تمكن رجال المباحث الجنائية بدولة الكويت من القبض على وافد عربي يترأس شبكة متخصصة في ابتزاز مستخدمي الإنترنت عن طريق تصويرهم بأوضاع مخلة ومشينة عن طريق كاميرات الإنترنت بعد إجراء محادثات «غرامية» معهم مدعيا أنه فتاة وتهديدهم وابتزازهم بواسطة لقطات الفيديو التي يلتقطها لهم في أثناء إجرائهم معه المحادثة «الغرامية» والتي يظهرون خلالها شبه عرايا، وتمكن من الحصول على آلاف الدنانير من عدد من ضحاياه قبل ضبطه وبلغ عدد القضايا المسجلة بحقه نحو 40 قضية. وبحسب ما ذكرته جريدة الأنباء الكويتية فإنه منذ 3 أشهر بدأ رجال المباحث الجنائية يتلقون شكوى من أشخاص يدعون أنهم تعرضوا للابتزاز عن طريق شخص مجهول يحادثهم عن طريق الإنترنت بعد ان قام بتصويرهم في أوضاع «حميمية» على كاميرات الإنترنت وأوضح بعض الضحايا خلال بلاغاتهم أنهم دخلوا برامج محادثة الإنترنت العادية ك «الياهو» و«الماسنجر» و«البال توك» وتعرفوا على شخص إدعى في البداية أنه فتاة وأقنعهم بفتح كاميراتهم عبر برنامج المحادثة الذي يستخدمونه وأنهم واعتقادا منهم أنه فتاة قاموا بفتح الكاميرا وكان الشخص يطلب منهم أن يقوموا بعرض أجسادهم أمام الكاميرا حتى يتسنى له معرفتهم أكثر. وأجمع الضحايا على أنهم بعد ان يعرضوا أجسادهم على الكاميرا كانوا يفاجأون بإتصال من شخص مجهول على هواتفهم التي كانوا يقدمونها له باعتباره فتاة ثم يقوم بتهديدهم بنشر صورهم على مواقع الإنترنت المختلفة أو توزيعها عن طريق البلوتوث ما لم يقم الضحايا بدفع مبالغ مالية له حتى يمتنع عن نشر مقاطع الفيديو الفاضحة لهم، واستجاب بعض الضحايا لتهديداته وبعضهم قام بتسجيل شكوى في الإدارة العامة للمباحث الجنائية. ووضعت القضية الغريبة على المجتمع الكويتي بحسب وصف المصدر الامني على طاولة مدير عام المباحث الجنائية اللواء الشيخ علي اليوسف ومساعد مدير عام الإدارة العامة لشؤون المحافظات العميد الشيخ مازن الجراح اللذين أوكلا إلى رجال إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية متابعة الشكاوى. وذكر المصدر أن رجال المباحث الجنائية بدأوا بجمع خيوط قضية الابتزاز وتمثلت أولا في جمع الأسماء المستعارة التي يستخدمها الجاني والإيميلات التي يقدمها لضحاياه مدعيا أنه فتاة وأرقام الهواتف التي يستخدمها للإتصال بضحاياه بعد تصويرهم وتبين لرجال إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية أن الجاني يستخدم «البروكسي» وذلك حتى يصعب تحديد هوية الإنترنت الخاصة به ال «IP» كما يستخدم أرقام هواتف غير مسجلة أو كما تعرف بين أواسط الشباب بالأرقام المضروبة، وبدت مهمة رجال المباحث صعبة إلا أنهم وعلى مدار 3 اشهر متواصلة بدأوا بحملة تنسيق شاملة بينهم وبين شركات الإنترنت وشركات الإتصال من أجل محاولة تحديد هوية الجاني المجهول. ومضى المصدر بالقول إن رجال ادارة الجرائم الإلكترونية تمكنوا من تحديد أرقام الهواتف التي يستخدمها لتهديد ضحايا ورصدوا عبر متابعة المكالمات الواردة والصادرة من تحديد هويته، وتبين أنه وافد عربي وعليه بدأوا جمع التحريات اللازمة عنه قبل القبض عليه وثبت أنه يستخدم أكثر من هاتف نقال بشرائح هاتفية غير مسجلة ويقوم باستخدام برامج خاصة تتيح له امكانية تسجيل لقطات الفيديو عند اجرائه اي محادثة فيديو مع أي من ضحاياه. وأضاف المصدر أن رجال المباحث وبعد جمع كل التحريات عن الوافد العربي قاموا بالقاء القبض عليه من منزله بعد استصدار إذن نيابي وقاموا بمصادرة جهاز الكمبيوتر الشخصي الخاص به وعدد كبير من الأقراص الممغنطة التي تحوي لقطات فيديو لعدد من ضحاياه. وذكر المصدر أن الوافد العربي اعترف خلال التحقيقات معه والتي تمت باشراف العميد الشيخ مازن الجراح بأنه لا يعمل منفردا وإنه يترأس شبكة عربية ويعمل معه على إصطياد الضحايا عدد من الاشخاص الآخرين من دول عربية آخرى وقدم كشفا مفصلا بأسماء شركائه بينهم رجال ونساء وجار القبض عليهم بعد اصدار مذكرة توقيف دولية عن طريق الانتربول الكويتي. وكشف المصدر أن الوافد العربي اعترف بأنه يقوم باصطياد ضحاياه عن طريق البحث عنهم عبر برامج المحادثة المنوعة أو مواقع التعارف الاجتماعية ثم مدعيا بأنه فتاة وبعدها يقوم بدعوتهم لاجراء محادثة فيديو عن طريق برامج المحادثة ك «الياهو» او «الماسنجر» او «البال توك» أو غيرها من برامج المحادثة، وبعدها يطلب منهم أن يقوموا بعرض أجسادهم أمامه أو التعري ويقوم خلال المحادثة بتسجيل لقطات الفيديو للضحية ويطلب منه بعدها رقم هاتفه، وقال الوافد في اعترافاته «بعد أن اقوم بتسجيل لقطات الفيديو للضحية أقوم بالإتصال به باستخدام هاتف غير مسجل البيانات واهدده بفضح صوره على الإنترنت ما لم يقم بدفع مبلغ احدده بين 1000 و 2500 دينار»، مشيراً إلى أنه لا يقوم بتسلمها باليد بل يطلب من الضحايا تحويل المبلغ إلى حساب بنكي في أحدى الدول العربية، كما كشف الوافد العربي أنه يعمل بالتعاون مع عدد من الاشخاص من دول عربية اخرى لاصطياد الضحايا وأنه يركز على ضحايا في الكويت، معترفا بأنه قام بابتزاز نحو 200 شخص منذ بداية عمله بالابتزاز قبل عامين بالتعاون مع شركائه وبينهم نساء.