استنكرت مواطنات و أكاديميات تصريحات نائب وزير العمل الدكتور عبدالواحد الحميد، حول ارتفاع نسبة البطالة بين السعوديات. واستغربن في خطاب وجهنه له وحصلت "سبق" على نسخة منه صدور مثل هذه التصريحات من مسؤول في مستواه. و قال الخطاب " إن النساء المحتاجات للعمل عددهن قليل جداً وان إخراجهن من بيوتهن فيه ظلم لهن و تعدي على عفتهن وحشمتهن، ويفتح باب واسع للاختلاط مع الرجال وهذا باب شر وفتنة على النساء." وذكرت موقعات الخطاب أن " الأصل في المرأة هو القرار في البيت ؛ كما قال تعالى العليم الحكيم بشؤون العباد : ( وقرْن في بيوتكن )، مضيفات " إن فتح الباب على مصراعيه للنساء - فيما يخص العمل- لهو خلاف الحشمة والعفة للمرأة المسلمة ، وباب من أبواب الظلم لها ، وانتهاك لحقوقها ".
وفيما يلي نص ما جاء في الخطاب: سعادة الدكتور / عبدالواحد الحميد نائب وزير العمل
وفقه الله لكل خير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، أما بعد: فقد ساءنا تصريحُك في (عكاظ الثلاثاء 4/6/1431ه) حول ارتفاع بطالة السعوديات ..إلخ. فهذا الكلام للأسف مخالف لما استقرت عليه الشريعة ولِمَا قاله العلماءُ الثقات الغيورون على دينهم وبلادهم : من حماية الحرمات والأعراض ، وأن الأصل في المرأة هو القرار في البيت ؛ كما قال تعالى العليم الحكيم بشؤون العباد : ( وقرْن في بيوتكن ) . وقد قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : (الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة ومن الحوائج الشرعية الصلاة في المسجد بشرطه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن وهن تفلات " - وفي رواية - " وبيوتهن خير لهن ") . سعادة الدكتور : إن فتح الباب على مصراعيه للنساء - فيما يخص العمل- لهو خلاف الحشمة والعفة للمرأة المسلمة ، وباب من أبواب الظلم لها ، وانتهاك لحقوقها ، وذلك أن دخولها في تلك الأعمال يؤدي بها إلى مخالطة الرجال - ولا بد - وهذا باب شر وفتنة على النساء . ومن المعلوم أنها لا تخلو أنثى من رجل يحميها وينفق عليها ؛ سواء كان أبا أو أخا أو زوجا أو ابنا. وهؤلاء الرجال هم المكلفون شرعا وعرْفا بالنفقة والتكسّب على النساء والنساء المحتاجات للأعمال قليل جدا –وإن احتجنَ فيجب على ولي الأمر أن ينفق عليهن ويحميهن ويرعاهن ويدفع لهن من بيت مال المسلمين - أما أنْ يُفتحَ الباب لكل النساء – ولو لم تكن محتاجة - فهذا لا يصح شرعا ولا عقلا ولا عرفا . ولا يخفى عليك أن المرأة لو كانت تملك الملايين فهي غير مكلفة شرعا بالنفقة على نفسها، وإنما الرجل هو المسؤول عن ذلك . فهل هناك حاجة ماسّة لفتح مثل هذه الأعمال ؟ أم يُراد من المرأة أن تخرج من بيتها التي ترعى فيه أبا أو زوجا وولدا يحتاج لحنانها وعطفها ؟ وإن عملت المرأةُ فلا مانع من ذلك؛ مادام أنها ضمن "الأسواق النسائية المغلقة" وهناك دراسات وتوصيات من أهل العلم والغيرة بهذا الخصوص . وبهذا نحافظ عليهن ضمن "تجمعات نسائية محضة " لا تخالط فيها الرجال، وتنتهي قضية البطالة المزعومة التي يُنادى بها . فما الحاجة إذاً لتأنيث المحلات النسائية والتي هي خطوة أولى – بتدرج – للمطالبة بتعميم هذه المحلات على جميع الأعمال . وهي مخطط مكشوف واضح يراه حتى العميان . والعجيب أنكم لا تهتمون – في الوزارة – ببطالة الشباب المكلف – شرعا وعرفا - بالنفقة ؛ مقارنة باهتمامكم بالشابات. أليس لسائل أن يسأل : لو لم يكن لعمل المرأة من أيادٍ خفية تريد جرها للاختلاط والخروج ؛ لانصرفت همتكم وجهودكم إلى عمل الشباب وهم بعشرات الآلاف ! . أليس هؤلاء الشباب أولى وأحرى من النساء ؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟ أليس هذا يدعو للريبة والحذر فيما يخص "عمل المرأة" التي تبكون عليها صباح مساء ! . فاتق الله يا سعادة الدكتور .. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) .. وقد استرعاك اللهُ رعيةً هم في أعناقك يوم القيامة ، وإن الله سائلك عما استرعاك ، فأعدّ للسؤال جوابا .. فوالله إن كل مناصب الدنيا وزينتها وأموالها ستذهب ، ويكون المرء مرهونا بعمله إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر . كما نوصيك بأن تتقي الله في أعراض المسلمين ، فلا تفتح باب شر وفتنة .. ولربّ دعوةٍ– تصيبك –في جوف الليل ، تخسر بها دنياك وآخرتك . وإننا على يقين بأن يجد كلامنا هذا منك اهتماما وقد قسونا قليلا في العبارة ، ولكن القصد هو حمايتنا بما يتوافق مع شريعتنا ، لا كما يزعمه المبطلون . فنسأل الله لك السداد والرشاد في أمورك كلها، كما نسأله جل وعلا أن يوفقك للبر والخير ، وأن يجعلك مفتاحا للخير مغلاقا للشر .. إنه ولي ذلك والقادر عليه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبه / د. ريم بنت صالح الراشد ( أستاذة جامعية) منيرة بنت إبراهيم العبدالله منى بنت عبدالكريم العبد الكريم