تحدث ظاهرة لافتة للنظر، خلال الفترة الحالية، تتمثل في إمكانية رؤية أربعة كواكب بالعين المجردة بسهولة خلال الليل، إضافة إلى كوكب خامس تشوب رؤيته بعض الصعوبة. وعلى العكس مما يعتقد الكثيرون، من أن معظم هذه الكواكب عبارة عن أجرام سماوية لامعة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة بكل سهولة، فإن معظم الناس قد رأوا الكواكب فعلاً من دون أن يدركوا ذلك.
وقال مدير مركز الفلك الدولي في أبوظبي المهندس محمد شوكت عودة: "بعد غروب الشمس وحلول الظلام، إذا نظرنا عالياً جهة الغرب سنرى جرماً أبيض لامعاً جداً، وهذا الجرم هو كوكب المشتري، الذي يعتبر خامس الكواكب بعداً عن الشمس، وهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية".
وأضاف: "هذا الكوكب يتكون من غاز وسائل بشكل رئيس ولا توجد له أرض صلبة مثل كوكب الأرض، كما أن كوكب المشتري هو رابع ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر وكوكب الزهرة، وإذا رصدنا كوكب المشتري بمنظار صغير "دوربيل" سيمكننا أن نرى ألمع أربعة أقمار له".
وأردف "عودة": "إذا نظرنا عالياً جهة الجنوب الشرقي، فسنرى جرماً برتقالياً محمراً لامعاً جداً، وهذا هو كوكب المريخ، وهو الرابع بعداً عن الشمس وحجمه مقارب لحجم الأرض، كما أنه ثاني أقرب الكواكب إلى الأرض بعد كوكب الزهرة".
وتابع: "لون هذا الكوكب برتقالي محمر بسبب انتشار أكسيد الحديد على سطحه بكمية كبيرة، وأكسيد الحديد هو الصدأ، وإذا رصدنا المريخ بتلسكوب متوسط للهواة في هذه الفترة فإننا يمكن أن نرى الأقطاب الجليدية على سطحه". وقال "عودة": "أما إذا نظرنا جهة الشرق قريباً من الأفق فسنرى جرماً لامعاً ذهبي اللون، وهذا هو كوكب زحل، ومن الأفضل الانتظار لساعة أو ساعتين بعد حلول الظلام حتى تكون الساعة 11:00 حتى يكون هذا الكوكب قد ابتعد عن الأفق وأصبحت رؤيته أفضل".
وأضاف: "في هذا الوقت يكون زحل عالياً في جهة الجنوب الشرقي، وهو كوكب مشهور بحلقاته، كما أنه السادس بعداً عن الشمس وهو ثاني أكبر الكواكب، ويمكن رؤية حلقاته بتلسكوب صغير للهواة".
وأردف: "هذا الكوكب مثل المشتري يتكون بشكل رئيس من الغاز والسائل ولا توجد له أرض صلبة مثل كوكب الأرض، وتعتبر هذه الفترة هي أفضل الأوقات لرصد زحل خلال العام، حيث سيصل زحل إلى التقابل يوم السبت 10 مايو في الساعة 18:00 بتوقيت جرينتش وسيكون وقتها عند أقرب مسافة من الأرض خلال هذا العام، حيث ستبلغ المسافة بينه وبين الأرض 1331 مليون كيلومتر".
وقال "عودة": "أما الكوكب الرابع فعلينا أن نتحرى رؤيته وقت طلوع الفجر، وهو كوكب الزهرة، وهو ألمع جرم في السماء على الإطلاق بعد الشمس والقمر، ويمكن رؤية الزهرة نهاراً بالعين المجردة إذا عرف الراصد موقعه في السماء".
وأضاف: "مع طلوع الفجر يمكن النظر إلى جهة الشرق لرؤية جرم أبيض لامع جداً يفوق في لمعانه أي شيء آخر في السماء، وهذا هو كوكب الزهرة، وهو أقرب الكواكب إلى الأرض، وهو كوكب مغطى بطبقة كثيفة من السحب تسبب لمعانه الباهر، وإذا استخدمنا تلسكوباً صغيراً لرصد الزهرة فإنه سيبدو ذا أطوار كالقمر، فتارة يبدو الزهرة كهلال وتارة كتربيع وتارة كبدر".
وأردف: "بالنسبة للكوكب الخامس فهو عطارد، ويمكن رؤيته بشكل عام لكن بصعوبة باستثناء بضعة أيام خلال السنة، ولا يرى عطارد إلا في جهة الغرب لمدة 30-45 دقيقة بعد غروب الشمس، أو في جهة الشرق لمدة 30-45 دقيقة قبل غروب الشمس".
وتابع: "بعد منتصف الشهر ستكون رؤية هذا الكوكب سهلة بعد غروب الشمس في جهة الغرب، حيث يزداد بعداً عن الشمس بمرور الأيام إلى أن يصبح أبعد ما يمكن عن الشمس يوم 25 مايو".
وقال "عودة": "في هذا اليوم إذا نظرت إلى جهة الغرب بعد 20-30 دقيقة من الغروب سترى جرماً لامعاً قريباً من المكان الذي غابت عنده الشمس، وهذا هو كوكب عطارد، ومن الضروري معرفة أن هذا الكوكب مع الزهرة يعتبران الوحيدين اللذين لهما أطوار مثل القمر".
واختتم بقوله: "مواقع الكواكب هذه تختلف باختلاف الوقت من اليوم، كما أنها تختلف من يوم لآخر، إذ إنها تسير بين النجوم، ولذلك سميت بالكواكب السيارة تمييزاً لها عن النجوم التي كانت تسميها العرب أيضاً بالكواكب".