حث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينةالمنورة الشيخ عبدالباري الثبيتي على التنافس في الطاعات والمسارعة للخيرات، مشيراً بأن المسابقة في البر وحب التنافس المحمود يثري الحياة ويظهر أثره في الآخرة ويمتد إلى الصعود إلى المراتب العليا في الجنة. وفي التفاصيل، قال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي بالمدينةالمنورة "ينافس المسلم في الطاعة ويسارع في الخير لأن الأعمار قصيرة والآجال محدودة واللبيب العاقل يبادر قبل العوائق والعوارض فلا يستوي مبادر إلى الخير ومتباطئ ومسابق في الفضل ومتثاقل ,التنافس المحمود يثري الحياة ويجعل المسلم يطمح إلى السمو بنفسه والارتقاء بعلمه وعمله للسعي إلى الكمال ". وأوضح الثبيتي بأن رسولنا - عليه الصلاة والسلام - قد بث روح التنافس في أصحابه ورسم لهم أهدافاً في أحاديث لاحصر لها ,منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لاتنافس بينكم إلا في اثنتين ,رجل أعطاه الله عز وجل القرآن فهو يقوم به الليل والنهار فيتتبع مافيه فيقول الرجل ,لو أعطاني الله مثل ما أعطى فلاناً فأقوم به مثل مايقوم فلان , ورجل أعطاه الله مالاً ينفق ويتصدق,فيقول رجل مثل ذلك ). وأشار بأنه صلى الله عليه وسلم ربى أصحاب - رضوان الله عليهم - على المبادرة إلى الخيرات والتسابق في الطاعات والتنافس في أعمال البر. وبين الشيخ الثبيتي أن التنافس في الخيرات يظهر أثره في الآخرة ويمتد إلى الجنة فيصعد أهل القرآن درجات الجنة بمقدار ما يقرؤون ويرتلون , فيسمو التنافس بصاحبه إلى المراتب العليا حين يؤسس على نية خالصة ويطهر من لوثات القلوب التي تفسد العمل , محذراً من أن موت روح التنافس يحول الأمة إلى مجتمع متهالك يسوده التواكل والتخلف ويفرز البطالة والقعود وينشئ جيلاً هزيلاً فاتر العزيمة. وبيّن فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي بأن التنافس بالدنيا مذموم حين يلهيك عن الله والدار الآخرة ويحملك على القبائح والمنكرات ويقودك إلى منع واجب أو أخذ حرام أو اعتداء على حقوق الآخرين، مشيراً فضيلته في هذا الصدد إلى أن التنافس على الدنيا أدى إلى التصارع بين الأخوة والأقارب مما سبب القطيعة والبغضاء وكثرت الخصومات,مبيناً أن الحسد من أشد أسباب التنافس المهلك الذي يقوض بناء الأخوة الإسلامية ويفقد المسلمين الأمن لأن الحاسد يتمنى زوال نعمة أخيه وقد يتسبب في زوالها بالقوة.