نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الخميس، مقال رأي للشاعر والكاتب المجري جورج زيرتيس، تحت عنوان صادم يقول: "حكومة فيكتور أوروبان جلبت العار للمجر"، يعلّق فيه على التعامل العنيف للشرطة المجرية مع اللاجئين السوريين. وحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، يبدأ الكاتب مقاله بالحديث عن ذكرياته الشخصية؛ مؤكداً أنه تسلل مع أسرته خلال الانتفاضة المجرية عام 1956 عبر الحدود مع النمسا، وبرغم أنها كانت رحلة خطرة؛ فإن الكاتب يؤكد أنهم على الأقل لم يواجهوا خطر الغرق أو الاختناق في شاحنة؛ في مقارنة مع حال اللاجئين السوريين.
ويؤكد الكاتب أن أحداً لم يسأله عن السبب في فراره من المجر، كما كانت أوروبا مستعدة للتجاوب مع اللاجئين حينها؛ حيث قامت النمسا بإعداد مخيمات مناسبة لهم، كما تلقى وأسرته تذاكر سفر إلى إنجلترا بعد 3 أيام فقط من وصولهم النمسا.
ويضيف الكاتب أنه كان في المجر قبل أسبوعين يزور صديقاً، والتقاه في محطة القطارات الرئيسة في العاصمة بودابست.
ويقول الكاتب: إنه شاهد مجموعة من اللاجئين نحو 70 أو 80 بينهم أطفال دون الثامنة، يغنون ويرددون "ألمانيا..ألمانيا"؛ بينما يقف في مواجهتهم طابور من الجنود المدججين بأدوات فض الشغب، يمنعونهم من الوصول إلى القطار؛ برغم أنهم قد حجزوا تذاكرهم؛ لكن أوراقهم كانت ناقصة.
ويوضح الكاتب أن حكومة رئيس الوزراء فيكتور أوروبان تقول: إنها تقوم بحماية أوروبا المسيحية من "جحافل المسلمين والإرهابيين" وإنها تريد إنقاذ المجر لتكون للمجريين فقط، وإنها بحاجة لدعم المواطنين للنجاح في مهمتها.
ويضيف أن حكومة أوروبان تضع لافتات لتخاطب اللاجئين؛ لكنها تكتبها باللغة المجرية التي لا يجيدها أي منهم، وتقول لهم: إنهم لن يتمنكوا من الحصول على وظيفة في المجر؛ برغم أنه يمكن أن تجد بالكاد أياً منهم يريد البقاء في المجر.
ويَخلُص الكاتب إلى إدانة عدة أطراف منها بريطانيا التي تسببت سياساتها "الرعناء" في أفغانستان والعراق في تأجيج الأزمة في المقام الأول والمجر أيضاً.
ويدين الكاتب الحكومة المجرية التي يقول إنها لم تكتف فقط بإساءة معاملة اللاجئين السوريين؛ بل أيضاً تقوم بشيطنتهم، وتستعمل ذلك كسياسة مستمرة لإقناع المجريين بما ترى، وهو ما يقول إنه يتعدى حدود الفشل الأخلاقي.