أعلنت اللجنة المنظِّمة لمنتدى جدة التجاري الثاني أن قضية الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الاستهلاكية ستكون على رأس الأوليات التي يتم التصدّي لها في الجلسات العلمية الست خلال الفترة من 13- 15 جمادى الآخرة المقبل، داعية في مؤتمر صحفي عقدته ظهر اليوم بالغرفة على ضرورة محاربة "البيروقراطية" وتبسيط الإجراءات الحكومية والتصدّي للغشّ التجاري كمدخل رئيسي لمعالجة المعوّقات والمشاكل التي تواجه التجار في المملكة، مشدّدة على أن المنتدى سيناقش "6" قضايا ساخنة تشغل اهتمام الشارع السعودي، وتمثّل أولوية لكل العاملين في السوق. وقال نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة، مازن محمد بترجي: "إن المنتدى الذي يحظى بمشاركة 600 شخصية تجارية يهدف إلى التعريف بدور الغرف التجارية في دعم استمرار النمو التجاري والاستقرار الاقتصادي من خلال ربط القطاع الخاص بالعام، والتعريف بالحقوق والواجبات المطلوبة في التعاملات التجارية ذات العلاقة بالقضايا والقوانين التشريعية والإجراءات الحكومية والنظامية في قطاع الأعمال وتعزيز الشفافية والوضوح وتبسيط الإجراءات الإدارية المتعلِّقة بقطاع الأعمال؛ لتحفيز الاستثمار السعودي والأجنبي. من جانبها.. كشفت رئيس المنتدى، نشوى طاهر، أن الدورة الثانية للمنتدى تأتي استكمالاً للدورة السابقة التي جرت عام 2009م، وأكَّدت أن التوصيات العشر التي خرج بها المنتدى الأول تحقِّق أغلبها، ولم يبقَ منها إلا إنشاء محكمة تجارية، وهو أمر سيتم العمل عليه؛ من أجل تحقيقه في الفترة المقبلة، مشدِّدة على أن التوصيات لا يتم وضعها في الأدراج، بل تقوم لجنة مختصة بتفعيلها بالتعاون مع وزارة التجارة ومختلف الجهات ذات العلاقة. وكشفت رئيس المنتدى أن الدورة الحالية ستشهد حدثاً لافتاً يتمثّل في إقامة معرض مصاحب عن الغش التجاري، تقوم الجهات العارضة خلاله بتقديم البضائع الأصلية والمقلَّدة، وهو أمر يُساهم في كشف ممارسي الغشِّ مشيرة أن المتحدّثين يمثّلون ثلاثة قطاعات رئيسية هي القطاع الأكاديمي .. الإستراتيجيات النظرية، والقطاع الحكومي.. الواقع والاستشراف المستقبلي، والقطاع الخاص.. التوازن بين النظرية والواقع لتحقيق المأمول. وأكَّدت طاهر أن الدورة الحالية تكتسب أهمية كبرى، باعتبار أن وزارة التجارة والصناعة شريك إستراتيجي وكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز شريك معرفي، حيث سيتم مناقشة "18" ورقة عمل وفق رؤية التكامل التجاري بمنظور معرفي عملي مرن ضمن الأنظمة والإجراءات والتعاملات الناجحة؛ لرفع كفاءة الخدمات والمعاملات التجارية في المملكة؛ من أجل توفير بيئة مرنة تضمن استمرارية الأعمال ودعم الاقتصاد الوطني. في المقابل.. شدَّد أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بجدة، عدنان مندورة، على أهمية تبسيط الإجراءات الحكومية أمام التجار، وقال: "قمنا في الفترة الماضية بزيارة إلى منطقة "لاماركا" الإيطالية، وتجوَّلنا في الجمارك والقطاعات الحكومية المختلفة، وتعرَّفنا على الإجراءات التي اتُّخِذت هناك؛ من أجل تبسيط الخطوات المتّبعة لإنجاز الأعمال من "72" خطوة، إلى "10" خطوات فقط، وهو عمل كبير ومُبهر نريد أن ننقله إلى السعودية بشكل عام ومدينة جدة على وجه الخصوص. من جانبه، قال رئيس اللجنة العلمية للمنتدى، أيمن صالح فاضل: اللجنة العلمية للمنتدى استعانت بعدد من التجار وأعضاء اللجنة التجارية بغرفة جدة الذين أضافوا الكثير من القضايا الواقعية التي تهمّ قطاع الأعمال بجدة، حيث رُوعي أن تكون الموضوعات غير تقليدية، وتهمّ قطاعاً عريضاً من الناس. وأشار فاضل أن المحور الأول يتناول تبسيط الإجراءات الحكومية ورفع مستوى الشفافية في بيئة الأعمال، ويرى أن تعقيد الإجراءات والأحكام يُعدّ من المعوّقات الرئيسية لنمو وتطوّر القطاع الخاص والاستثمار بشكل عام، في حين يتناول المحور الثاني تقييم المخاطر وضمان استمرارية الأعمال في المنظّمات التجارية، ويؤكّد أن الكوارث تتسبّب في كثير من الخسائر المادية والبشرية الأمر الذي ينشأ عنه تقليص للأنشطة والخدمات والمنتجات الخاصة بالمنظّمات التجارية، والتي تؤدّي إلى عدم الاستمرار في تقديم الخدمة أو القدرة على القيام بالنشاط أو إنتاج المنتجات. وأضاف: "خُصِّص المحور الثالث للمنتدى للتجارة الإلكترونية في المملكة بين الواقع والطموح، وتعتبر التجارة الإلكترونية أسلوباً حديثاً من أساليب التجارة الدولية المعاصرة على خلاف ما كان يظنه البعض من أنه ترف تجاري تقني لا حاجة إليه، وإن ما أحدثته هذه النقلة الإلكترونية في الفكر الاقتصادي لم يكن يخطر ببال أرباب الأموال من تجار ومستثمرين، حيث أسهمت هذه الثورة العصرية في تحقيق فوائد هائلة لقطاع المال والأعمال أدّى إلى أن يقف الكثير عند هذه الثورة؛ ليراجعوا حساباتهم، ويعيدوا النظر في كيفية الاستفادة منها على نحو يمكِّنهم من المنافسة في الأسواق العالمية. وحسب رئيس اللجنة العلمية، سيكون المحور الرابع الذي يجري مناقشته في اليوم الثاني للجلسات العلمية بعنوان "الجودة والمواصفات والغش التجاري"، بينما يمثِّل المحور الخامس أهمية كبرى للجميع، حيث يتناول غلاء الأسعار وتأثير ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة. وأفاد فاضل أن المحور السادس يركّز على طموحات شباب وشابات الأعمال بين المقوّمات والمعوّقات.