حذرت مجموعة علماء دوليين، من أن 77 مليون نسمة، هم تعداد شعب بنجلاديش، يتعرضون لمستويات سامة من الزرنيخ، جراء شربهم لمياه جوفية ملوثة، فيما قد يكون أكبر عملية تسمم جماعي في تاريخ البشرية. ويعرض التلوث شعب واحدة من أفقر دول العالم لخطر الوفاة مبكراً، وفق دراسة نشرت في دورية "لانست" الطبية. وتابع فريق أمريكي وبنجلاديشي، 12 ألف شخص، على مدى عشر سنوات، لرصد كمية الزرنيخ ومعدل الوفيات بسبب المياه الملوثة. ووجد الفريق أن كل وفاة من بين خمسة ترتبط بشكل مباشر بارتفاع معدلات الزرنيخ في أجسامهم. وقالت منظمة الصحة العالمية: "هذه أكبر عملية تسمم جماعية لسكان في التاريخ.. تتجاوز حادثتي بوبال في الهند عام 1989 وتشرنوبيل بأوكرانيا عام 1986". والزرنيخ مادة سامة ذات تاريخ في استخدامها في الاغتيالات، وتذهب بعض النظريات إلى أن القائد الفرنسي نابليون بونابرت، سممه أعداؤه ببط أثناء وجوده في المنفى بجزيرة سانت هيلانة، كما أن له استخدامات صناعية مثل صهر المعادن، وفي صناعة مبيدات الحشرات. وللزرنيخ تأثير خطير على الصحة، قد يسبب السرطان كما له تأثير ضار على الجهاز الوعائي الدموي للإنسان. وعثر فريق البحث على آثار زرنيخ في التربة والصخور حيث يتسرب ويلوث عشرات الملايين من الآبار الجوفية المنتشرة في البلاد وتضخ منها المياه يدوياً. وأظهرت دراسات أخرى طويلة الأجل أن اختفاء الآثار المرضية السلبية التي يتسبب فيها التسمم بالزرنيخ قد تستغرق عقدين من الزمن، وحتى بعد التوقف عن استخدام الآبار الجوفية الملوثة.