تواجه المملكة تحدياً كبيراً في تخفيض نسب الاستهلاك المرتفعة للطاقة بعد أن سجَّلت أرقاماً مرتفعة بحسب مختصي المركز السعودي لكفاءة الطاقة، الذين أكدوا أن متوسط استهلاك الفرد في المملكة يبلغ ضِعف متوسط الاستهلاك العالمي، وتبين الإحصائيات أن كمية استهلاك الكهرباء في المملكة وصلت إلى 240.288 جيجا واط/ ساعة في العام، فيما وصل استهلاك الفرد إلى 8.23 ميجا واط/ ساعة. وتسعى السعودية لتعزيز مفهوم الترشيد وتوسيع دائرته، على ألا يأتي ذلك على حساب رفاهية المواطن، وكبح جماح معدل الزيادة السنوية في استهلاك الطاقة التي تصل إلى 5%.
ويعمل المركز السعودي لكفاءة الطاقة بشكل حثيث لوضع برامج وآليات تستهدف الحد من سوء استهلاك الطاقة في المملكة في صوره المتعددة، تشمل تعديل مواصفات الأجهزة الكهربائية المنزلية، وأجهزة الإضاءة، ومواد العزل في المباني، وكمية استهلاك وقود السيارات ومصانع الحديد والأسمنت والبتروكيماويات.
ووفقاً لمختصين في مركز كفاءة الطاقة فإن تبني تغييرات بسيطة في عاداتنا اليومية مثل: إطفاء الإنارة غير الضرورية، أو أجهزة التكييف عند مغادرة الغرفة، له أثر بالغ في توفير الطاقة.
كما يُمكن ترشيد استهلاك الكهرباء في المنزل باتباع طرق عدة: منها إيقاف تشغيل الأجهزة تماماً عندما لا تكون قيد الاستعمال، واستخدام المصابيح والأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة، واستخدام الطاقة بقدر الحاجة لها.. حيث أثبتت الدراسات أنه يمكن تخفيض الاستهلاك بنسبة تزيد على 30% إذا قمنا بترشيد الاستهلاك في منازلنا.
ويُرجع المختصون أسباب الزيادة في استهلاك الطاقة الكهربائية بشكل أساسي إلى نمط الحياة الآخذ في التطور، والذي يحتاج إلى مزيد من الطاقة، بالإضافة إلى نسبة النمو السكاني المرتفعة.
ويسعى المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمساندة أكثر من 20 جهة حكومية وأهلية، إلى حث المواطنين على تبني مفهوم كفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك في جميع سلوكياتهم الحياتية، وجعلها نمطاً مستمراً؛ لأن مفهوم كفاءة الطاقة والترشيد لم يعد ترفاً، بل ضرورة ملحة؛ لضمان استمرار الطاقة الكهربائية بأسعار منخفضة، وللمحافظة على المصادر الأولية، النفط والغاز من النضوب.