بلغ إنتاج المملكة من المياه المحلاة في العام المالي (1435/ 1436ه) 1107.6 مليون متر مكعب، بزيادة 10% عن العام السابق؛ لتُواصل بذلك المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ريادتها في صناعة تحلية المياه، وتواصل جهودها لتوفير مياه الشرب؛ من خلال توسعة وتطوير منظومة المحطات وشبكات نقل المياه لتغطية احتياجات المناطق كافة. وأكد وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله الحصين، في كلمته خلال التقرير السنوي 2014م، أن بدء إنتاج محطة رأس الخير (المرحلة الأولى) يُعَدّ رافداً في تطور إنتاج المياه المحلاة، ويزيد من قدرة المؤسسة على تغطية احتياجات مناطق المملكة من مياه الشرب عبر شبكة خطوط نقل مياه حديثة متطورة؛ لتصل المياه من محطات التحلية المنتشرة على الساحلين الشرقي والغربي للمملكة إلى أكثر من (46) مدينة ومحافظة بمختلف مناطق المملكة، كما تُسهم في إنتاج الكهرباء، وبلغ إنتاجها من الطاقة الكهربائية في العام نفسه (29.690.432) ميجاوات/ ساعة بزيادة ( 19.3% ) عن العام السابق.
ونوّه المهندس الحصين بالتطور المتسارع الذي شهدته صناعة تحلية المياه المالحة بفضل الله، ثم بالدعم غير المحدود من الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد، حفظهم الله، ومن خلال متابعة التطورات العلمية والتقنية وتوظيفها بواسطة معهد الأبحاث وتقنيات التحلية بالجبيل. وفي شهادات التقدير وبراءات الاختراع التي حصلت المؤسسة عليها ما يؤكد ريادتها في هذا المجال.
وأشار وزير المياه والكهرباء إلى ما تبذله المؤسسة من جهود لتأهيل القوى الوطنية العاملة من خلال التدريب المستمر بمركز التدريب التابع لها بالجبيل أو مراكز التدريب الأخرى؛ إذ حققت المؤسسة سعوَدَة بنسبة تجاوزت (89%) في وظائفها.
بدوره كشف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن آل إبراهيم، أن كمية المياه المحلاة المصدّرة في العام الماضي من محطات المؤسسة 550.1 مليون متر مكعب من محطات الساحل الشرقي بنسبة (49.7% ) تُغذي محافظات المنطقة الشرقية ومنطقتي الرياض والقصيم ومحافظات سدير والوشم، إضافة إلى (557.5) مليون متر مكعب من محطات الساحل الغربي بنسبة (50.3% ) لتغذية المشاعر المقدسة، ومنطقة مكةالمكرمة، ومحافظة جدة، ومنطقة المدينةالمنورة، وعدد من المحافظات المحاذية للساحل في مناطق: (مكةالمكرمة، والمدينةالمنورة، وتبوك، والباحة، وعسير، وجازان).
وأوضح الدكتور "آل إبراهيم" أن المؤسسة تقوم بنقل المياه من المحطات إلى الجهات المستفيدة؛ من خلال شبكة مكوّنة من (21) نظاماً لنقل المياه عبر خطوط أنابيب يبلغ مجموع طولها (5684) كم بقطرين (8- 80) بوصة؛ حيث يتم ضخ المياه عبر (45) محطة تضخ لخزانات المياه وعددها (243) خزاناً، سعتها الإجمالية (11.6) مليون متر مكعب، بالإضافة إلى (15) محطة لخلط مياه التحلية بالمياه الجوفية و(8) محطات طرفية؛ مشيراً إلى أن محطة رأس الخير بدأت التشغيل الابتدائي في شهر أبريل 2014م، وتم تشغيل الجزء الأول الذي يعمل بتقنية الناضح العكسي وبِطَاقة إنتاجية تبلغ (307.500) متر مكعب في اليوم.
وأوضح محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، أن الزيادة في توليد المؤسسة من الطاقة الكهربائية مقارنة بالعام السابق، نتيجة للعمل الدؤوب والدقيق ومتابعة لأعمال التشغيل والصيانة ورفع الكفاءة وخفض تكلفة الإنتاج، مع مراعاة المحافظة على البيئة؛ منوهاً بمواصلة المؤسسة نهجها باستثمار الكادر البشري، وأولته الاهتمام البالغ من خلال تنويع وتكثيف البرامج التدريبية والمشاركة في المؤتمرات وورش العمل والندوات داخلياً وخارجياً، ومن أجل تطوير المهارات، إضافة إلى ما يقدمه مركز التدريب التابع للمؤسسة بالجبيل من برامج تأهيلية وتطويرية.
وأضاف أن ما يقدمه معهد الأبحاث وتنقيات التحلية التابع للمؤسسة من بحوث علمية متطورة وتقديم الدراسات العلمية لتطوير هذه الصناعة والتقليص من تكاليف إنتاجها، وأن شهادات التقدير وبراءات الاختراع التي حصلت المؤسسة عليها، هي خير دليل على الكفاءة والمردود الكبير لمنسوبي المؤسسة؛ مشيراً إلى توقيع المؤسسة على العديد من الاتفاقيات المشتركة داخلياً وخارجياً، وخلال هذا العام كان للمؤسسة مشاركة فاعلة في المؤتمرات والفعاليات المختلفة، إضافة إلى المشاركة المتميزة في المعارض المحلية والإقليمية.