تُقام اليوم ثلاث مباريات في اليوم الرابع من أيام كأس العالم 2014 في البرازيل، ويلتقي سويسرا والإكوادور عند السابعة مساءً، وعند العاشرة مساءً، يواجه فرنسا نظيره هندوراس وتختتم المباريات بمواجهة الأرجنتين والبوسنة عند الواحدة فجراً. سويسرا x الإكوادور يلتقي الطرفان في المباراة الأولى للمجموعة الخامسة، على ملعب جارينشا، منتخب سويسرا حالياً الذي يدعمه الجيل الثاني لمهاجرين من كوسوفو أكثر ثقةً وإبداعاً من أسلافه على الرغم من أنه لا يزال يجد صعوبة في تسجيل الأهداف ويفوز بفارق ضئيل حتى ضد منافسين أقل شأناً. وربما لا يجد شتيفان ليختشتاينر الذي أدت انطلاقاته من الجناح الأيمن في منتخب سويسرا إلى منحه لقب فورست جامب أسلوبه ملائماً أمام سرعة جناحي الإكوادور في مباراتهما اليوم، وقد يجد الظهير الأيمن لسويسرا وهو واحد من أهم أسلحة فريقه الهجومية نفسه مقيداً بواجبات دفاعية غير مفضلة لديه من أجل مساعدة المنتخب السويسري على التعامل مع خطر جناح الإكوادور جيفرسون مونتيرو في المباراة التي ستُقام ضمن المجموعة الخامسة. أما الإكوادور التي تشارك في كأس العالم للمرة الثالثة فتتسم بالقوة في الهجوم وتوفر انطلاقات أنطونيو فالنسيا خطراً إضافياً من الجناح الأيمن لكنها تمتلك خط دفاع متواضعاً. ولا يلعب أي من مدافعي الإكوادور بشكلٍ منتظم في ناديه كما فقد خطه الخلفي بالفعل حماية سيجوندو كاستيو بعد استبعاد لاعب الوسط المدافع صاحب الخبرة من البطولة بسبب الإصابة.
فرنسا x هندوراس يستهل المنتخب الفرنسي مشواره بمواجهة هندوراس اليوم لمحو فضيحة مدينة نايسنا 2010 خاشياً أن تتكرر مرة أخرى إذا فشل في تجاوز الدور الأول كما حدث قبل أربع سنوات. ويبدو لاعبو المنتخب الأزرق مصممين على تلميع الصورة بعد المشوار الكارثي في مونديال جنوب إفريقيا عندما فشلت في تحقيق ولو فوز واحد ودخل لاعبوها في إضراب عن التدريبات بسبب مشاكل بين اللاعبين والمدرب ريمون دومينيك ووسائل الإعلام. تعاقد الاتحاد الفرنسي مع نجميه السابقين المتوجين باللقب العالمي عام 1998 لوران بلان بعد المونديال وديدييه ديشامب بعد كأس أوروبا 2012 ونجح الأخير إلى حد كبير في إعادة اللحمة والانسجام والقتالية والروح الوطنية، وظهر ذلك جلياً في مباريات التصفيات وتحديداً إياب الدور الفاصل أمام أوكرانيا. كما ظهر ذلك في المباريات الإعدادية للمونديال وآخرها أمام جامايكا الأحد الماضي عندما حققت فوزاً كاسحاً 8 - 0 ، وأظهر اللاعبون انسجاماً كبيراً من خلال الاحتفال بالأهداف مع لاعبي دكة البدلاء والجهازين الفني والطبي موجهين رسائل إلى الجماهير على أنهم أكثر تصميماً للظهور بوجه مشرف خصوصاً أولئك الذين كانوا سبباً في الفضيحة قبل 4 أعوام في مقدمتهم باتريس ايفرا. لكن فرنسا ستخوض العرس العالمي في غياب نجمها مهاجم بايرن ميونيخ الألماني فرانك ريبيري حيث تلقت ضربة موجعة قبل أيام قليلة من المونديال بانسحابه لعدم تعافيه من إصابة في أسفل الظهر. لكن ديشامب يملك تشكيلة متوازنة بقيادة مهاجم ريال مدريد الإسباني كريم بنزيمة وايفرا، وأغلب عناصرها من الشباب الذين يملكون فرصة التألق ولعب دور طلائعي في المونديال خصوصاً النجم الصاعد والواعد ليوفنتوس الإيطالي بول بوغبا ولاعب وسط باريس سان جرمان بليز ماتويدي وزميله في نادي العاصمة يوهان كاباي ومهاجم آرسنال الإنجليزي أوليفييه جيرو ومدافع النادي الملكي رافايل فاران. أما هندوراس التي انتزعت تعادلاً ثميناً من إنجلترا في مباراة تلقى خلالها لاعبو ممثل الكونكاكاف 5 بطاقات بينها واحدة حمراء، فقد أبلت البلاء الحسن في التصفيات وحجزت بطاقتها المباشرة خلف الولايات المتحدة وكوستاريكا وأمام المكسيك، علماً بأنها تغلبت على الأخيرة على ملعب الأزتيك وباتت أول منتخب زائر يفوز على المكسيك في عقر دارها منذ عام 2001.
الأرجنتين x البوسنة تدق ساعة الحقيقة أمام الأرجنتين ونجمها الكبير ليونيل ميسي، عندما تبدأ اليوم مسعاها لإحراز اللقب العالمي للمرة الأولى منذ 1986 ، وذلك بمواجهة منتخب بوسني طموح على ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة لمونديال 2014 . وستشكل مباراة البوسنة اختباراً جدياً لقدرة الأرجنتين على الارتقاء إلى مستوى الطموحات والتحدي، حتى إن كانت منافستها تخوض غمار العرس الكروي العالمي للمرة الأولى في تاريخها . تبدو الأرجنتين جاهزة لتحقيق ما عجزت عنه في ربع القرن الأخير، معتمدة على ميسي ومدربها الرصين اليخاندرو سابيلا، ومجموعة من اللاعبين بغية تحقيق لقبها الثالث. ويسعى ميسي إلى الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التي وضعت على عاتقه، منذ أن سلمه شارة القائد المدرب السابق مارادونا الذي قال علناً إن "ليو" هو خليفته، إلا أن النجم لم ينجح في نقل التألق اللافت الذي قدمه مع فريقه برشلونة الإسباني إلى المنتخب الوطني، وبقيت عروضه "خجولة" حتى الآن على صعيد البطولات . وسيكون الاختبار الأول لميسي ورفاقه في المنتخب بمواجهة منتخب بوسني، نجح أخيراً في التخلص من عقدة الملاحق والمنتخب البرتغالي الذي حرمه من التأهل إلى مونديال 2010 وكأس أوروبا ،2012 وبلغ نهائيات العرس الكروي العالمي للمرة الأولى في تاريخه بتصدره المجموعة الأوروبية السابعة أمام اليونان بفارق الأهداف، بعد أن حصد 25 نقطة من 8 انتصارات، وتعادل مقابل هزيمة واحدة وسجل 30 هدفاً مقابل 6 فقط في شباكه. وتعول البوسنة على لاعبين آخرين مميزين إلى جانب مهاجم دزيكو مانشستر سيتي الإنجليزي، مثل وداد ايبيسيفيتش مهاجم شتوتغارت الألماني، وميراليم بيانيتش لاعب وسط روما الإيطالي .