شهد شهر رمضان المبارك أحداثاً عظيمة أثرت بشكل كبير في التاريخ الإسلامي ووضعت أسس الجغرافيا والعلوم في حياة المسلمين، وقد وقع العديد من الأحداث الكبرى في الثالث والعشرين من شهر رمضان، من أهمها إمامة الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين في أول صلاة تهجد، واكتمال تحطيم الأصنام بعد فتح مكة، كما شهد اليوم نفسه نهاية فارس وتراجع الأتراك. ففي مثل هذا اليوم 23 من رمضان للعام الثامن من الهجرة تمَّ هدم صنم اللات، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، بعد فتح مكة قد هدم كافة الأصنام حول الكعبة المطهرة، وأرسل سرية بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه لتحطيم العزى، وكاًن صنما تعظمه قريش، فكسرها وحطمها، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية لكسر مناة، وأرسل سرية عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى سواع صنم هذيل فكسره عمرو بيده. وأرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى صنم طيء، ويدعى الفلس، وكان منحوتاً على جبل من جبالهم، وأرسل سرية لتحطيم اللات، حيث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما يهدمانها فهدماها، وكانت هذه الأصنام الثلاث "العزى واللات ومناة الثالثة الأخرى" هي أكبر أصنام العرب. قال تعالى (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) الآية.
أول "تهجد" للمسلمين مع الرسول خرج في الثالث والعشرين من رمضان رسول الله (عليه الصلاة والسلام) في جوف الليل، ثلاث ليال، وصلى في المسجد وصلى الناس معه مثنى مثنى، ثم توقف الرسول خشية أن تفرض عليهم لأنه قال للصحابة لما سألوه عن ذلك قد رأيت صنيعكم فلم يمنعني من الخروج إلا أني خشيت أن تفرض عليكم، وفي عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضى الله عنه، جمع الناس على أبي بن كعب في المسجد.
انتصار المسلمين وانهيار فارس انتصر في الثالث والعشرين من رمضان من العام 31 للهجرة، المسلمون على الساسانيين في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضى الله عنه- بعد مقتل قائدهم يزد جرد بن شهريار آخر ملوك الفرس، وانتهت بذلك دولة الفرس.
وفي مثل هذا اليوم، من العام 69 للهجرة تولى أبو بكر بن محَمّد بن عمرو بن حزم ولاية بغداد في عهد الخليفة سليمان بن الحكم، وكان عمرو من أكابر العلماء في بغداد ومعروفاً بقدرته القيادية.
وولد في الثالث والعشرين من رمضان من عام 220 للهجرة "أحمد بن طولون" مؤسس الدولة الطولونية، وكان جندياً تركياً اسمه دولون، أي بدر التمام، وكان أبوه من مماليك "نوح بن أسد" والى بخارى، فأعتقه لِمَا رأى فيه من قدرة وكفاءة، ثم أرسله إلى الخليفة المأمون، فأعجب به وألحقه ببلاط الخلافة وتدرَّج في المناصب العسكرية حتى صار رئيساً لحرس الخليفة.
وقد عنى به أبوه عناية فائقة، فعلمه الفنون العسكرية وتلقى الفقه والحديث وتردد على حلقات العلماء ينهل منها ورزق حسن الصوت في قراءة القرآن وكان من أدرس الناس له وأعلمهم به.
الدولة العثمانية تذعن للضغوط الأوربية أمر الخليفة العثماني في الثالث والعشرين من رمضان من العام 1280 للهجرة بالتوقف عن بناء القلاع بأراضي إمارة الجبل الأسود، الواقعة على شواطئ الأدرياتيكي إلى الشمال من ألبانيا، وكانت إمارة الجبل الأسود خاضعة لحكم الدولة العثمانية، وأراد أميرها الاستقلال بحكمها، كما قام بمساعدة ثوار إقليم الهرسك ضد الدولة العثمانية التي ما لبثت أن تمكنت من القضاء تماماً على جميع حركات التمرد، وشرعت في بناء عدة قلاع وحصون داخل الجبل الأسود، فتدخلت الدول الأوروبية لإثناء الدولة العثمانية عن هذا الأمر، واضطر السلطان العثماني إزاء ذلك إلى التخلي عن بناء هذه القلاع والحصون.
ووافقت في الثالث والعشرين من رمضان من العام 1371 للهجرة الحكومة التركية على دخول جميع أعضاء السلالة العثمانية، عدا الأمراء أبناء السلاطين، إلى تركيا بعد إلغاء الخلافة العثمانية في مارس 1923 ميلادية، وطرد سلالة بني عثمان إلى خارج تركيا، بعدما حكموا البلاد مدة 963 عاماً، منها 407 أعوام هي مدة الخلافة.
الجيش الإنجليزي يحتل مصر أعلن الجيش الإنجليزي في 23 رمضان عام 1300 هجرية، احتلال مصر وأصبحت تحت التاج البريطاني بعد انتهاء موقعة التل الكبير وهزيمة أحمد عرابي، ودخل الإنجليز مصر محتلين وأقاموا بها 72 عاماً.
وتوفي في الثالث والعشرين من رمضان عام 1337 للهجرة، السلطان العثماني محَمّد رشاد بعد أن عزله الكماليون (أنصار كمال أتاتورك) كما عزلوا أخاه السلطان عبد الحميد الثاني.