أكد الشيخ الدكتور عمر المقبل أن من أخطر أنواع التعصب الذي يشهده المجتمع "التعصب الرياضي"، وقال: "هذا التعصب عمّ وطمّ حتى وصل إلى البيوت وبين الأزواج والأولاد والأشقاء". وأضاف "المقبل": "بالرجوع إلى تاريخ التعصب الرياضي تجد أنه يبدأ بالألفاظ البذيئة، ثم الاعتداء على اللاعبين والحكام؛ وشجار داخل أسوار الملاعب، لينتقل خارج الأسوار ليصل في بعض المنافسات الرياضية إلى حد القتل في أوروبا ثم وصلت العدوى للبلاد العربية".
وأردف: "من المؤسف أن تتحول الرياضة وخصوصاً كرة القدم من وسيلة للتسلية إلى سوق كبير تروج فيها بضاعة التعصب، وما ينتج عنه من ازدياد البغضاء والشحناء ونشر العداوة بين الأصدقاء والأقارب وزملاء المهنة".
وتابع: "التعصب وصل مؤخراً لمستويات تهدد تماسك المجتمع ووحدة الأسرة والوطن، ليصل الأمر إلى الاتهام بالكبائر كالرشوة والخيانة واحتكار الأصول، ثم وصل الأمر إلى مدارسنا، فصار بعض المدرسين يلقّن الطلاب هذا الأمر البغيض".
وقال "المقبل": "مدرجات الكرة باتت لوحة ترسم فيها ألوان من التعصب وهتافات عنصرية تُسمع، وبات المشجع في شحن متواصل ظهرت آثاره على النفوس والعلاقات الاجتماعية والتحصيل الدراسي".
وأضاف: "المصيبة تعظم مع دخول الفتيات في هذا المعترك.. وكيف لأب يصوّر ابنته الصغيرة وهي تلبس شعار نادٍ وتشير بتعصب بإصبعها للنادي الخصم، بل ربما اعتاد إحضارها للملعب وينشر ذلك مفتخراً بتعصبه؟".
وأردف: "يا أولياء الأمور.. ألا يكفي ما يتلقاه أولادنا من المحيط الذي حولهم حتى تقوموا أنتم بتغذية ذلك، فماذا سيكون موقفكم يوم القيامة؟".
وأشار إلى أن وسائل إعلام ومغردين يساهمون في تأجيج النار وإثارة غبار التعصب الرياضي.
وقال: "ازدياد هذه الظاهرة يحتم على الغيورين العمل الجاد لوضع حل عملي يتضمن التوعية من خلال المدارس والمنابر، ووضع الأنظمة اللازمة فبعض الناس لا يزعه القرآن بل يزعه السلطان".
وختم حديثه مذكراً بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى".