أكد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، حرص المدينة على تعزيز البحث العلمي بالمملكة وتحقيق أهدافه من خلال الإسهام في تأسيس بنية تحتية رصينة للبحث العلمي في الجامعات ومراكز البحوث، ودعم العديد من المشروعات البحثية النوعية، وفق أولويات بحثية محددة وموجهة لخدمة قضايا التنمية في المملكة. وأوضح "السويل" خلال افتتاحه اليوم فعاليات المؤتمر السعودي الأول لدعم البحث العلمي 2014 "التمويل والتحديات والحلول" الذي تنظمه المدينة بحضور نخبة من الخبراء والمختصين، أن البحوث المدعومة منذ إنشاء المدينة بلغت حتى الآن 6644 بحثاً بمبلغ تجاوز 3 مليارات وخمسمائة مليون ريال، مشيراً إلى أن مخصصات البحث العلمي هي لدعم الباحثين في الجامعات، والمدينة ليست منافسة لهم.
وأشار إلى تنوع المجالات المدعومة لتشمل 14 تقنية مثل تقنيات المياه، والبترول والغاز، والبتروكيمياويات، والتقنيات الحيوية، وتقنية المواد المتناهية الصغر "النانو"، وتقنيات المعلومات، والفضاء والطيران، والإلكترونيات والضوئيات والاتصالات، وتقنية الطاقة، وغيرها.
وأفاد الدكتور "السويل" بأن تقرير مؤشرات الأداء البحثي 2013م الصادر عن المدينة وتومسون رويترز، أوضح أن عدد براءات الاختراع التي أودعتها المؤسسات الأكاديمية السعودية ما بين عام 1417ه وحتى 1425ه، تقارب ما بين 10 إلى 15 براءة في العام، لافتاً أن هذا المعدل تجاوز ال 200 براءة في عام واحد وهو عام 1430ه، مضيفاً أن عدد الأوراق العلمية المنشورة للجامعات والمؤسسات البحثية في المملكة للعام 1434ه تخطي حاجز 10 آلاف ورقة علمية وهو ما يؤكد القدرة البحثية لمنظومة البحث العلمي التي تشهد توسعاً سريعاً.
بدوره أكد وكيل وزارة التعليم العالي الدكتور محمد العوهلي، أن انعقاد المؤتمر السعودي الأول لدعم البحث العلمي 2014م، يأتي في وقته المناسب ليضيف أبعاداً نوعية في المؤسسات البحثية والتعليمية والتدريبية لتتكامل مع مشروعات التنمية، لمزيد من رفع مستويات الجودة وتعظيم الأثر والفاعلية للمخرجات البحثية، واستثمارها وتحويلها إلى منتجات ذات إسهامات عالية في مسيرة التنمية.
وقال الدكتور "العوهلي": "تعيش المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله – عصراً معرفياً غير مسبوق ركز فيه على تنمية الثروة البشرية باعتبارها أفضل استثمار استراتيجي لبناء غداً مشرق من خلال سواعد وطنية".
وأشار إلى أن الجهات الحكومية والخاصة بادرت ببناء السياسات والاستراتيجيات والخطط طويلة المدى، ومن ضمنها: الإستراتيجية الوطنية للتحول لمجتمع المعرفة، والسياسة الوطنية للعلوم والتقنية، والخطة المستقبلية للتعليم الجامعي (آفاق)، والخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار (معرفه)، وغيرها من الخطط الإستراتيجية والتنفيذية التي حرص القائمون أن تكون متكاملة ومتوائمة مع الاستراتيجيات والخطط الوطنية الأخرى.
وأكد "العوهلي" أن انعقاد المؤتمر السعودي الأول لدعم البحث العلمي يكتسب أهمية قصوى خاصة في هذا التوقيت بالذات، حيث لا يفصلنا سوى أقل من شهرين عن بدء تنفيذ خطة التنمية العاشرة، بالتزامن مع بدء تنفيذ المرحلة الثانية لخطة آفاق "آفاق م2" وخطة معرفه2، وأهمية توحيد وتكامل الجهود وترتيب الأولويات، ورفع كفاءة البحث العلمي، وتحديد الموارد اللازمة للتمويل تحقيقاً للأهداف الإستراتيجية.
إلى ذلك بدأت فعاليات المؤتمر بعقد الجلسة الأولى تحت عنوان "الأولويات البحثية الوطنية والعالمية "، حيث عرف الأمين العام للخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار الدكتور أحمد العبدالقادر، بالخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار وتوجهاته الإستراتيجية وأبرز برامجها خلال الخطة الخمسية الثانية (معرفة 2).
كما تناول الدكتور جراهام هاريسون، من المؤسسة الوطنية للعلوم لمجلس البحوث العالمية بالولايات المتحدةالأمريكية، النظرة العالمية في الأولويات البحثية، فيما تناول الدكتور وليام أوليير، من جامعة مانشستر أولويات البحوث من وجهة نظر وطنية، كما ناقش وكيل وزارة الصحة المساعد للتخطيط والتدريب الموائمة والتحديات في العلوم الحياتية، كما تطرق الرئيس التنفيذي لشركة " تقنية" المهندس فهد الحسين إلى مجال الموائمة والتحديات من منظور الصناعة.
وتحدث وكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للدراسات والبحث العلمي الدكتور سهل بن عبدالجواد، في الجلسة الثانية للمؤتمر التي حملت عنوان "تحديد الموارد اللازمة لتمويل البحث" عن اللوائح الحالية والممارسات والإجراءات في التعاونات الحكومية الخاصة والصناعي.
وفي كلمته تحدث الأمين العام لمراكز التميز البحثية في وزارة التعليم العالي الدكتور سامي العبدالوهاب، عن رؤية وخطط وزارة التعليم العالي، فيما تحدث مدير مكتب مراقبة أخلاقيات البحوث بالمدينة الدكتور محمد القاوي، عن أنظمة البحث على المخلوقات الحية، كما تناول وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور أحمد العامري وجهة نظر الباحث من الأولويات.
فيما تناول عميد كلية العلوم والدراسات في جامعة الفيصل الدكتور نور الدين زيتيلي، الاكتشافات ومشاريع الربط، كما تحدث المشرف العام على الإدارة العامة لمنح البحوث بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد خيمي عن تحديد أولويات البحوث الممولة من القطاع العام.
جدير بالذكر أن المؤتمر يستمر ثلاثة أيام، حيث سيناقش يوم غد عبر جلستين محور "إدارة المنح البحثية" ومحور "تنفيذ نتائج البحوث وفوائدها على المجتمع".