد، وهو إنقاذ الإنسان والمجتمع من هذه الآفة، ويسهل على المختصين تقييمها ومعالجة الاحتياج من خلال تلك البرامج الشاملة. وأكد العميد "المريخي" أن هذا المشروع سيكون إضافة نوعية وحديثة للمشاريع والبرامج الوقائية التي تقدمها السعودية في مواجهة المخدرات.
جاء ذلك خلال أعمال الدورة التدريبية التخصصية بعنوان: المعايير الدولية للوقاية من المخدرات، والتي أقيمت بمركز المعلومات بدولة قطر 4- 8 أكتوبر 2016. بمشاركة نخبة من المختصين من دول مجلس التعاون في مجال مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.
وأوضح "المريخي" أن هذه الدورة تأتي في إطار السعي إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي أنشئ من أجلها المركز، والمتمثلة في تطوير التعاون والتنسيق في تبادل المعلومات والخبرات بين المركز والمنظمات والمراكز الدولية النظيرة في مجالات مكافحة المخدرات، مؤكداً أنها تعتمد على المعايير الدولية المعتمدة من قبل الأممالمتحدة كمرجعية مهمة في إعداد البرامج التوعوية التي تسعى إلى إيجاد نظام وطني شامل، تسهم في خلق بيئة خالية من المخدرات والمؤثرات العقلية.
وبيّن "المريخي" للمشاركين الدور الذي يقوم به المركز في مجال مكافحة المخدرات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خاصة فيما يتعلق بتنسيق جهود الدول الأعضاء في مجال الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف الكيميائية، وجمع المعلومات عن الاتجار غير المشروع بالمخدرات، بجانب تعزيز التعاون بين السلطات المختصة بالدول الأعضاء في مكافحة الجريمة المنظمة، وتسهيل القيام بعمليات وتحريات مشتركة (التسليم المراقب)، بالإضافة إلى المساعدة في مجال تنفيذ برامج متخصصة في مكافحة المخدرات، وتوحيد نظم تبادل المعلومات بين دول المجلس، مع المساعدة في تنفيذ البرامج ومواءمة الإطار القانوني والتنظيمي، والتعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية ذات الصلة، وإجراء دراسات تحليلية لمشكلة المخدرات في الدول الأعضاء، ووضع التوصيات المناسبة، إضافة لتطوير وتأهيل الكوادر العاملة لدى الجهات المعنية في المكافحة بالدول الأعضاء.
وذكر العميد "المريخي" أن هذا المركز قدّم العديد من البرامج المتخصصة والدورات التأهلية وورش العمل منذ تأسيسه في عام 2007م.
كما نوّه "المريخي" بدور المركز من خلال تبادل المعلومات، بين دول مجلس التعاون البناءة، والتي حققت العديد من النجاحات في مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، من خلال تبادل المعلومات أثناء تحركات مهربي المخدرات، والتي بلا شك ساهمت في التوصل إلى المتهمين، وإحباط خططهم في عمليات التهريب.
وأكد "المريخي" أن هذه الإنجازات تأتي بدعم ومؤازرة كريمة من وزراء الداخلية بدول المجلس -حفظهم الله- ومساندة حثيثة من الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني، وجهود مشكورة للأمين العام المساعد للشؤون الأمنية العميد هزاع الهاجري؛ تحقيقاً لتوجيهات وتطلعات قادتنا -حفظهم الله- للحفاظ على المصالح المشتركة، وما تنعم به دول المجلس وشعوبها من أمن واستقرار وازدهار ورخاء.
الجدير ذكره أن هذه الدورة استمرت لمدة خمسة أيام، تضمّنت التعرف على مفهوم الوقاية من المخدرات وتطويرها، والمرتكزات العلمية التي تقوم عليها نظريات الوقاية، ومدى أهميتها في وضع برامج وقائية ناجحة وآليات الاستفادة من هذه المعايير في وضع الاستراتيجيات والسياسات الإقليمية والوطنية؛ للوقاية من المخدرات، والتعرف على قياس أثر هذه المعايير في عمليات المكافحة على مختلف المستويات.
من جهته استعرض الدكتور نزار بن حسين الصالح مستشار الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات في هذه الدورة أهداف ورسالة المشروع "نبراس" وبرامجه المتنوعة (الوقائية، والاستشارية، والعلاجية، والتأهيلية) التي تم إعدادها، وتصميمها وفقاً للمعايير الدولية والتجارب المحلية والإقليمية والدولية.