أوصت رئيسة وحدة رياض الأطفال بمكتب التربية والتعليم وفاء مريع العسيري، المربين "بتجاهل السلوكيات السلبية التي يقوم بها الطفل عادة لجلب الاهتمام"، وقالت إنه "لا يوجد طفل عنيد، بل يوجد طفل يرغب في لفت الانتباه له، وأن الأم هي الأساس في عملية توجيه السلوك لدى طفلها، وليس المعلمة". المشاعر السلبية
ولفتت إلى "أن من أبرز الأساليب الخاطئة والشائعة لتوجيه السلوك لدى بعض من المربين، سواء الآباء أو المعلمين، عدم الاعتراف بالمشاعر السلبية الصادرة من الطفل نتيجة بداية عامه الدراسي الجديد".
وقالت: "نحن الكبار وليس فقط الصغار نحمل هم الأيام الأولى للعام الدراسي أو اليوم الأول بعد الإجازة بمختلف وظائفنا، لذا يجب أن نعترف بمشاعر الأطفال ونصادق عليها".
ولفتت وفاء العسيري إلى أن "بعض المربين يركزون على السلوك السلبي الصادر من الطفل، مما يؤدي إلى تثبيت هذا السلوك، لذا نوصي المربين بتجاهل السلوكيات السلبية التي يقوم بها الطفل عادة لجلب الاهتمام، وتوجيه الطفل لسلوك إيجابي بديل دون الإشارة للسلوك السلبي".
جاء ذلك تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد، حيث تعاونت وزارة الصحة مع وزارة التربية والتعليم ضمن البرنامج التوعوي "صحتي.. مدرستي" لاستضافة وفاء العسيري من خلال مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة، وعبر الهاتف المجاني 8002494444، وموقع وزارة الصحة على تويتر @saudimoh، للرد على أسئلة المتصلين بخصوص أهمية توجيه سلوك الأطفال.
أسلوب الإيحاء
واعتبرت وفاء العسيري أن "كثيراً من المربين يغفلون عادة عن استخدام أسلوب الإيحاء بالتربية، وهو من أجمل الأساليب التي لها نتائجها الإيجابية في تبني سلوك جديد مرغوب فيه للكبار والصغار".
وحذرت من أن "العقاب، سواء كان لفظياً أو معنوياً، له آثار سلبية على شخصية الطفل من الصعب جداً إزالتها، بل تمتد آثارها لتظهر كسلوك سلبي في مراحل العمر المختلفة، ويصعب التخلص منها، لذا يجب علينا كمربين أن نتحكم في أنفسنا عند الغضب، وألا نصب غضبنا على أطفالنا".
وقالت: "أيضاً يجب علينا أن نكون حذرين عند إصدار الأحكام على الأطفال، حتى لو كان من باب الضحك أو المزاح، فهذا الطفل لا يملك أن يدافع عن نفسه، ويبرر لك سلوكه في الغالب".
وشددت على أنه "لا بد من استثمار هذه السنوات القليلة في زرع الشخصية القوية مستقبلا، التي تستطيع أن تدير حياتها على أكمل وجه دون اللجوء للآخرين، فأنت تزرع وستحصد ما زرعته إن شاء الله في شخص بالغ قادر على تمييز الخير واتباعه والشر واجتنابه".
قوانين المنزل
وزودت وفاء العسيري جمهور مركز المعلومات بنصائح عامة للمربين تساعدهم على توجيه سلوك أطفالهم، ومنها "ضعي لمنزلك ولأولادك قوانين لا يمكن تجاوزها، أكثري من الاجتماعات العائلية الأسبوعية، فهي مجدية جداً، اكتبي هذه القوانين وضعيها في غرف أولادك، يجب أن تكون هذه القوانين واقعية وقابلة للتنفيذ، لا تخرقي هذه القوانين، فالثبات والحزم في التربية من أكثر الصفات التي تعطي الأمان للأطفال في المنزل".
وأضافت: "استمعي لأطفالك مهما كان الحديث في نظرك غير مهم، اجعلي من قبيل النوم وقتاً لتصفية ذهن الأطفال ولتفريغ الشحنات السالبة المكتسبة من يوم طويل بالحديث الجميل الهادئ على نور ضعيف، حتى يشعر الطفل أنه يتحدث مع ذاته".
وتابعت نصائحها: "استبدلي أوامرك بأفعال جماعية، أشركي طفلك في حل المشكلات الخاصة به، واسأليه دائماً عن الحل في نظره، كلما كان الحل منه كان أقرب للتنفيذ، اسبقي كل فعل تريدينه من طفلك بكلمة (ما رأيك؟)، وأخيراً الصبر في التربية مهم جداً، لا تستعجلي النتائج، فالنتائج مؤجلة ستلمسينها عندما يكبر أطفالك وتنسين التعب".
الإجازات الطويلة
ورأت وفاء العسيري أن "الإجازات الطويلة يجب ألا تتحول لفوضى عارمة في المنزل يصعب السيطرة على الجميع فيها، بل يجب أن نجعل من الإجازة وقتاً للهدوء والراحة، بحيث لا تخلو من قوانين أكثر مرونة، ويمكن أن يخطط لما ينفذ فيها من برامج وألعاب ودورات وسفر ورحلات تعود بالنفع على الجميع، كل حسب اهتمامه".
واقترحت "أن تبدأ الإجازة باجتماع عائلي صغير تدون به جميع الأفكار القابلة للتنفيذ وغير القابلة، بحيث تؤجل للإجازة القادمة، فالمناقشة بحد ذاتها لها الأثر الجميل في نفوس الأبناء".
واستمراراً للأنشطة والفعاليات التوعوية التي تنفذها وزارة الصحة، وضمن البرنامج التوعوي "صحتي.. مدرستي" يستضيف مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة عبر الخط المجاني الخاص بالمركز 8002494444 يوم غد الخميس 29-10-1434ه مها محمد المسلم المشرفة التربوية بإدارة رياض الأطفال بمنطقة الرياض من الساعة العاشرة صباحاً، وحتى 12 ظهرًا للحديث عن التعامل مع المشاعر بإيجابية، وكيفية تعزيز الثقة بالنفس في الأبناء بهدف الإسهام في تنشئة أجيال طموحة قادرة على تحقيق رسالتها ودورها في الحياة العامة والخاصة بنجاح.
كما سيتم بعد ذلك استضافة الدكتورة عائشة الشمري مديرة برنامج التحصين الوطني الموسع للحديث عن التحصينات، وذلك من الساعة الواحدة ظهراً وحتى الساعة الثالثة مساءً.