انتهت الشؤون الصحية بمكةالمكرمة من التحقيق مع منسوبي أحد المجمعات الطبية حول اتهام طبيب عربي لطبيبة النساء والولادة بالمجمع بتسببها في وفاة عدد من الأطفال أثناء ولادتهم. وكان الطبيب العربي- والذي كان يعمل سابقاً بالمجمع الطبي- قد تقدم بشكوى للشؤون الصحية برقم 2367851 وتاريخ 30/8/1436ه قال فيها: "إن طبيبة النساء والولادة تسكن خارج المجمع ولا تحضر للتوقيع على الكشف الطبي على المريضات اللائي يأتين للكشف بعد انتهاء الدوام وبالتالي تحدث وفيات وإصابات بالغة الخطورة بسبب نقص الأكسيجين بالدم، وذلك نتيجة القرار الخاطئ الذي تتخذه الممرضة سواء بإكمال الولادة أو حتى بتأجيل الولادة لساعات أو أيام".
وقال الطبيب العربي إن ممارسة الطب وخطوات العلاج هو قرار يتخذه الطبيب الذي تم تأهليه علمياً، حتى يستطيع أخذ العلاج المناسب وفي الوقت المناسب، ويتجلى هذا بوضوح أكثر بمسألة الولادة، فالولادة قرار يتخذه طبيب النساء والولادة بعد توقيع الكشف الطبي على المريضة بعد الانتهاء من كشف عام وتحاليل وأشعة وغيرها.
وأشار الطبيب في شكواه إلى أنه سبق له وأن تحدث مراراً "وتكراراً" مع صاحب المنشأة الطبية بل وحذره من عاقبة ذلك في الدنيا والآخرة، وأكد له أنه لن يعتبر مشاركاً فيما يحدث فقط بل سيكون المسؤول الأول عن هذا العبث بحياة السيدات.
وأكد الطبيب العربي أنه قبل مغادرته للمنشأة الطبية حدثت حالة وفاة لطفل مولود وتم استدعاؤه من قبل مالك المنشأة الطبية في اجتماع خاص حضرت فيه الطبيبة المتهمة برفقة أخصائي الأشعة وقد وجهوا له أصابع الاتهام بأنه يخبر أهالي الضحايا بما يتعرضون له في العيادة الطبية ويطلب منهم الذهاب للشؤون الصحية لتقديم شكوى ضد العيادة، وقد قام الطبيب بتسجيل الاجتماع صوتياً "كاملاً".
وأشار إلى أن التسجيل الصوتي الذي يحتفظ به والذي تبلغ مدته 40 دقيقة هو ما يثبت – على حد قوله – إدانة المتهمين. وقال الطبيب العربي إنه ذات مرة حضرت للعيادة امرأة حامل عند الساعة 11م وتم الكشف عليها من قبل الممرضة ولم يتم استدعاء طبيبة النساء والولادة (كالعادة في حالات خارج الدوام)، حيث أخبرت الممرضة المريضة بأن عليها الذهاب للمنزل لأن موعد الولادة لم يحن بعد. إلا أن المريضة عادت ومعها زوجها الساعة 2 فجرًا" وقد مات الجنين بسبب قرار خاطئ من ممرضة ليست مؤهلة لممارسة الطب.
وذكر الطبيب العربي أن إحدى الأمهات اللائي ولدن بالعيادة كانت مصابة بفيروس (ب) الالتهاب الكبدي وهذه الحالة قد أتت "فجرًا" بعد أن ولدت بالمنزل، وقام هو بالكشف على المولود وكانت صحته جيدة، وقد تم التوقيع على الكشف الطبي من قبل الممرضة وسط غياب طبيبة النساء والولادة وبعد الكشف على الأم لم يتم عمل فحوصات مخبرية للأم إلا صباح اليوم التالي، حيث تم أخذ عينة وتم خروج الأم وعندما ظهرت النتائج اتضح أنها مصابة بفيروس (ب) القاتل.
من جهته قال ل"سبق" الناطق الإعلامي لصحة مكةالمكرمة عبدالوهاب شلبي، إنه وبعد إكمال التحقيقات اللازمة من قبل اللجنة المعنية، أحيلت كامل المعاملة للجنة النظر في مخالفات المؤسسات الصحية الخاصة، لاتخاذ اللازم، وإصدار القرار النهائي.