كشفت حادثة الإساءة التي تعرضت لها مواطنة سعودية في الأردن وهي تستقل سيارة أجرة حجم معاناة أطفال التوحد في بلادنا التي تعاني شحًا في المراكز المتخصصة لمرضى التوحد، ما دفع أكثر من2500 أسرة سعودية يعانون أطفالهم مرض التوحد للإقامة بالأردن على نفقة الدولة لتوفر مراكز متخصصة هناك؛ إذ إن السيدة السعودية مقيمة منذ أربع سنوات وغيرها بهدف علاج أبنائهم من التوحد، وناشدوا بضرورة أن يتم توفير مراكز متخصصة في السعودية كافية لاستقبال مرضى التوحد. وبالعودة لحادثة الاعتداء اللفظي على السيدة السعودية والتي تعد حادثة فردية لا تمثل على الإطلاق أخلاق الشعب الأردني النبيل تجاه ضيوفه وخصوصًا السعوديين، وذلك ظهر جليًا في تفاعل الشرطة الأردنية مع الحادثة التي أثارتها "سبق" حيث تم القبض على الجاني خلال فترة وجيزة ولا يزال موقوفًا على ذمة التحقيق وفقًا لما أكدته مصادر أمنية، حيث يواجه تهمة السب والإساءة.
بداية القضية أكدت السيدة التي تعرضت للإساءة في حديثها مع "سبق" أنها كانت تراجع السفارة السعودية يوم الاثنين الماضي وأثناء خروجها الثانية ظهرًا استقلت سيارة أجرة برفقة مواطنة أخرى، وقالت: اشترط قائدها التعامل مع العداد، وأثناء سير المركبة عمد سائقها إلى السرعة والدوران بتهور وجنون ما دفعني أن أطلب منه القيادة بهدوء.
وأضافت: "بعد طلبي توقف السائق وكان صوته مرتفعًا جدًا ثم أنزلني وزميلتي من السيارة في أحد طرق عمان، وعندما استقللنا سيارة أجرة أخرى قام باللاحق بنا يكيل الشتائم والتعدي وذهب إلى أبعد من ذلك حيث تطاول على الوزراء السعوديين، ثم طلب مبلغًا ضعف حقه، فطلبت من السائق الآخر أن يعطيه المبلغ وبالفعل سلمه إياه، وكان قبلها يحاول تهدئته إلا أنه مُصر على مواصلة الشتائم، ولم أكن حينها أنوي تصوير الواقعة بل كنت أريد إخافته حتى يكف عن الشتائم إلا أنه واصل إساءته.
موقف الأمن الأردني سجل الأمن الأردني ممثل في الشرطة، وشرطة السير بعمان موقفًا سريعًا ضد هذه الإساءة، حيث تمكن من القبض على المتهم خلال فترة وجيزة جدًا من انتشار خبر "سبق"، وأخضع السائق للتحقيق ولا يزال، وذلك دون أن تتقدم السيدة السعودية للشكوى في حينها، وفقًا لما أكدته مصادر أمنية، بل جاء ذلك انطلاقًا من رفضهم لأي إساءة توجه لأي زائر للأردن وخصوصًا السعوديين، وهي سابقة تسجل لهم ضمن مواقف عظيمة للأمن الأردني لعل أبرزها إحباط كميات كبيرة من الحبوب المخدرة للسعودية.
موقف السفير السعودي كلف السفير السعودي الدكتور سامي الصالح، فور وصول مقطع الفيديو فريقًا من السفارة لمتابعة الحادثة مع الأجهزة الأمنية الأردنية على الرغم من أن السيدة أيضًا لم تتواصل مع السفارة في حينها وحرصت السفارة بالبحث عن السيدة حتى استطاعت التواصل معها أمس الأول الجمعة عن طريق محامي السفارة والذي يستعد اليوم الأحد، بحسب تأكيدات السفير السعودي ل"سبق"، تقديم صحيفة الدعوى ضد المواطن الأردني، مشيرًا إلى أن السفارة ستطالب بإيقاع أقصى العقوبات على الشخص، بتهمة الإهانة والسب والتجاوز.