رعى أمير منطقة الباحة رئيس مجلس إدارة جائزة الباحة للإبداع والتفوق، الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، اليوم، حفل تكريم الفائزين والفائزات بالجائزة في دورتها الثالثة، وذلك بقاعة الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مركز الملك عبدالعزيز الحضاري بمدينة الباحة. وأقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم شاهد أمير المنطقة والحضور فيلماً مرئياً يبرز ما حققته الجائزة من مراحل تطورها خلال دوراتها الثلاث وأهدافها وأفرعها. بعد ذلك ألقى الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز كلمة أعرب فيها عن سعادته برعاية احتفال الجائزة في دورتها الثالثة التي وضعت من أجل بث روح التنافس بين الأبناء والجهات الحكومية في خدمة الوطن والمواطن، مرحباً بوزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري على حضوره كضيف شرف للجائزة، وبرئيس وأعضاء وفد مجلس الشورى الزائر للمنطقة والحضور. وقال: "لقد حرصنا وإخواني القائمون على هذه الجائزة حين تأسيس فكرتها بأن تكون رافداً حيوياً لمسارات التنمية المباركة من خلال الارتقاء بالفكر الإداري وخلق التنافس العلمي وتحسين الممارسات الإدارية وفق مبادئ الجودة، بعد أن خصصت الجائزة عدداً من الفروع المتنوعة الباعثة على التحفيز ودفع القدرات والإمكانات لإنسان الباحة نحو التميز والإبداع من أجل تطوير بيئات العمل ورفع الكفاءة الإنتاجية واستنبات المواهب، وصولاً لتحقيق التطلعات الأسمى نحو الارتقاء والتميز بمعطيات العمل التنموي في هذا الجزء من بلادنا في إطار منظومة العمل التنموي الكبير الذي يشهده الوطن في مختلف المجالات والمناطق برعاية ودعم كريم من القيادة الرشيدة -حفظها الله-". وبين أمير منطقة الباحة أنه حرص على اختيار ضيف الجائزة بأن يكون شخصاً مميزاً ذا خدمة واضحة داخل الوطن، ويكون لهذه الشخصية أعمال مرتبطة بالمنطقة حتى يلمس عن كثب ما تحتاجه المنطقة، منوهاً بتجاوب وزير النقل لتحقيق تطلعات وطموحات المنطقة. وثمن أمير الباحة الدور الرائد لمجلس الشورى الذي يضم نخبة من أبناء وبنات هذا الوطن المعطاء، متمنياً أن تحقق زياراتهم للمنطقة الأهداف المرجوة منها لخدمة أهالي المنطقة من خلال الرفع بها لمجلس الشورى. وتناول في كلمته بعض النماذج المبدعة التي كان لها الأثر الإيجابي في تطور المنطقة، مشيراً إلى الجهود التي بذلها وكيل جامعة الباحة للتطوير الدكتور علي بن فراج العقلا -رحمه الله- خلال فترة عمله، معدداً مناقبه ومبادراته لخدمة العمل التطويري والتطوعي بجامعة الباحة. كما هنأ رئيس مجلس إدارة جائزة الباحة للإبداع في ختام كلمته الفائزين والفائزات بالجائزة لهذا العام، داعياً الله للمملكة بمزيد من الخير والنماء، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد لما فيه خير البلاد والعباد.
إثرها ألقى الفائز بشخصية الجائزة الثقافية لهذا العام الدكتور أحمد بن سعيد قشاش كلمة الفائزين، أكد فيها أن رقي الأمم والشعوب لا يكون إلا بالاهتمام بتكريم المثابرين والإشادة بالمتميزين وتحفيز المتفوقين من أبنائها سواءً كانوا علماء أو باحثين في فنون العلم وميادين المعرفة المختلفة، مشيداً بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من دعم للعلم والتعليم والاهتمام بمثل هذه الجوائز التي تسهم في عملية النهوض الحضاري لهذا الوطن العظيم . وأكد أن جائزة الباحة للإبداع والتفوق ستسهم في رقي المنطقة وعلو مكانتها وتميزها العلمي والبحثي، مبرزاً ما تميز به أبناء منطقة الباحة في مختلف المجالات والعلوم . وعبر الدكتور قشاش في ختام كلمته باسم جميع الفائزين بالجائزة عن سعادتهم التي غمرت قلوبهم بهجة وسروراً لشرف الفوز بجائزة رفيعة ذائعة الصيت، معرباً عن شكره لأمير منطقة الباحة على رعايته للجائزة وعنايته واهتمامه بها حتى أضحت تسامي في زمن يسير أعرق الجوائز المحلية والعالمية.
بعد ذلك ألقى وزير النقل ضيف الجائزة الدكتور جبارة بن عيد الصريصري كلمة أعرب فيها عن سعادته بالمشاركة في الاحتفاء بالإبداع والتفوق لأبناء وبنات منطقة الباحة، معبراً عن شكره وامتنانه لأمير المنطقة صاحب الجائزة ومؤسسها على دعوته لمشاركة الفائزين والفائزات بجائزة الباحة للإبداع والتفوق في عامها الحالي. وقال: "في ظل التقدم العلمي والتقني وعصر المعرفة الذي نشهده اليوم والتغير المتسارع في كل مجالات الحياة، أصبح لزاماً على كافة أبناء هذا الوطن ألا يكون هدفهم النجاح فقط سواء كان ذلك في المجال العلمي والعملي، ولكن عليهم التطلع إلى التمييز والتفرد في تخصصاتهم المختلفة، فعلى مر التاريخ برز العديد من الأشخاص الذين كانت لهم بصمات إبداعية في الحياة استطاعوا من خلالها أن يحدثوا تغييرات إيجابية في حياتهم الخاصة وفي البشرية عامة". وأكد الدكتور الصريصري أن الطريق إلى الإبداع والتفوق واعتلاء القمم يتطلب العمل الدؤوب والبحث المتواصل عن المعلومة والمعرفة وتوظيفها في مكانها الصحيح، مشيراً إلى أن التطور المجتمعي أصبح يعتمد في أساسياته على المعرفة العلمية وتطبيقاتها، لافتاً إلى أن ما تتمتع به الحضارة الإنسانية اليوم من تقدم علمي وازدهار فكري في المجالات المختلفة هو نتاج أعمال المبدعين والمتميزين؛ فالمبدع لا يكتفي بأن يكون نمطاً تقليدياً ولكن يسعى دائماً إلى التجديد والتحسين. واستعرض حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على العناية والاهتمام بالمبدعين والمتفوقين، حيث هيأت متطلبات العلم والتعلم وشيدت الجامعات ومراكز الأبحاث في جميع مناطق المملكة، وأنشأت المؤسسات التي تهدف إلى رعاية ودعم الابتكار والإبداع في شتى مجالات العلم والمعرفة، مشيراً إلى أن جميع هذه الجهود تعكس حرص القيادة الرشيدة أيدها الله على بناء الإنسان وتطوير قدراته باعتباره الثروة الحقيقية للوطن. وعد وزير النقل جائزة الباحة للإبداع والتفوق أحد الركائز المميزة لبث روح المنافسة والإنجاز وتحفيز أبناء المنطقة على المبادرة والتطوير وتشجيع المبدعين والمتفوقين لبلوغ الأهداف البناءة التي تعود بالخير على الحياة الإنسانية وتحقيق التقدم والرخاء، مبرزاً ما أظهرته الجائزة من تميز وجدية لأبناء المنطقة في العمل والإصرار على الإنجاز والإبداع في كافة المجالات، بوصفها جائزة الشاملة لم تقتصر على التفوق الدراسي، وإنما شملت الهيئات والمؤسسات والأفراد في المنطقة. وأضاف موجهاً خطابه للطلاب والطالبات الفائزين بالجائزة: "في الشباب يتركز الطموح والمثابرة، وفي الشباب تتوفر الطاقة والصفاء الذهني، انظروا إلى أعمال المبدعين التي خلدت أسماءهم في تاريخ الحضارة الإنسانية في مختلف المجالات، إنها الإسهامات التي أنتجوها في سن الشباب، فأغلب المبدعين الذين فازوا بالجوائز العالمية المرموقة مثل جائزة الملك فيصل وجائزة نوبل وغيرهم الكثير ممن أصبحت إسهاماتهم مصدر سعادة للبشرية، كانت أعظم أعمالهم في مرحلة الشباب، خذوا من العصر الماضي مثالين فقط: اخترع توماس أديسون اللمبة الكهربائية عام 1879م وهو في سن ال 32، واخترع ويلس كاريير نظام التكييف الحديث عام 1902م وهو في سن ال 25، وفي العصر الحديث مثالان اثنان: اخترع ستيف جوبز مع اثنين من زملائه كمبيوتر أبل عام 1976م وهو في سن ال 21 ربيعاً، وأنشأ مارك زوكر برج الفيس بوك عام 2007م وهو في سن ال 23".
وزاد: "أيها الشباب إن حق الوطن علينا كبير جداً، ننظر من حولنا فنجد بكل أسف وألم الفقر والتشتت والتحارب وانعدام الأمن، وبلدنا ولله الحمد واحة أمن واستقرار وطيب العيش، بالطبع لم يكن ليتحقق ذلك لولا فضل الله ثم التضحيات العظام التي قدمها آباؤنا وأجدادنا بقيادة المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- والقيادة الحكيمة التي توالت على الوطن حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ، لذلك من حق الوطن علينا ووفاء للذين قدموا التضحيات من أجلنا وخدمة لأجيالنا القادمة، أن نفجر طاقاتنا الخلاقة ونركز جهودنا ونسخر إمكاناتنا لتسريع وتيرة التقدم والازدهار للوصول إلى أعلى مستويات الريادة والمجد". وهنأ الدكتور الصريصري في ختام كلمته الفائزين والفائزات بالجائزة لهذا العام، مبرزاً جهود أمير المنطقة في سبيل رفعة وتقدم المنطقة وتحقيق تطلعات أبنائها، سائلاً الله أن يحفظ المملكة شامخة كريمة ويديم عليها أمنها ورخاءها ويمد ولاة أمرها بالسداد والعون .
إثر ذلك أعلن مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الباحة أمين عام الجائزة سعيد بن محمد مخايش، أسماء الفائزين والفائزات بالجائزة لهذا العام البالغ عددهم 43 فائزاً وفائزة. وفي ختام الحفل كرم الأمير مشاري بن سعود الفائزين والفائزات في أفرع الجائزة وشخصية العام الثقافية والرعاة والداعمين للجائزة، كما قدم درعاً تذكارية لوكيل جامعة الباحة للتطوير الدكتور علي بن فراج العقلا رحمه الله تسلمه ابنه الدكتور محمد بن علي العقلا، فيما قدم درع جائزة الباحة للإبداع والتفوق لوزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري ضيف الجائزة.
حضر الحفل مدير جامعة الباحة رئيس اللجنة الاستشارية للجائزة الدكتور سعد بن محمد الحريقي، ووكيل إمارة منطقة الباحة نائب رئيس مجلس إدارة الجائزة الدكتور حامد بن مالح الشمري، ووكيل وزارة النقل للطرق المهندس هذلول بن حسين الهذلول، وأعضاء وفد مجلس الشورى الذين يزورن المنطقة حالياً، وعدد من المسؤولين.