باتت الأرض على موعد آخر كسوف شمسي خلال هذا العام مع نهاية شهر ذي القعدة الحالي، حيث يدخل القمر صباح غدٍ، الأحد، بين الشمس والأرض وهو في طور المحاق، مُسبباً حالة كسوف جزئي للشمس. وقال الباحث الفلكي بقسم الفلك والفضاء بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ملهم بن محمد هندي، ل "سبق": يعتبر هذا الكسوف الثاني خلال العام بعد الكسوف الذي حصل نهاية شهر جماد أول الماضي الذي شهدته المناطق الشمالية من السعودية، وكسوف ذي الحجة لن يشاهده في العالم سوى سكان القرن الأفريقي، حيث يقع ظل القمر على أجزاء واسعة من المحيط الهندي، بالإضافة للقارة المهجورة القطب الجنوبي، ويبدأ الكسوف بمشيئة الله من القرن الأفريقي صباح غدٍ الأحد 29 ذي القعدة الساعة 7:42 بتوقيت مكة، ويصل ذروة الكسوف الساعة 9:42 صباحًا، معلناً ولادة هلال ذي الحجة قبل أن ينتهي قرابة الساعة 12:06 بعد الظهر.
وأضاف "هندي" أنه سيمكث الهلال فوق أفق مناطق السعودية بين دقيقتين في شرقها إلى أربع دقائق في غربها من غروب شمس يوم الأحد وحتى يبدأ الهلال بالغروب، بينما ارتفاعه من نصف درجة إلى درجة واحدة فقط.
وبيَّن أنهم حتى الآن لم يتوصلوا لتقنية من تليسكوبات أو كاميرات تمكن من رصد هلال منخفض جدًا على الأفق وقريب من شعاع الشمس، وهو يتوافق مع رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في مجمع فتواه حيث قال "هلال على درجة لا يُرى". وأضاف "هندي": تحدث ظاهرة الكسوف عندما ينتصف القمر على الخط الواصل بين الشمس والأرض، وتسمى وضعية الاصطفاف، ويرجع سبب تفاوت أوقات الكسوف والخسوف أن مدار القمر مائل على مستوى المجموعة الشمسية بمقدار خمس درجات، وعند تواجد القمر في تقاطع مداره مع مستوى المجموعة الشمسية يحصل الخسوف والكسوف, ولو كان مدار القمر منطبقاً على مستوى المجموعة الشمسية لحصل الخسوف والكسوف كل شهر, ولكن لحكمة الله سبحانه وتعالى جعل هذا الحدث آية لعظمة الخالق وقدرته, ومعرفة مواقيت الكسوف والخسوف بدقة متناهية لا تعطي للفلكيين أفضلية أكثر من أنها معجزة الله في خلقه وقدرته سبحانه وتعالى على تسيير هذه الأجرام بدقة متناهية لا يكاد بها عيب ومصداقا لقوله تعالى "القمر والشمس بحسبان. وأشار أنه عادة ما يعقب الكسوف أو يسبقه خسوف قمري يحدث في منتصف الشهر القمري، مشيراً أنه سيعقب هذا الكسوف خسوف للقمر فجر يوم 15 ذي الحجة يكون ليلتها القمر في أقرب نقطة للأرض وهو بدر، وهو ما يُعرف بالقمر العملاق.