تلقي القصص الواقعية الضوء على المشكلات، لهذا يتناولها كتاب أعمدة الرأي، ومنها واقعة مديرة مدرسة متوسطة، مزقت درس "الجهاز التناسلي" من كتاب العلوم، معتبرة أنه من العيب تدريسه، أيضاً واقعة الطبيب المصري الذي اكتشف أن له ابن عم هندي في جوازات جدة. كاتب سعودي: مديرة مدرسة متوسطة تمزق درس "الجهاز التناسلي" من كتاب العلوم يطالب الكاتب الصحفي يوسف المحيميد في صحيفة "الجزيرة" وزارة التربية والتعليم بإعادة تقييم بعض المعلمين والمعلمات، وتأهيلهم كي يكونوا صالحين للتعليم، بعدما مزقت إحدى مديرات المدارس أربع صفحات من كتاب العلوم للصف الثاني متوسط، يشرح الجهاز التناسلي للإنسان، معتبرة أنه من العيب تدريسه، ففي مقاله "المعلمة وتدريس العيب!" يقول الكاتب: "كتبت مراراً في زاويتي هذه أن أكثر ما يطوِّر العملية التعليمية ويضرها هو المعلم، لأنه عمود التعليم الأساس، يأتي بعد ذلك المناهج والوسائل وما إلى ذلك، فإذا تطوّر وعي المعلم استطاع أن ينقل تلاميذه إلى مستويات عالية من قدرات التفكير والحوار، وإن تجمّد وتحجّر حول تلاميذه إلى مجرد أحجار لا تملك أن تفكّر أو تحاور بانفتاح وتحرر وإدراك لقيمة العقل الذي منحنا إياه الله سبحانه". ويمضي الكاتب مفسراً: "ما جعلني أتذكر ذلك رسالة إلكترونية تلقيتها من السيدة أم محمد، تقول فيها: لما لمست منكم من حرصكم على متابعة ما يخص قضايا المجتمع ومشاكله والتحدث عنها، ومنها مشاكل التعليم"، ثم يورد الكاتب الحكاية عن رسالة الأم: "إحدى مديرات المدارس قامت بتمزيق أربع صفحات من كتاب العلوم للصف الثاني متوسط، ورأت أن دراسته قلة أدب. فكيف للطالبة أن تأخذ المعلومة الصحيحة من معلمتها بدلاً من أن تأخذها بطرق أخرى إحداها الإنترنت؟ وهل تعتقد أن الخلل في إدارة المناهج مثلاً؟ فتدرس أبناءنا وبناتنا وتعلمهم قلة الأدب؟ أم تساهل إدارة التعليم مع الفكر المتحجر الذي ما زال يمارس التعتيم مع هذا الانفتاح؟ وإذا لم يتعلم الطالب أو الطالبة ذلك في المدارس مع معلمين ومعلمات نرى فيهم الثقة فكيف يتعلمها الطالب، وفي ختام الرسالة كتبت: للأهمية: يوجد لدينا اسم المدرسة الخاصة وهي مدارس .....، والكتب الممزقة موجودة لدينا، إذا أردت الاطلاع عليها يمكن إرسالها". ويعلق الكاتب على الواقعة بقوله: "الغريب في الأمر، وكما أشارت أم محمد في رسالتها، أن مرحلة ثاني متوسط، هي مرحلة المراهقة، بكل ما تحمله من فضول ورغبة شغوفة بالمعرفة، وأن الزمن هو زمن نهل المعلومة من مصادر متعددة، قد تصل في بعضها بطريقة مشوَّهة، ممن هم بعيدون عن التربية، خلافاً للمعلّمة التي درست تخصصها التربوي، وكان يجب أن تلتزم بالمنهج بين يديها، وتحترم الكتاب المعتمد من وزارة التربية والتعليم، فلا تتجرأ بتمزيق الصفحات، لأن هذا الفعل يحمل في داخله رفضاً واضحاً لسياسة التربية والتعليم، وتشويش أذهان التلميذات في هذه المرحلة المبكرة، وربما حملن موقفاً رافضاً للتعليم الرسمي، وهذا بلا شك موقف مربك للطالبات المراهقات"، ويمضي الكاتب: "هل أستاذة العلوم تلك، التي تحمل فكراً تقليدياً قبل أن يكون موقفاً متطرفاً من العلم والمعرفة، وقد تخصصت في علم من أولياته تشريح جسم الإنسان، تريد أن تتجاوز المناطق التناسلية لأنها موضوع عيب، ولا يجوز تعليم البنات ذلك؟ أليس الطفل منذ سنواته الأولى يكتشف جسده، ويكتشف الفروق بينه وبين أخته، فهل هذه السن الذي دخلت فيه البنت مرحلة البلوغ، هي سن يجب حظر المعلومة عنها؟ ألا يوجد هيئة مشرفة على تأليف الكتاب وتحريره، رأت أن هذه المعارف العلمية في جسد الإنسان يجب تعليمها؟"، وينهي الكاتب بدعوة الوزارة لتقييم المعلمين وتأهيلهم ويقول: "أحياناً أشعر أن على وزارة التربية والتعليم إعادة تقييم بعض المعلمين والمعلمات، وتأهيلهم كي يكونوا صالحين للتعليم، فأمر بهذه الخطورة يجب التصدي له، والوقوف أمامه بحزم من قبل الوزارة، وإلا تحولت المدارس إلى محميات يمارس فيها المعلمون والمعلمات ما بدا لهم دون رقيب أو حسيب".
"الحربي": المصري ابن عم الهندي.. قصة حقيقية في جدة وفي قصة ليست أقل غرابة، يطالب الكاتب الصحفي خلف الحربي في صحيفة "عكاظ" إدارة الجوازات بحل مشكلة طبيب مصري اكتشف أن له ابن عم هندي، بطريق الخطأ بالأوراق، وهو ما يعقد تجديد إقامته، ففي مقاله "المصري ابن عم الهندي!" يقول الكاتب: "اليوم سأحدثكم عن فيلم سعودي بطله مصري اكتشف بالصدفة أن له ابن عم هندي، فقد وصلتني رسالة من الدكتور طارق إبراهيم حميدو الذي يعمل استشارياً للأشعة في أحد المستشفيات الخاصة يقول فيها: (مشكلتي تتلخص في أن جوازات جدة أضافت على إقامتي بالخطأ شخصاً هندي الجنسية بالرغم من أني مصري الجنسية، وكانت صفة هذا الشخص المضاف ابن عم، وبالرغم من أنه يصغرني بخمس سنوات فقط، وهذا هو الشيء الوحيد الجيد في الموضوع لأنه خفف من شكوك زوجتي بأنني يمكن أن أكون متزوجاً من امرأة أخرى بالهند، ولكن الأمر السيئ أن ابن العم الهندي هذا مطلوب على ذمة العديد من السوابق، وتقدمت لحذفه منذ أربع سنوات ولم يتم حذفه حتى الآن، ذهبت إلى جوازات جدة لتجديد الإقامة فأفادوني بأنه لا يمكن تجديد إقامتي إلا بعد حذف هذا الشخص المجهول، وحين طلبت منهم حذفه قالوا: إنهم لا يستطيعون ذلك بسبب وضع كلمة سر لا يمكن فكها إلا من جوازات الرياض، فلم يكن أمامي من خيار سوى أنني أرسلت قبل شهر ونصف إلى سعادة مدير عام الجوازات بالمملكة برقية إلكترونية أشرح فيها مشكلتي العويصة، فوجدت من سعادته كل اهتمام وتقدير فقد وجه بحل المشكلة في أقرب وقت ممكن، وبناء على هذا التوجيه أرسلت جوازات جدة إلى جوازات الرياض رسالة لإنهاء هذا الأمر، ولكن حتى الآن لم يأت رد من الرياض، واليوم أجد نفسي أمام دوامة كبيرة فأنا بحاجة ماسة للسفر مع أسرتي في إجازتنا السنوية لإنجاز العديد من المهمات الضرورية ولكن مغادرتي للمملكة ما زالت أمراً غير قابل للتحقيق ما لم يتم تصحيح هذا الخطأ، لا شك أن الخطأ وارد في أي عمل كان ولكن إصلاح الخطأ ليس بالعملية الصعبة التي يجب أن أتحمل تبعاتها، أتمنى أن تنصحني فأنا لا أعرف ماذا أفعل وهذه المشكلة يمكن أن تستمر لسنوات طويلة دون حل)!". ويعلق الكاتب على الرسالة قائلاً: "خطأ الموظف عندنا لا يتحمله الموظف بل يدفع ثمنه المواطن أو المقيم الذي يجد نفسه مجبراً للدوران بين المكاتب لسنوات كي يصحح هذا الخطأ، في الأحوال المدنية.. لو أضيفت همزة إلى اسمك في بطاقة الأحوال فإنك ستحتاج إلى وساطات عشيرتك كلها كي تتخلص من هذه الهمزة التي لا تعرف من أين جاءت". وينهي الكاتب مناشداً: "يا موظفي الجوازات.. يا أهل الكمبيوترات.. ومهندسي البصمات.. هل ثمة طريقة كي يتخلص الدكتور طارق من ابن عمه الهندي؟!".