اعتبرت مديرة مدارس التربية النموذجية، فضيلة عبدالرحمن النصيان، أن عملية التوجيه السليم لسلوك المراهق، يجب أن تتم بمشاركة المراهق نفسه في كيفية القضاء على السلوك السلبي، وتعزيز السلوك الإيجابي، خاصة أن عملية المشاركة تلك ستولد لدى المراهق القبول لعملية التغيير"، مشيرة أن المراهق كالقطار السريع، يدمر من يقف أمامه، فيجب تجنب توجيهه بطريقة غير سليمة. وعن كيفية رفع مستوى الأبناء المراهقين في الدراسة، وكيفية التعامل مع انشغال الأبناء الدائم بالإنترنت، أكدت "فضيلة": "أن عملية تدني المستوى الدراسي لدى بعض المراهقين، تعود أسبابها إلى أن المراهق يخشى الأداء الجيد في المدرسة؛ بسبب التوقعات المرتفعة التي يصنعها، فخشيته تتمثل في أنه إذا حصل على تقدير مرتفع سيحصل على الثناء من الوالدين، وهذا سيجعله يفعل ذلك تكراراً؛ ومن هنا ينشأ الضغط، ولكن اعتقاده أنه إذا كان أداؤه سيئاً فلن تكون هناك توقعات، ولن يكون هناك ضغط. ومن منطلق هذا المفهوم الخاطئ لدى المراهق، يتحتم على الأبوين دراسة هذه المشكلة والبحث عن حلول بمشاركة الابن، وأن يتم وضع العديد من الحلول ليتسنى للمراهق اختيار أحدها، ولربما يعوق ارتفاع المستوى الدراسي صعوبة بعض المواد؛ ومن هنا يلتزم الوالدان بمساندة الابن، وتيسير المادة وفق الطرق المتعددة.
جاء ذلك تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد، حيث قامت وزارة الصحة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وضمن البرنامج التوعوي (صحتي.. مدرستي) باستضافة الأستاذة فضيلة عبدالرحمن النصيان، وذلك من خلال مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة، وعبر الهاتف المجاني 8002494444 وموقع وزارة الصحة على تويتر @saudimoh للرد على أسئلة المتصلين بخصوص أهمية وكيفية التعامل مع المراهقين.
وعن أبرز النصائح للتعامل مع سلوكيات المراهق، وتغيراته النفسية والمزاجية، أشارت الأستاذة فضيلة عبدالرحمن النصيان: "أنه - أولاً - يجب الالتزام بأدب الحوار معه التي ستشعره أن شخصيته جديرة بالاحترام؛ مما سيزيد من هدوئه، وسيكسبه قدرة على التفكير المنطقي، ما يزيد قدرته على حل مشكلاته واتخاذ القرارات، أيضاً سيجعله يتحمل المسؤولية، وسيخفف من العناد والتمرد، وسيقربه من والديه عندما يجد الآذان المصغية، وسيحميه من السلوكيات الشاذة وتحقيق التوازن. ثانياً يجب تشجيع النشاط الترويحي الموجه، والقيام بالرحلات، والاشتراك في مناشط الساحات الشعبية، والأندية، والكشافة، والخدمة العامة، ثالثاً التخلي عن المشاحنات الأسرية، وتقوية المجالس العائلية التي سيشارك فيها الجميع باتخاذ القرار، رابعاً التدريس العلمي الموضوعي للتغيرات الفسيولوجية والسيكولوجية؛ حتى لا يقع فريسة للجهل، والضياع، والإغراء، وعدم الاعتماد على الآراء العامة في المجتمع، والتجارب الشخصية للوالدين.
أما بالنسبة للتعامل معه شاباً، فأوضحت أن: "الأمر جد بسيط، ومفاتيحه بيد الأهل، فقط تستبدل النظرة إليه كطفل بالنظرة إليه كشاب يافع، والتعامل مع هذا الشاب وفق مرحلته العمرية، التي تحتم على الوالدين الأخذ بالأمور التالية في التعامل مع المراهق كالاستشارة، والمشاركة في القرار، وتحمل المسؤولية، والحرية في التعبير عن الرأي، والتحفيز، والاحترام.
وعن كيفية سيطرة الوالدين على الخوف على أبنائهم المراهقين من أصدقاء السوء، من دون التأثير عليهم، اعتبرت "فضيلة": "أن ذلك يتم من خلال الحوار الهادئ البناء مع المراهق، عن الآثار الخطيرة قصيرة وطويلة المدى، المترتبة على الارتباط بأصدقاء السوء، ويفترض بالوالدين عند ذلك إبعاد المراهق عن أصدقاء السوء بطريقة لا تجرح مشاعره، ولا تشعره بالإهانة حتى لا يدخل في الموضوع عنصر جديد، وهو التحدي وإثبات الرجولة.
وفي سياق متصل، وضمن البرنامج التوعوي (صحتي.. مدرستي) الذي أطلقته وزارة الصحة الأسبوع الماضي، يواصل مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية، استضافة مجموعة من الاستشاريين، والاختصاصيين، عبر الهاتف المجاني للمركز 8002494444، ومن خلال حساب الوزارة على موقع تويتر @saudimoh للحديث عن تهيئة الطلاب نفسياً وجسدياً، عند استقبالهم لعام دراسي جديد، وتزويدهم وأولياء أمورهم بنصائح وإرشادات صحية، تعينهم على التخلص من كل المشاعر السلبية، والمشاكل النفسية، التي يمكن أن تعترضهم مع بداية المدارس.
ومن ثم؛ يستضيف "البرنامج" يوم غد الاثنين 03-11-1434ه استشاري الأمراض الصدرية، وطب نوم د. أحمد سالم باهمام، من الساعة 1- 3 عصراً؛ للحديث عن أهمية النوم واضطراباته، واضطراب الساعة البيولوجية، وقبل ذلك ستستضاف الصيدلانية ميرفت عبدالله بارجا؛ للحديث عن رعاية الطالب المصاب بمرض مزمن من الساعة 10- 12 ظهراً .