أكد رئيس قسم البحث والتحري بمرور الرياض المقدم طارق بن حمود الربيعان، أن الهدف الرئيسي لظاهرة التفحيط بشكل عام "هدف لا أخلاقي" من خلال المساهمة في ترويج وتعاطي المخدرات والمسكرات لدى المفحطين والمتمجهرين، مستشهداً بعدد كبير من الحالات التي تم ضبطها في موقع الحدث. ووجه الربيعان خلال الحلقة الحادية عشرة من برنامج "الله يعطيك خيرها"، الذي يعرضه التلفزيون السعودي برعاية "سبق"، نصيحة للأمهات لدى تنظيف ملابس أبنائهن، وخاصة "المفحطين"، أن يتقصوا عن أنواع الحبوب والأغراض التي يجدونها في ملابسهم لدى تنظيفها.
واستعرض المقدم الربيعان في بداية الحلقة العقوبات والأنظمة المرورية الجديدة، وخاصة الأنظمة المرورية فيما يتعلق بظاهرة التفحيط، مشيراً إلى أن جهة الاختصاص في هذا المجال هيئة الفصل والمنازعات المرورية، والتي تتمتع بسلطة مستقلة تخولها إصدار العقوبات الخاصة بالمفحطين.
وعبّر الربيعان عن حزنه لردود أفعال أولياء الأمور، والتي تتباين بين مؤيد ومعارض، وبين "مصدق ومكذب"، فبعض الآباء يتهمون قسم المرور ب"التبلي" على الأبناء الموقوفين، لافتاً إلى أن اعترافات الموقوفين تؤخذ بالكامل، إلا أنهم يغيرونها لدى حضور أولياء أمورهم.
وقال الربيعان: "في إحدى القضايا قامت دورية من دوريات القسم بملاحقة أحد المشتبهين، ولدى دخوله الحي قام بإدخال السيارة "بالكراج" المخصص لها داخل المنزل، ثم قام عنصر الدورية بطرق الباب معطياً معلومات السيارة للوالد، الذي أنكر بدوره "فعلة" الابن"، موضحاً أنه عندما قام بإيقاف الابن، أخفى والده في المكتب، واستجوب الموقوف بعد توعيته، وقام الموقوف بدوره بالاعتراف بالكامل دون علمه بأن والده يسمع الحديث.
وكشف الربيعان أن عدد الموقوفين وصل في شهر واحد إلى 123 موقوفاً، تتراوح مدة عقوباتهم بين الخمسة أيام وسنة ونصف، مبيناً أن النظام الجديد لمرتكبي جرائم التفحيط، وتحويلها من مخالفة مرورية إلى جناية، ستكون حازمة ورادعة بإذن الله للقضاء على هذه الظاهرة.
وبيّن أنه بحسب الأنظمة والقوانين الجديدة، فإن العقوبات ستشمل المفحطين ومعاونيهم والمتجمهرين لمشاهدتهم، حيث تم تعديل بعض الأنظمة الواردة في نظام المرور الحالي المتعلقة بهذا الشأن، وتحول التفحيط في النظام الجديد من مخالفة مرورية إلى "جناية" موجبة لعقوبة السجن وحجز السيارة والغرامة المالية بعد إحالة مرتكبها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، ومن ثم إلى المحكمة المختصة، حتى ولو قام بهذه الجريمة للمرة الأولى.
وقال: إن الأنظمة الجديدة صنفت عقوبات مرتكبي جريمة التفحيط على ثلاثة مراحل، فمن يقوم بالتفحيط للمرة الأولى تحجز مركبته لمدة شهر مع غرامة مالية مقدارها 10 آلاف ريال، والسجن لمدة لا تزيد عن ستة أشهر، وفي المرة الثانية تحجز المركبة لمدة ثلاثة أشهر مع غرامة مالية مقدارها 20 ألف ريال، وسجن المفحط لمدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد عن سنة. وفي المرة الثالثة يسجن من قام بجريمة التفحيط مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على خمس سنوات، وتغريمه 40 ألف ريال، بالإضافة إلى مصادرة المركبة المفحط بها، أو إلزام المفحط بدفع قيمتها إذا كانت ليست ملكه، ولا تسري عقوبتا الحجز والمصادرة في المرة الأولى والثانية إذا كان المفحط لا يملك المركبة.
وأضاف أنه سيعد كل من اتفق أو حرض أو قدم مساعدة مالية أو عينية أو ما يسمى في قاموس المفحطين (المعزز) شريكاً للمفحط في جريمته، ويعاقب بعقوبة لا تقل عن نصف ما يعاقب به الفاعل الأصلي من غرامة وسجن، وستتولى المحكمة المختصة تطبيق العقوبات السابقة.
وتابع: اعتبر التشريع الجديد الخاص بمرتكبي جرائم التفحيط المتجمهر لمشاهدة التفحيط أو تشجيعه قد ارتكب مخالفة مرورية، ويعاقب بغرامة مالية مقدارها 1500 ريال، أو تحجز مركبته لمدة 15 يوماً أو كلاهما معاً.
وأكد الربيعان أن الأنظمة الجديد ستأتي "ثمارها" -بإذن الله- بالإضافة إلى الجهود التوعوية وتعاون كافة الأطراف كالإعلام والأسرة والمدرسة، ويتوقع أن تأتي هذه الأنظمة الجديدة معزّزة للجهود الحثيثة والقوية التي تبذلها وزارة الداخلية، ممثلة في قطاع المرور؛ لمحاربة جرائم التفحيط التي أصبحت تشكل خطراً على المجتمع؛ لما تسببه من خسائر بشرية وكوارث أمنية واقتصادية، بالإضافة لما يصحب هذه الجريمة من جرائم أخرى متعلقة بها كترويج المخدرات وتعاطيها، أو غير ذلك من جرائم تستتبع هذه الآفة.
واستعرض المقدم خلال الحلقة نماذج من الحبوب المخدرة لتعريف المجتمع بها؛ كي لا يقعوا ضحيتها، ومتابعة الأهل لما تخفيه "جيوب" أبنائهم لدى تنظيفها، أو مصادفة أي نوع من هذه الأنواع، كحبوب "كبتاغون" المسهرة، وحبوب الزينكس، والحبوب المهدئة، وورق لف سجائر "الحشيش المخدر"، وغيرها من الأنواع الأخرى، متمنياً من الأهل التنبه لهذه الأنواع التي تعتبر الأخطر والأكثر شيوعاً بين "المفحطين".
ووجه رئيس قسم البحث والتحري في ختام الحلقة رسالة لأولياء الأمور أن يتخذوا من أبنائهم أصدقاء لهم، ويتابعوهم ويرصدوا تحركاتهم، وتوعيتهم، وعدم زجرهم في المرة الأولى، والتعامل معهم بلين واحتوائهم حسبما تتطلب شخصية كل واحد منهم، متمنياً من كافة من يمارسوا هذه الممارسات السلبية التوقف عنها، داعياً الله -عز وجل- الهداية لهم، ومبدياً تعاونه مع كل من يسلم نفسه ممن عليهم بلاغات أو تعميمات أمنية في هذا الجانب، لتنظيف سجلاتهم ومعاودة حياتهم بشكل طبيعي.
وعرضت الحلقة أيضاً لقاءات مع أولياء الأمور والصدمة النفسية والمعاناة التي يتسببها أبناؤهم لدى توقيفهم بتهمة التفحيط، وخاصة الأب والأم، معبرين عن أسفهم لما أقدم عليه أبناؤهم، داعين المولى أن يهديهم للصواب.
وتلقى البرنامج اتصالات مع عدد من "المفحطين التائبين" وشعورهم بعد ابتعادهم عن هذه الظاهرة التي تسبب الموت أو الإعاقة أو الضرر للمجتمع والأسرة، مبدين سعادتهم بعودتهم إلى الطريق الصحيح، وداعين زملاؤهم "سابقاً" بوقف هذه الممارسات والسير على خطاهم.
وفي ختام الحلقة عرض البرنامج لقاء مع الإعلامي المعروف داوود الشريان، والذي تفاعل مع الحلقة، وأبدى دهشته من الأرقام الكبيرة التي تسجلها الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية.
وتمنى "الشريان" من كافة الكتاب وجميع مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، أن يقفوا مع الحملة، مؤكداً أن الوعي لا يكفي لوحده، إذ يجب أن يتحول هذا الوعي لممارسة، وأن يمارس الإنسان ما يعي، واصفاً الأرقام والإحصاءات التي تسجلها الحوادث المرورية ب"الكارثة".
الجدير ذكره أن هيئة الإذاعة والتلفزيون تقدم بالتعاون مع شركة "توكيلات الجزيرة" جوائز للقيادة الآمنة، وهي عبارة عن ثلاث سيارات "فورد فيوجن" لثلاثة سائقين ممن ينهون الموسم الأول من البرنامج دون الحصول على أي مخالفة مرورية.