أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة نائب رئيس لجنة الحج العليا رئيس لجنة الحج المركزية اليوم الثلاثاء، نجاح حج هذا العام 1432ه. ورفع سموه التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، على ما تحقق من نجاح لموسم حج هذا العام من خلال التسهيلات التي قدمت والفرص التي أتيحت لأبناء هذا الوطن العظيم ليؤدوا ما وجب عليهم نحو دينهم وبلادهم وحجاج بيت الله الحرام. كما قدم التهنئة لكل حجاج بيت الله الحرام على إتمامهم هذا الركن من أركان الإسلام وأداء الفريضة بكل يسر وسهولة، وحمد الله على ما مكن لهذه البلاد قيادة وشعباً من تقديم الخدمة والتسهيلات لأداء هذه الفريضة من قبل الوفود الإيمانية الإسلامية التي وفدت على هذه الأرض المقدسة لأداء فريضة الحج. وشكر أمير منطقة مكةالمكرمة المواطنين الذين تطوعوا لخدمة الحجيج وضيوف الرحمن، وقال: لقد ضرب الإنسان السعودي المثل الأعلى في تفانيه لخدمة ضيوف الرحمن، وفي بذل الغالي والنفيس في سبيل راحتهم وتمكينهم من أداء فريضة الحج بأمن ويسر. كما أثنى سموه على العاملين في الميدان وخاصة رجال الأمن الذين بذلوا طاقة كبيرة لا يستهان بها هي محل التقدير من الجميع في أداء مهمتهم، معرباً عن تهنئته لكل مسؤول ومواطن عمل في هذا الحقل. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده سموه اليوم بمقر الإمارة بمنى وحضرته وسائل الإعلام المحلية والدولية وبعثات الحج الإعلامية. وأكد الأمير خالد الفيصل نجاح جميع الإدارات الحكومية في أداء مهماتها خلال موسم حج هذا العام، مشيراً إلى سلامة الحج صحياً واجتماعياً، ونجاح الخطة المرورية التي كانت مثالاً للخطط المحكمة التي تؤدى من قبل خبراء في إدارة المرور وإدارة الحشود. وأبان الفيصل أن عدد العاملين في الميادين لحج هذا العام فاق ال 239 ألف شخص، حيث تم تقديم خدمات إنسانية للحجاج تضمنت إجراء 470 عملية قسطرة قلب، و20 عملية قلب مفتوح، بينما أجري في مكة نحو 886 جلسة غسيل كلوي، وبلغ عدد خدمات المناظير قرابة ال 179 عملية. وقال سموه: "هذه نماذج فقط لما تم منذ اليوم الأول، وأود أن أذكر ملحوظة مهمة جداً أن كل هؤلاء الذين عُمِلَ لهم عمليات نقلوا بالإسعاف وأتموا الحج، وكل هذه العمليات طبعا مجاناً". وأثنى سموه على جهود ونشاطات إمارة منطقة مكةالمكرمة في الحج في هذا العام، حيث بلغ عدد الجولات الميدانية نحو 2863 جولة، وعدد الملاحظات التي تم الوقوف عليها 5261 ملاحظة، وعدد الملاحظات التي عولجت في الموقع نفسه كانت 1979 ملاحظة، وعدد الإشعارات التي تم إرسالها 1355 إشعاراً، مشيراً إلى أن هذه كلها أرقام تعطي دلالة على الاهتمام. وثمن أمير منطقة مكةالمكرمة اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا ومتابعتهما لأعمال الحج، والتوجيه بتقديم الخدمات والرعاية لضيوف الرحمن ومباشرتهما بالسؤال في طلب التقارير والاستعجال فيها. وحول المشروعات التطويرية التي تشهدها مكةالمكرمة، قال سموه: "كما سمعتم في رمضان صدر أمر ملكي بالموافقة على مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة وسرعة تنفيذ هذا الأمر، المشروع حسب تقديرنا سيستغرق 6 سنوات إن شاء لله، هذا المشروع يشمل تغطية مكةالمكرمة كلها بالخدمات اللازمة للحج، في كل الخدمات المطلوبة للحج والعمرة، المشروع كله يعتمد على الإستراتيجية التي وضعت في مكةالمكرمة تضع الكعبة منطلقاً لكل عمل، في مكةالمكرمة كل شيء وكل تطوير وكل تحديث وكل بناء وكل إعمار ينطلق من الكعبة وإليها، الكعبة هي الأساس بوجود مكة، وهي الأساس لكل ما حولها من مدن وطرق ومن كل شيء، ولذلك الحج والعمرة تعتمد بشكل أساسي على الحركة وعلى النقل، الحركة داخل الحرم والحركة خارج الحرم وفي مكةالمكرمة، والحركة فيما يخص مكة بما حولها من مدن وقرى وطرق في هذا الأمر مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة يغطي تطوير مشاعر النقل أولاً، ومن المطاف إلى الحرم إلى المشاعر المقدسة، ثم إلى الحرم مرة أخرى، ثم المطاف في نهاية مشاعر النقل نفسها. وأضاف: وسائل النقل سيحدث لها تغيير، سنستخدم وسائل النقل الحديثة من قطارات إلى حافلات إلى سيارات إلى طرق للمشاة، وسوف يكتمل لمكة كل الطرق الدائرية، وسوف تنشأ من جديد فرق إشعاعية من خارج مكة إلى الحرم على الطريق الدائري الثالث، محطات نقل يوجد فيها القطارات الخفيفة لتنقل الناس من منطقة في خارج الدائري الثالث إلى داخل الحرم، بحيث يترك الزائر أو المعتمر أو الحاج وسيلة نقله في المرافق المعدة في محطات النقل، ثم يستخدم وسيلة نقل أخرى توصله إلى ساحة الحرم، وسيكون هناك علاقة لقطار الحرمين الذي يأتي من المدينةالمنورة مروراً بجدة إلى مكة وعلاقة القطار بقطار المشاعر، سنوصل قطار المشاعر بقطار الحرمين مروراً بالحرم المكي، الطرق الإشعاعية الأربعة التي تنقل من خارج مكة إلى ساحات الحرم سوف تبنى من جديد، وسيكون لها طراز معماري محلي إسلامي، نريد لمكةالجديدة أن تكون ذات هوية محلية إسلامية، ونريد أن تكون الحركة انسيابية ونريد أن تتوسع مع توسعة الحرم والمطاف الحديثة، وسوف يكون هناك دراسة مستفيضة عن كيفية دخول الناس وخروجهم من الحرم حتى لا تكون هناك أماكن اختناق، وأن يكون هناك أمور ميسرة ويدخلون الناس من جهة ويخرجون من جهة أخرى، ولا يكون هناك التقاء للحشود. وحول مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة، أوضح أنه سيشمل تطوير المشاعر المقدسة التي تمت فيها مشاريع كبيرة مثل جسر الجمرات والقطار، وقبل هذا الترددية هذه كلها تحتاج إلى تتويج. وقال: "يوجد الآن مشروع يدرس وهو البناء على سفوح الجبال في منى سوف يدرس ويقدم لخادم الحرمين الشريفين، كل هذه سوف يشملها مشروع خادم الحرمين الشريفين لإعمار مكة، بالإضافة إلى أن مع هذه الأمور والبنى التحتية والعمران وشق الطرق والبناء الجديد سيكون هناك مسار للتوعية والتثقيف، وهو ما نقصد لبناء الإنسان في مكةالمكرمة، وسوف نستخدم لهذه الغاية جميع أنواع التقنية الحديثة الجديدة في العالم في المدن الذكية، وأعود للسؤال حول المدن الذكية، لهذا كله سوف تكون إن شاء الله مكةالمكرمة ليست فقط من المدن الذكية وإنما أذكى من المدن الذكية". وعن المبادرات التطوعية سواء من مؤسسات الطوافة من شركات وطنية أو مؤسسات حكومية، قال سموه: لدينا جمعية الآن جديدة تأسست من مكةالمكرمة هي جمعية شباب مكة للعمل التطوعي الخيري، لكن موضوع الحج والعمرة من نظرتي الشخصية في هذا الجانب كل أبناء مكةالمكرمة مطوفون ومتطوعون، فخدمة الحجيج خدمة غالية على أنفسنا، وهي مهمة كل مواطن فلا بد أن نعمل جميعاً لخدمة ضيوف الرحمن ونُيسر لهم هذه الرحلة الإيمانية حتى تكون رحلة ميسرة، فقد شرفنا الله بأن نكون بجوار بيته العتيق وعلينا واجب خدمة ضيوف الرحمن. وأشار إلى أنه لا يوجد خطة لاستيعاب عدد أكثر من الحجاج في العام القادم، وقال: نحن لدينا مشاريع كبيرة في نفس الحرم مثل توسعة الحرم التي لا يزال العمل جارياً فيها، وهناك مشروع جديد وتوسعة المطاف، ولا أعتقد أن الحالة في مكةالمكرمة تسمح لنا باستيعاب عدد أكبر للمعتمرين... نحن نأمل أن لا يكون هناك زيادة في الأعداد إلى أن تتم المشاريع في مكةالمكرمة. وعن أبرز الملاحظات والإيجابيات لموسم الحج التي تم تدوينها خلال رحلة الحج، أوضح سموه أن لجان الإمارة سجلت 3 آلاف ملاحظة، وسوف يتم إن شاء الله أخذها بعين الاعتبار. وفيما يتعلق بالحجاج غير النظاميين الذين قدموا بغير تصريح وظاهرة الافتراش، قال سمو أمير منطقة مكةالمكرمة: " أولاً بالنسبة للحجاج الذين قدموا بدون تصريح والمخالفين للأنظمة هناك الكثير من المقيمين في المنطقة والمملكة، كلهم يستغلون فرصة الحج ويستغلون وجود المشاعر المقدسة في داخل الحدود لمدينة مكةالمكرمة في الانتقال منها إلى المشاعر وهذا سهل جداً.. هذه مشكلة كبيرة جداً تواجهها المملكة، في كل سنة نحاول أن نقلص العدد، نحاول أن نضع التنظيمات الجديدة للحد من هذا الاختراق للوضع، حتى الآن لم نتحكم، ولكن بكل عام هناك انضباط عن العام الذي قبله، أعتقد في كل عام لا بد أن نكون أكثر حزماً وأكثر انضباطاً ولا نتهاون أكثر مهما كان السبب للتهاون، ويجب أن نتخطى هذه الحواجز وهذه المجاملات لمن يريد أن يخالف الأنظمة أو يتسبب في حرمان الحاج النظامي من كل الخدمات التي يستحقها بوجود أعداد كبيرة غير نظامية تنافسه على هذه الخدمات لم تعد لغير الحجاج النظاميين. وأوضح أن العمل سيبدأ في توسعة المطاف للحجاج بداية العام القادم (أي بعد شهر تقريباً). وحول موضوع افتراش الحجاج غير النظاميين قال سموه: معظم الافتراش كان من الحجاج غير النظاميين، ومعظمهم من المقيمين بطريقة غير نظامية في المملكة، يعني هم مخالفون من ناحيتين، مخالفون بوجودهم في المملكة ومخالفون بدخولهم المشاعر المقدسة بدون إذن وبدون تصريح للحج، مشدداً على ضرورة معالجة هذا الأمر والقضاء على الافتراش، وهذا موضوع ليس بالسهل ولن يتم في سنة واحدة، ولكن سنستمر في معالجة هذه المشكلة بحكمة وحزم في نفس الوقت، وبدون تساهل حتى يقضى على هذه الظاهرة. وقال الأمير خالد الفيصل إن مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، صرح في أكثر من مرة بأن الحج بدون تصريح يعد معصية لأوامر ولي الأمر وهذا لا يجوز، كما أن العلماء والدعاة وطلبة العلم لم يقصروا في هذا الجانب. وحول التدابير المستخدمة من قبل الجهات المختصة لمنع تسرب لحوم الأضاحي إلى المطاعم في مكة والمناطق المجاورة، أكد أن هناك تدابير معروفة ومتبعة بأن لا تستخدم لحوم الأضاحي إلا حسب الأنظمة التي وضعت لها، وهي لمساعدة المحتاجين وليس للمطاعم، وهذا ممنوع منعاً باتاً وإن شاء الله الأجهزة المعنية فيها كفاية. وعن ارتفاع أسعار حملات الداخل، أوضح سموه أن الملاحظات والشكاوى من بعد موسم الحج، تعرض مباشرة على لجنة الحج المركزية التي تجتمع قبل نهاية شهر ذي الحجة من كل عام لدراسة كل السلبيات، ووضع الحلول لتلافيها في الحج القادم. وتحدث عن دور المرأة في الحج، مبيناً أن المرأة السعودية كان لها مشاركة مباشرة في كثير من الأجهزة، وقال إن هناك مشاركات من متطوعات خاصة من نساء مكة ويجب تقديم الشكر والتقدير لهن جميعاً. وعن أعمال النظافة في الحرمين الشريفين، قال سموه: نأمل أن تكون المشاعر المقدسة كلها نظيفة ويكون مستواها عالياً جداً لا على مستوى المسجد الحرام فقط. فمساحته محدودة ونظافته أسهل بكثير من نظافة المشاعر المقدسة بشوارعها وطرقاتها ومساحاتها الكبيرة، لكن لابد أن تكون النظافة أفضل مما هي عليه، في هذا العام النظافة أحسن مما هي عليه في العام الماضي، وهذا بشهادة الكثير ولكن هذا لا يكفي، لا يزال هناك حاجة للارتقاء بمستوى المشاعر المقدسة، مشيراً إلى أن من أهم الأسباب لتدني مستوى النظافة هو الافتراش في الشوارع، وإذا قضي على الافتراش سنرقى بمستوى النظافة، مؤكداً أن مشروع خادم الحرمين لتطوير المشاعر المقدسة في السنوات القادمة سيشمل هذه المشكلة، وسيجد لها الحلول الكافية للقضاء عليها. وتطرق سموه إلى أن من أهم الحلول القادمة لتطوير الحج هي وسائل النقل، لأنها أهم شيء في الحج وسيكون للحركة في داخل المشاعر حلول جذرية في المشروع. ولفت إلى أن هناك ورش عمل ستكون ابتداء من العام القادم تشارك فيها الوزارات الحكومية والهيئات سواء كانت حكومية أو أهلية، كما يشارك فيها كثير من المواطنين المهتمين في الحج والعمرة للاستفادة من آرائهم وأطروحاتهم وسوف تكون ورش العمل شهرية، وربما تكون أكثر من ورشة عمل في الشهر الواحد. وحول القضاء على شركات الحجاج الوهمية لحجاج الداخل قال سموه: هذه الحقيقة من الأمور المهمة التي تطرح في كل عام على المسؤولين عن الحج، الحمد لله أصبح هناك عقوبات ومتابعة، ولم يعد هناك أي تهاون مع أصحاب الحملات الوهمية. وعن قرار إحالة المتورطين في قضايا نقل المخالفين والمتسللين إلى مكةالمكرمة لهيئة التحقيق والادعاء العام، قال سموه إن هذه هي الطريقة النظامية، ولا بد من إحالتهم إلى الهيئة، لكن لا أدري هل يقضى عليها أم لا؟.