أهمل أحد المُستشفيات الكُبرى بإحدى المُحافظات التابعة لمنطقة مكةالمكرمة، وتُشرف عليه الشؤون الصحية بالطائف، جُثثاً نُقلت إليه جراء حادث مروري. وأدخلت الجثث إلى الثلاجة بدون الكشف عليها أو إخاطة الجروح، ومن بين الجثث جثمان "الأم" التي شُطرت إلى نصفين.
وقام المستشفى بإدخال الجثث إلى ثلاجة الموتى بالأتربة على الحالة التي وصلت بها من موقع الحادث.
وطالب أحد أقرباء ضحايا الحادث بمُحاسبة ذلك المُستشفى على إهماله وعدم احترامه للأموات.
وكان حادث مروري قد تعرضت له عائلة تتكون من تسعة أشخاص، فجر يوم السبت الماضي 17 - 12 - 1435 ه، بعد أن استقل أفرادها مركبتهم من نوع كيا صالون، وخرجوا من محافظة الطائف باتجاه شرورة، وقبل وصولهم محافظة رنية بحوالي 76 كلم، تعرضت مركبتهم ل 12 عملية انقلاب في الطريق.
وقال قائد المركبة "الأب" إن إحدى النياق ظهرت فجأة فانحرفت المركبة مما أدى لانقلابها، في حين يؤكد تقرير المرور أن قائد المركبة أصابه النعاس.
وكان يقود المركبة المواطن "عبدالعزيز علي الشهراني" 40 عاماً ، وبرفقته زوجته "شفياء سعيد الشهراني" 33 عاماً، والأبناء: "ريان" 14 عاماً، و"رغد" 13 عاماً، والتؤام "رنا وريتاج" 12 عاماً، و"رنيس" 7 سنوات، و"علي" 5 سنوات، و"وريف" 3 سنوات.
وأسفر الحادث عن وفاة "شفياء"، والتي انشطرت لنصفين بموقع الحادث وإحدى التوأمين "ريتاج"، ثُمَ توفيَ لاحقاً "علي ووريف"، وتعرض بقية أفراد العائلة لإصابات خطيرة ويتلقون العلاج حالياً.
وذكرَ شهود عيان أن الطفل "علي" كان قلبه ينبض وكان على قيد الحياة داخل المركبة، ولكن رفض مُسعفو الهلال الأحمر نقله بحُجة أنهُ متوفي، إلا أن أحد المواطنين تولى نقله إلى مُستشفى رنية العام وتم التأكد من وفاته بعد وصوله إلى هناك.
وكانَت الطفلتان "رنا ورنيس" قد خرجتا من المركبة وقت وقوع الحادث ووقفتا على الطريق تؤشران لقائدي المركبات للتوقف وإنقاذهما إسعافاً، فتوقف البعض وقاموا بإبلاغ الجهات المعنية حتى حضرَ المرور وإسعاف الهلال الأحمر، فيما تم نقل جُثث الموتى إلى ثلاجة مُستشفى رنية العام ونقل المُصابين إلى مُستشفى بيشة، وهم: ريان "متوفي دماغياً"، رغد "كسر في الظهر"، الأب "كسور في الحوض واليد وتحرك 4 فقرات بالظهر".
من ناحيته قال خال الأسرة المواطن "معيض بن سعيد الشهراني" في حديثه ل"سبق" إن شقيقته الأم "شفياء" مع طفلتها "ريتاج" تم إدخال جثتيهما إلى ثلاجة الموتى بمستشفى رنية العام بدون أن يُكشف عليهما طبياً للتأكد إن كانتا على قيد الحياة، كما لم تتم خياطة جروحهما باعتبار أن الأم كانت مشطورة نصفين.
وأضاف: "كنتُ قد رأيتهما داخل الثلاجة بأكياس الدفاع المدني الخاصة بالموتى والأتربة تُغطيهما بدون أن يتم تنظيفهما وغسلهما، ولم يتم الكشف عليهما مع استقبالهما وفقاً لما نصت عليه الأنظمة في مثل هذه الحالات".
وأردف الخال أنه أصرَ على المستشفى حتى تم إخراجهما وخياطة جروحهما ثم غسلهما، حتى تم استلامهما مع "علي ووريف" وتمت الصلاة عليهم ودفنهم في محافظة رنية يوم الأحد الماضي.
وأشار الشهراني إلى أنهُ لم يحصل على تباليغ الوفاة، وأن ذوي الضحايا تسلموا فقط تصاريح الدفن.
وأعرب عن قلقه للوضع الصحي للمُصابين، مؤكداً أن مُستشفيي "الملك عبدالعزيز التخصصي والملك فيصل" بالطائف، رفضا استقبالهم.
وطالبَ الخال بالمسارعة بنقل المصابين، وكذلك التحقيق في عملية نقل المتوفين للثلاجة ومحاسبة مستشفى رنية العام على عدم الاهتمام بالجُثث وتركها مهملة بدون الكشف عليها.