قال مدير عام العلاقات والإعلام في إمارة منطقة مكةالمكرمة سلطان الدوسري، إن أعمال تصحيح أوضاع الجالية البرماوية البالغ أعدادهم 249 ألفاً ستتم خلال عامين ، مشيراً إلى أن الأعمال جاءت استناداً إلى ما رفعه الأمير خالد الفيصل إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- عام 1434ه، ضمن مشروع تطوير الأحياء العشوائية الذي رفعه حينها إلى المقام السامي، إذ اقترح أمير منطقة مكةالمكرمة أن يتم تصحيح أوضاع الفارين بدينهم ممن قبلت بهم المملكة، قاصداً أبناء الجالية البرماوية. وكان أكثر من 240 ألف برماوي، قد تقدموا بأوراقهم إلى لجنة تصحيح أوضاع الجالية البرماوية المقيمة بالمملكة، قدِموا من 9 مناطق سعودية مختلفة؛ ذلك بعد أن سلم مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أول إقامة قبل نحو عامين.
وبيّن رئيس لجنة تصحيح أوضاع الجالية البرماوية عبدالله قراش، أن عملية التصحيح بدأت بإشراف مباشر من إمارة المنطقة ومشاركة تفاعلية من عدة جهات حكومية، وبأسلوب احترافي يحمل في طياته سمة العالمية والحضارية والإنسانية، وتتناول عملية التصحيح الوضع النظامي والوضع المهني والوضع التعليمي والوضع الصحي والوضع الاجتماعي للجالية، وقطعت عملية التصحيح شوطاً كبيراً في مسيرة العمل وستسهم في التنمية المستدامة التي تعيشها المملكة بإذن الله.
وأشار إلى أن توجيهات الأمير خالد الفيصل في ملف الجالية البرماوية تعتبر أحد أقوى القرارات الحازمة؛ حيث لم تصل للجاليات أي مكرمات كما حدث إبان إمارة خالد الفيصل، لافتا إلى أن الافتتاح الكبير لمشروع تصحيح أوضاع الجالية البرماوية الذي شهد حضور عدد من سفراء وقناصل الدول يؤكد قوته، وأنه مشروع تخطى المحلية وأصبح عالميا وأنموذجا يحتذى به.
وأضاف رئيس لجنة التصحيح أنه انطلاقا من استراتيجية إمارة منطقة مكةالمكرمة في بناء الإنسان وتنمية المكان وجّه الأمير خالد الفيصل حينها بإعداد دراسة متكاملة عن وضع الجالية الميانمارية، فعُقدت عدة اجتماعات مع مديري الإدارات الحكومية ذات العلاقة بالمنطقة، وتمت دراسة وضع الجالية من النواحي النظامية والأمنية والتعليمية والصحية والمهنية والاجتماعية.
وذكر "قراش" أنه إكمالاً لمسيرة العمل في دراسة وضع الجالية الميانمارية وجّه أمير مكة بتشكيل فريق عمل لدراسة وضع الجالية، وتوحيداً للجهود والدراسات التي تعنى بتصحيح وضع الجالية الميانمارية والتي تقوم بها العديد من الجهات الحكومية صدر الأمر السامي الكريم بتشكيل لجنة دائمة تختص بدراسة جميع ما يتصل بهذه الفئة، وتضم في عضويتها كلاً من: وزارة الداخلية ووزارة الخارجية ووزارة العمل ووزارة المالية وإمارة منطقة مكةالمكرمة والمديرية العامة للجوازات وغيرها من القطاعات الحكومية ذات العلاقة، على أن تكون اللجنة الدائمة برئاسة وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة ومقرها الدائم إمارة المنطقة.
وجاءت مراحل التصحيح الحالي لوضع الجالية الميانمارية تسجيل استمارات بيانات الجالية، وتم تسجيل استمارات البيانات للجالية الميانمارية المقيمة في المملكة في شهر ربيع الأول من عام 1434ه، وقد قام مديرو الإدارات الحكومية المعنية بزيارة بعض مراكز تسجيل البيانات للاطلاع على نظام العمل فيها والخطة التي تسير عليها في تسجيل البيانات.
وفي المراحل جرى إدخال البيانات الورقية إلى برنامج حاسوبي تم تصميمه لهذا الغرض، وتم ذلك في شهر ربيع الثاني من عام 1434ه ، وإنشاء مركز المعلومات الإلكترونية وأرشيف الاستمارات الورقية، واختيار المعرفين والموثقين وفقاً لمعايير دقيقة تم اختيار 30 معرفاً يمثلون 10 مناطق من ولاية أراكان بجمهورية اتحاد ميانمار واختيار 15 موثقاً لكتابة مشاهد التعريف، وقد تم إخضاعهم لدورات تدريبية.
ووفق المراحل، تم إنشاء مقر للتصحيح بمواقف السيارات بكدى؛ حيث قامت أمانة العاصمة المقدسة بإنشاء مقر للتصحيح مزود بجميع الخدمات اللازمة وتم تصميمه بما يناسب طبيعة العمل وتم تأمين مواقع مجهزة للإدارات الحكومية المشاركة وتخصيص كبائن للتعريف وكبائن للجوازات ومواقع لوحدات العمل وتخصيص صالة للرجال وأخرى للنساء.
ثم بدأت مرحلة حفل تدشين التصحيح؛ حيث رعى الأمير خالد الفيصل في 11 جمادى الأولى، حفل تدشين مقر التصحيح في مشهد بهيج بحضور الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ووكيل إمارة المنطقة وأعضاء فريق العمل المشكل لدراسة وضع الجالية وكبار المسؤولين في المنطقة من مدنيين وعسكريين وأعضاء السلك الدبلوماسي وجمع غفير من المواطنين والمقيمين وأبناء الجالية الميانمارية.
وفى مرحلة التعريف وكبائن التعريف، بدأ مسار التعريف على الجالية في 4 جمادى الأولى، ووضعت سمات أمنية لكبائن التعريف لتحقيق أعلى درجات النزاهة، وتم إغلاق مسار التعريف في 15 المحرم، ثم جاءت مرحلة إصدار الإقامات للجالية الميانمارية فئة مجهولي الهوية؛ حيث انطلق 4 جمادى الأولى 1434ه مسار إصدار الإقامات للجالية الميانمارية فئة مجهولي الهوية ممن تنطبق عليهم الشروط النظامية للحصول على إقامات نظامية بمسمى الجنسية: (برماوي مقيم).
وتلا ذلك زيارات كبار المسؤولين لمقر التصحيح، ورشة سوق العمل السعودي، ومرحلة تسجيل بصمات الميانماريين النظاميين، ومرحلة لجنة النظر في قضايا التعريف العالقة، ونقل مقر التصحيح من كدي إلى مواقف حجز السيارات على طريق الليث، حفل تدشين المقر الدائم للتصحيح، ونظام المشعل الإلكتروني لتفويج جميع مستفيدي الجالية الميانمارية، ومرحلة إصدار الإقامات لحاملي جوازات السفر الباكستانية والبنجلاديشية، ومرحلة إصدار الإقامات لحاملي إقامات بجنسية ميانمار.
وتشمل جوانب التصحيح القائم، حالياً، على منح إقامات مجانية لمدة أربع سنوات لمن تتوفر فيه الشروط النظامية والإعفاء من الغرامات المتراكمة ورفع بعض الملاحظات التي تقف عائقاً دون تصحيح الوضع، وتصحيح الوضع المهني كقوة عاملة في الشركات والمؤسسات بتفعيل قرار وزارة العمل باحتساب العامل الميانماري الواحد بربع عامل وافد في برنامج تحفيز المنشآت (نطاقات)، والاستفادة من قاعدة بيانات المهن والحرف التي يجيدها أبناء الجالية الميانمارية والتي رصدت من خلال المسح الميداني المنوه عنه أعلاه.
وتضم، أيضاً نقل كفالات الجالية المينمارية إلى الشركات المؤهلة، وإبقاء العاملات الميانماريات على كفالة عائلهن واستثنائهن من نقل كفالاتهن إلى المنشآت التي يرغبن العمل فيها، وتصحيح الوضع الصحي، ومعالجة بعض الحالات الإيجابية للأمراض المعدية، واستقبال الحالات المرضية الطارئة المحالة من مقر التصحيح إلى مستشفيات العاصمة المقدسة، وتأمين حافلة وسيارة إسعاف للفريق الطبي المكلف بالعمل في مقر التصحيح، وتصحيح الوضع التعليمي، وتخصيص مكتب إشراف تربوي لمدارس الجاليات (بنين) و(بنات).
يُذكر أن إحصائية تواجد أبناء الجالية البرماوية في المملكة، بيّنت أن هناك 248 برماوى في الباحة، والمنطقة الجنوبية 894، والشرقية 462، والقنفذة 339، والمنطقة الوسطى 552، والطائف 1354، وجدة 43914، ومكة 192284، والمدينة المنورة 9622، بإجمالى 249 ألفاً و669 برماوياً.