طالب المواطن مشاري حسن العديساني جامعة تبوك، بالنظر سريعاً في حالة والده، الذي دخل في غيبوبة ويعيش، تحت رحمة الله، على الأجهزة في مستشفى الملك فهد بتبوك، وفي حاجة ماسة للنقل إلى مستشفى، يتوفر فيه استشاريون بالمخ والأعصاب. واستغرب "العديساني" من إهمال حالة والده، الذي سقط في مقر عمله، خلال مباشرة حادثة إطلاق نار، وقعت ظهر يوم الاثنين الماضي، عقب تعرضه للانهيار، مبدياً تذمره من حديث مسؤول ب"الجامعة"؛ عقب مراجعته طلباً للشفاعة بالاهتمام بحالة والده، ومنتقداً عدم الإشارة لحالته في تصريح حادثة إطلاق النار، مدعياً أن المسؤول رد عليه قائلاً: "طبيعي أن الإنسان لو رأى قطاً يقتل أمامه أن ينهار"!
وقال "العديساني": "والدي كان في مقر عمله، ويرتدي الزي الرسمي، ونقل من العمل للمستشفى بالإسعاف، ومع ذلك لم يجد الاهتمام سوى زيارة بعض أعضاء هيئة التدريس بصفة شخصية؛ كونهم يرتبطون معه بصداقة".
وعن تفاصيل حالة والده والحادثة، قال: "يوم الاثنين الماضي، حدث إطلاق نار بجامعة ضباء من أحد حراس الأمن، ولم يصب أحد من إطلاق النار، وتمت السيطرة على مطلق النار من الموظفين، ووالدي يعمل حارساً لكن بالجامعة نفسها، ووقتها كان موجوداً في البوابة الرئيسة لدخول الطالبات، وفجأة حضر له شخص بعد إطلاق النار مباشرة، وقال له: زملاؤك قتلوا".
يقول "العديساني": "تحرك الوالد مباشرة بسيارة رسمية للموقع، وهو قريب جداً فدخل الإدارة يركض، وهو يبلغ من العمر 51 سنة، ووجد حراس الأمن المستلمين بالموقع ومعهم الموظفين، ودخل مباشرة على وكيل الجامعة، فقال له: أنت طيب?، فرد وكيل الجامعة قائلاً: الحمد لله طيب، فخرج الوالد، وبمجرد خروجه سقط فتم نقله لمستشفى ضباء العام من حراس الأمن والموظفين، وهو يرتدي الزي الرسمي، وتم تحويله من الطوارئ للعناية المركزة؛ كون "الضغط" وصل لديه إلى 280، مع حدوث نزيف بالدماغ، وهو مغمى عليه بشكل تام".
وأضاف: "بعد جهود شخصية، تم تحويل والدي لمستشفى الملك فهد بتبوك، ولكن تفاجأنا بأن مستشفى الملك فهد، لا يتوفر فيه طبيب متخصص في المخ والأعصاب، وقالوا لنا: نطلب لكم طبيباً من مستشفى الملك خالد للنظر بالحالة، وبعد ذلك وصل الطبيب، وشخص الحالة بنزيف بالدماغ على منطقة القلب والرئة، وأن حالته خطيرة جداً، وقال بالحرف الواحد لي: حالة والدك سيئة، ونسبة الحياة ضعيفة".
ويكمل: "حاولنا نقله لمستشفى متخصص، ولكن من دون جدوى، ولا نزال ننتظر تفاعل المسؤولين في جامعة تبوك وصحة تبوك؛ لإنقاذ حياة والدي".
وعن موقف "الجامعة"، قال: "والدي أحد العاملين في جامعة تبوك، وسقط أثناء العمل بالزي الرسمي؛ بسبب تداعيات موقف بالعمل، والمؤسف هو تصريحات عدم حدوث أي إصابات نتيجة لحادثة إطلاق النار، رغم أن والدي سقط بسبب الحادثة، وفي موقع حدوثها نفسه".
وقال: "راجعت "الجامعة" واستفسرت عن أسباب تهميش حالة والدي، وقت لهم: لا أريد منكم التصريح عنه بحرف واحد، فقط أريدكم أن تساعدونا في نقله لمستشفى متخصص، كون حالته من تداعيات الموقف، ولكنّ مسؤولاً في الجامعة، رد قائلاً: والدك لم يكن موجوداً أثناء إطلاق النار، فأوضحت بأنه وصل مباشرة، وسقط بين الموظفين، فقال المسؤول: عادي يمكن ما تحمل الحدث، والإنسان يمكن لو يشوف قط ينقتل قدامه ينهار".
ويقول "العديساني": "المفترض أن يعامل والدي على أنها إصابة عمل، وهو سقط بالزي الرسمي، ولوحت لهم بالاتجاه للإعلام، ونفي تصريحات "الجامعة"، فطلب المسؤول كتابة معروض، وإرفاق التقارير للعرض على الجامعة".
وأكد "العديساني": أن حالة والده لا تزال حرجة، وينتظر النقل لأي مستشفى متخصص، مطالباً الجهات المعنية بالنظر في حالته، ومساعدتهم في نقله لمستشفى متخصص، مستغرباً إهماله من "جامعة تبوك"، التي خدم فيها لأكثر من 21 عاماً، وسقط منهاراً داخل أسوارها؛ بسبب حادثة بالعمل، وتم تجاهله إعلامياً وإنسانياً.