نظّمت الجمعية الفلكيّة بجدة، مساء أمس، أمسية علمية، لرصد تقابل كوكب زحل ووقوعه على استقامة واحدة مع الأرض والشمس، وذلك ضمن برنامج توعية الطفل بعلم الفلك الأول 2014. وقالت رئيسة القسم النسائي بالجمعية والمشرفة على البرنامج مفاز عبد اللطيف: إن كوكب زحل أبعد كوكب عرفته البشرية قبل اختراع التلسكوب وهو عادة لا يبدو للعين المجردة شديد السطوع أو مثيراً للاهتمام.
وأضافت: لفت كوكب زحل اهتمام الأطفال وبهرهم بجماله على خلاف الكواكب التي تمّ رصدها في وقتٍ سابق والتي شملت المشتري والمريخ والزهرة والفضل يرجع بالدرجة الأولى إلى نظام الحلقات المحيط بالكوكب والوحيد بهذا الشكل في نظامنا الشمسي، ومن خلال تلسكوب متوسط الحجم تشاهد بسهولة حلقتين مسطحتين تمتدان مسافة تعادل ثلاثة أرباع المسافة التي تفصل بين الأرض والقمر في الفضاء، وتبدو تلك الحلقات كقرصٍ ضخمٍ متماسكٍ يفصل بينهما شريط معتم يسمّى فاصلاً كاسينياً، إضافة إلى حلقة خافتة تقع بين الحلقة الداخلية وزحل نفسه.
وأكملت: تعرّف الأطفال بأن تلك الحلقات ليست جسماً متماسكاً، وهي تظهر كذلك، بسبب المسافة الشاسعة التي تفصلنا عنها، فالحلقات تتكون من بلايين الجزيئات التي تشكل كامل نظام الحلقات ويراوح حجم تلك الجزيئات من حبّات غبار صغيرة إلى جزيئات بحجم الجبال ويوجد هناك قمران صغيران يدوران في فاصل انك وفاصل كلير في الحلقات؛ ما يساعد على إبقاء تلك الفواصل مفتوحة، وهناك جزيئات صغيرة لا يتجاوز حجمها بضعة أمتار لا تُرى ولكنها تعطي شكل جسم الحلقات؛ ما يجعلنا ندرك وجودها.
وأردفت: يُعتقد أن أصل تلك الجزيئات قطع من مذنبات وكويكبات أو أقمار تحطمت قبل أن تصل زحل، وأن كل حلقة تدور بسرعة مختلفة حول الكوكب ولكن حتى الآن من غير المعروف طريقة تشكل الحلقات وكيف أنها تحافظ على مدارها ولماذا تميز بها زحل دون غيره.
وتابعت: نظراً لحركة زحل والأرض حول الشمس، فان مظهر الحلقات يتغيّر، فتارة نراها منبسطة وتارة أخرى نرى حافتها عندها تكون الحلقات غير مرئية باستثناء من خلال التلسكوبات الكبيرة، أما عن إمكانية وجود حياة على زحل، فليس هناك فرصة لوجود أي نوع من أنواع الحياة وفقاً للنمط الذي نعيش.
واختتمت بالقول: إلى جانب كوكب زحل وحلقاته رصد القمر تيتان أكبر أقمار زحل والقمر الوحيد الذي يمتلك غلافاً جوياً سميكاً في نظامنا الشمسي وقد ظهر في صورة نقطة ضوئية برّاقة، إلى جانب رصد كوكب المشتري والمريخ والقمر الأحدب وعدد من النجوم البرّاقة، مثل السماك الأعزل والعيوق.
وفي نهاية الأمسية تمت الإجابة عن استفسارات المشاركين التي شملت جوانب عديدة من علم الفلك واستكشاف الفضاء.