لم يعتقد رجل الأمن المتقاعد "عبدالرحمن نفاع المطيري" أنه سيحتاج يوماً لمن يخدمه بعد أن أصبح العكاز رفيقه الذي لا يستغني عنه في أي لحظة. "سبق" زارت "المطيري" في مقر إقامته في مركز الحمرة بمحافظة ظهران الجنوب؛ إذ يسكن في غرفة من الصفيح لا يملك أرضها، ويعيش تحت رحمة المحسنين الذين يخدمونه منذ عقود من الزمن بعد أن أصبح معاقاً نتيجة تعرضه لحادث مروري قبل عقدَيْن من الزمن.
وقال المطيري: "خدمت في حرس الحدود والشرطة أكثر من 40 سنة متنقلاً بين أكثر من مدينة، حتى استقر بي الحال في محافظة ظهران الجنوب، وكان الشباب والصحة ينسيانني فكرة الاستقرار بعد أن تزوجت أكثر من مرة، ولم يوفق الله بيني وبين زوجاتي".
وأضاف: "حبي للحمرة وكرم أهلها هو الذي جعلني أبقى فيها وحيداً أكثر من 35 سنة".
وتابع "المطيري": "تعرضت لحادث مروري قبل عقدَيْن، وأحالتني اللجنة الطبية للتقاعد لعدم قدرتي على ممارسة العمل كما ينبغي".
وأردف المطيري: "الحادث أظهر لي طيبة أهل الحمرة؛ إذ زادت عنايتهم لي ضاربين أروع الأمثلة في حسن الجوار".
وطالب المطيري في نهاية حديثه ل"سبق" وزارة الشؤون الاجتماعية بأن تتبنى حالته بعد أن أصبح عاجزاً عن خدمة نفسه إلا بمساعدة غيره، وذلك بتهيئة سكن مناسب مجهز بكل ما يحتاج إليه المعاق وكبير السن، مؤكداً أنه في الآونة الأخيرة لا يستطيع الخروج في الليل لقضاء الحاجة؛ ما اضطره للتبول في وعاء بلاستيكي جلبه له أحد جيرانه، ويبقى بالقرب منه حتى الصباح.
من جانبهم، أكد أغلب جيران "المطيري" أنه أصبح في حاجة للرعاية الصحية بسبب قلة ما بيده، وعجزه الذي يزداد يوماً بعد يوم.