موظفون وموظفات سعوديون يعملون في مؤسسات وشركات خاصة كبرى، استثماراتها ضخمة، وتحقق أرباحاً هائلة، يئنون بالشكوى من أصحاب هذه الشركات والمؤسسات، ويتضجرون من تصرفات القائمين عليها لحرمانهم من صرف راتبَيْ الشهرَيْن، اللذين قامت أكثر شركات ومؤسسات القطاع الخاص بصرفهما، أسوة بموظفي الدولة الذين صدرت الأوامر الملكية بصرفهما لهم. وقال عدد كبير منهم ل"سبق" إنهم يستعجبون من تصرفات أصحاب ومديري هذه المؤسسات والشركات؛ فمن المفترض أن يكونوا قدوة لغيرهم، ويراعوا ظروف العاملين معهم، ويكسبوا رضاهم. مشيرين إلى أنهم في شركات ومؤسسات تكسب الملايين، في الوقت الذي يضن فيه أصحابها والقائمون على إداراتها على العاملين فيها بصرف راتبَيْ الشهرَيْن. وقد رصدت "سبق" شكوى عدد كبير من العاملين في هذه الشركات التي حرمت موظفيها من صرف راتبَيْ الشهرَيْن. بداية اشتكى عدد من موظفي شركات متخصصة في الاتصالات ومتخصصة في تنفيذ مشاريع الاتصالات العامة، من عدم منح راتبَيْ شهرَيْن لموظفيها، وأغلبهم من السعوديين. مؤكدين أن لهذه الشركات علاقات استثمارية ضخمة مع كبرى الشركات المحلية في قطاعات الاتصالات والكهرباء والصناعة، ويأمل موظفو العقود بهذه الشركات أن يشملهم بشائر الخير التي عمت موظفي الدولة، وتفاعلت معها بعض الشركات الخاصة، ولم تتفاعل معها شركاتهم. وتعليقاً على ذلك, قال مدير الموارد البشرية بشركة إم بي إس لأنظمة الحاسب الآلي سعود محمد البادي: أتمنى من رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب أن يتبنوا توظيف السعوديين قبل صرف مكافآت للموظفين. وأضاف: المسألة ليست راتباً أو راتبَيْن أو ثلاثة؛ المسألة تبني حس وطني، وأن يتم توظيف سعوديين في الوظائف التي يستحقونها إن كانت في القطاع الخاص. مشيراً إلى أن القطاع الخاص أقسام عدة: قطاع استثماري وقطاع مالي أو قطاع اتصالات. وقال: إن قطاع الاتصالات 80% من العاملين فيه سعوديون، وكذلك القطاع المصرفي، ويبقى قطاع المستثمرين الأجانب وقطاع المقاولات الكبير؛ فللأسف الشديد نسبة السعودة فيهما متدنية جداً، ونحن نطالب بتقنين استقدام العمالة الأجنبية. أما عن زيادة راتبَيْ الشهرَيْن فقال البادي: من جهتنا الموضوع حتى الآن أن إدارة الشركة كانت خارج السعودية، ومتى ما وصلت سندرس هذا الأمر، ونحن مع موظفينا قلباً وقالباً، وسيسمعون أخباراً سارة. وفي السياق نفسه يأمل موظفو الشركة الوطنية للتوزيع أن تحذو حذو الشركات، وتنهج نهج خادم الحرمين الشريفين في صرف راتبَيْن للموظفين السعوديين. وقد اتصلت "سبق" بالمدير العام للشركة الوطنية للتوزيع محمد الخضير فقال: بإذن الله نحن مع قرار خادم الحرمين الشريفين، وفي الأيام القادمة سنسعد موظفينا ونفرحهم، وسنتخذ الخطوات اللازمة لمصلحة الشركة والموظفين. أما موظفو شركة السلامة للطائرات المحدودة، ضمن مشروع المساندة الفنية للطائرات، فقد اشتكوا أيضاً من رفض الشركة صرف راتبَيْ الشهرَيْن لهم، وقالوا: نأمل بأن يتدارك المسؤولون عن الشركة هذا الأمر ويصرفوا الراتبين للموظفين، خاصة أن موظفيها كافة من أصحاب التخصصات الهندسية النادرة، من مهندسين ومختصين، وللأسف لا يوجد تعديلات في الرواتب إلا كل خمس سنوات بدلاً من ثلاث سنوات، والزيادة لا تكون أكثر من 500 ريال. وطالب العاملون القائمين على الشركة بالاستجابة لطلبهم بصرف راتبَيْ الشهرَيْن. وناشد موظفو وموظفات فندق "الفورسيزن" ببرج المملكة السعوديون الأمير الوليد بن طلال؛ لما عهدوه منه من حب الخير لهذا الوطن ولأبنائه ومساعدته الدائمة لدعم السعودة في جميع شركاته، وذلك بصرف راتب شهرين للسعوديين؛ حيث إنهم لم يتم شملهم بالمنحة. وقال عدد من موظفي الفندق ل"سبق" إنهم حرموا من صرف راتبَيْ الشهرين من قِبل إدارة الفندق دون وجه حق. مؤكدين أن الأمير الوليد وجّه بصرف راتبَيْ شهرين لجميع العاملين في جميع شركاته.