سيحمل صانع اللعب الموهوب محمد الشلهوب مجدداً على عاتقه مهمة تقدم منتخب السعودية في كأس الخليج لكرة القدم عندما يواجه نظيره الإماراتي في الدور قبل النهائي للمسابقة غداً الخميس. ورغم تكوينه الجسدي الضعيف (طوله 163 سنتيمتراً ووزنه 59 كيلوجراماً)، فإن الشلهوب صاحب الشخصية القوية داخل الملعب والمرحة خارج الملعب تحمل باقتدار مسؤولية قيادة مجموعة أغلبها من اللاعبين الشبان في السعودية لاجتياز الدور الأول بنجاح. وبات حلم السعوديين يتمثل في الفوز على الإمارات وقطع خطوة جديدة نحو إحراز اللقب الخليجي للمرة الرابعة في تاريخ البلاد وسط تفاؤل كبير بتكرار ما حدث في خليجي 16 عندما شارك الفريق بتشكيلة من لاعبي الصف الثاني وتوج باللقب. وفضل البرتغالي جوزيه بيسيرو مدرب منتخب السعودية استبعاد أكثر من عشرة لاعبين بارزين عن تشكيلة الفريق في كأس الخليج على أمل اكتشاف مجموعة من الوجوه الجديدة وهو ما تحقق بالفعل وفي ظل وجود عناصر خبرة معدودة أبرزها الشلهوب. ومنح الشلهوب السعودية ضربة البداية القوية في المسابقة بعدما أحرز هدفاً وصنع آخر ليفوز منتخب بلاده على اليمن صاحب الأرض بأربعة أهداف نظيفة ليخطف الأضواء من الجميع، وهو ما تكرر في الجولة الثانية أيضاً لكن بشكل سلبي هذه المرة. وقدم صانع لعب الهلال الفائز بلقب هداف الدوري السعودي الموسم الماضي أداء قوياً آخر أمام الكويت لكنه أهدر ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة ليحرم فريقه من التأهل المبكر للدور قبل النهائي قبل أن يجلس على مقاعد البدلاء في الجولة الثالثة. وفي الجولة الثالثة أمام قطر ظهر الأخضر بشكل متوسط في الشوط الأول لكنه تطور بعد ذلك مستفيداً من مشاركة الشلهوب. ورغم التأخر بهدف كاد أن يطيح بالفريق خارج البطولة مبكراً فإنه أدرك التعادل في الدقيقة قبل الأخيرة وأصبح على موعد مع منتخب الإمارات. وقال الشلهوب في تصريحات تلفزيونية "الهدف جاء في وقت صعب لكن والله ما يأسنا وسجلنا الهدف الذي أهلنا." وأضاف "وفقنا الله والقطريون ما قصروا في المباراة. المباراة خرجت بروح طيبة وفي النهاية لا بد أن نتأهل.. وجاهزون للعب بروح وتأدية مباريات بقلب واحد في القادم ونحصل على نتيجة إيجابية تخدمنا للوصول للنهائي." وسيحمل الشلهوب على عاتقه في هذه المباراة التسجيل أو على الأقل المساعدة في اهتزاز شباك الإمارات للمرة الثانية في هذه البطولة؛ إذ إن الفائز بلقب خليجي 18 تلقى هدفاً واحداً فقط في ثلاث مباريات. ويعرف عن الشلهوب دماثة خلقه وروح الدعابة، ويرى أن هذا يساعده في مهمة حمل شارة قيادة الفريق، وقال "بحمد الله علاقاتي مع زملائي ممتازة وهذا سيساعدني على نقل متطلباتهم إلى المدرب وكذلك نقل ما يطلبه المدرب من اللاعبين."
وستكون الفرصة سانحة أمام الشلهوب الذي بدأ اللعب لمنتخب السعودية منذ عشر سنوات لإقناع مدربه البرتغالي جوزيه بيسيرو بشكل أكبر بأحقيته في المشاركة في التشكيلة الأساسية للفريق الملقب باسم الأخضر عندما يخوض كأس آسيا في قطر في يناير كانون الثاني المقبل. وإذا تمكن منتخب السعودية من الوصول للمباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي، فإن الشلهوب قد يحتفل بشكل استثنائي وستكون أجمل هدية للاعب بعيد ميلاده رقم 30 الذي يأتي بعدها بثلاثة أيام هو أن يصعد لاستلام كأس البطولة.