قامت "سبق" مساء أمس الجمعة بجولة داخل بيت الله الحرام؛ لرصد الزحام الكبير للمعتمرين خلال العشر الأواخر من رمضان، وتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيدة لتسهيل مهمة المعتمرين والحفاظ على سلامتهم وأمنهم، بخطط تم تعزيزها هذا العام نظراً للمشاريع العملاقة التي تنفَّذ داخل الحرم، والتي تقلصت معها الطاقة الاستيعابية لصحن الطواف لنحو 56 %. الجولة التي انطلقت مع وقت الإفطار كشفت الجهود المضاعفة التي يبذلها رجال الأمن المنتشرين لإدارة الحشود وتسهيل حركة زوار بيت الله الحرام، وسط زحام شديد للمعتمرين، خاصة داخل صحن الطواف. الصور التي التقطتها "سبق" وثَّقت صعوبة المهمة التي يقوم بها رجال الأمن للتعامل مع الحشود؛ إذ يعمل رجال الأمن بالمكبرات للتوجيه والإرشاد وتوجيه المعتمرين للطرق الصحيحة لتلافي الزحام. رجال الأمن كانوا يتعاملون بإنسانية كبيرة، تتجلى صورها في احتضان الأطفال المفقودين داخل الزحام، وحملهم، إضافة إلى مساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وتسهيل عبورهم. جسر الطواف المعلق، الذي افتتحت منه المرحلة الأولى بشكل مؤقت، زارت "سبق" مداخله، وتبيّن محاولات بعض المعتمرين التحايل على رجال الأمن بالادعاء بالإعاقة والدخول بالعربات، وعند تجاوز بوابات الدخول يتبين سيرهم بشكل طبيعي، متجاهلين أن هذه المرحلة خُصصت فقط لذوي الاحتياجات الخاصة، ودخول الأصحاء يضايق حركة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تم فتح الجسر لمساعدتهم وإبعادهم عن الزحام. ومن المشاهدات لوحظ تلفظ بعض المعتمرين على رجال الأمن عند رفض دخولهم جسر الطواف، ويقابل رجال الأمن هذه التصرفات بالتلطف والابتسامة وشرح المبررات التي تمنع دخول الأصحاء، مشيرين إلى أن الجسر مخصص حالياً لذوي الاحتياجات الخاصة، وبطاقة استيعابية محددة. الجهود المضنية التي يبذلها رجال الأمن يبرزها الزحام الكبير الذي رصدته الكاميرا للمعتمرين، الذين توافدوا على بيت الله الحرام من جميع أنحاء العالم؛ إذ يبذل رجال الأمن جهوداً مضاعفة لتسهيل مهمة المعتمرين وتقديم أفضل الخدمات لهم وتلافي الزحام. مساعد مدير الأمن العام لشؤون التدريب قائد قوات مهام أمن العمرة، اللواء سعد بن عبدالله الخليوي، قدم شكره ل"سبق" على وجودها وحرصها على إظهار الصورة والجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيدة لزوار بيت الله الحرام. وبيّن اللواء الخليوي أنه خلال هذه الأيام يتواصل تنفيذ المرحلة الثالثة من الخطة الأمنية بالمسجد الحرام خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، التي تصل نسبة التشغيل فيها إلى مائة في المائة تقريباً، متوقعاً ازدياد حركة المركبات وحركة المشاة من وإلى المنطقة المركزية والحرم والساحات المحيطة به خلال أيام 27 و28 و29 وليلة عيد الفطر المبارك. وأضاف "الجميع يستشعرون أهمية هذه المرحلة وما خطط لها مع جميع الأجهزة الأمنية لقطاعات وزارة الداخلية والأمن العام على وجه الخصوص؛ إذ ترتفع فيها وتيرة حركة المصلين والمعتمرين، خاصة مع بدء إجازة الموظفين". مبيّناً أن تشغيل جسر المطاف المؤقت لا يعني حل مشكلة الزحام، وإنما هو حل جذري جزئي لأصحاب الاحتياجات الخاصة، وهم فئة غالية علينا، والمشكلة ما زالت موجودة في نقص الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف. وناشد اللواء الخليوي المواطنين والمقيمين قائلاً "نتمنى أن يعطوا الفرصة لمن قدم إلى مكةالمكرمة من خارج السعودية، وأن يعيدوا ترتيب موعد العمرة وجدولتها إلى ما بعد شهر رمضان، وهذا يعد مشاركة منهم في هذا المشروع الخيّر والكبير لتوسعة المطاف، الذي سيعود - بإذن الله - بعد الانتهاء منه في عام 1436ه بالخير والنفع للجميع، وتأدية مناسك الحج والعمرة بالشكل المطلوب". وأكد اللواء الخليوي وجود الزحام قائلاً: "الزحام موجود نتيجة لتقلص الطاقة الاستيعابية لصحن الطواف، ونحن نعمل على مراعاة ألا تتجاوز نسبة تشغيل صحن الطواف 80 %؛ إذ يتم توزيع كثافة المصلين ومنع دخولهم في أوقات الذروة تحسباً للزحام، ولإعطاء الفرصة لإدارة الحركة". وقال اللواء الخليوي "جميع الخطط تسير كما هو مخطط لها بفضل الله تعالى، ونحرص على التعامل الجيد من رجال الأمن وتقديم أفضل الخدمات التي نستشعر من خلالها الشرف لنا، بخدمة زوار بيت الله الحرام، وتنفيذ توجيهات ولاة الأمر - حفظهم الله". وعن حيل بعض المعتمرين للدخول لجسر الطواف قال: "تصرفات بسيطة يتم التعامل معها، وإفهام المعتمرين أن الجسر مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، ونهيب بالمواطن والمقيم أن يترك الجسر لذوي الاحتياجات الخاصة وعدم مضايقتهم". وأكد اللواء الخليوي أن ليالي 27 و28 و29 وليلة العيد تدخل ضمن المرحلة الأمنية الثالثة، ويؤخذ في الاعتبار فيها أن يكون التشغيل الأمني تقريباً مائة في المائة، إضافة إلى مشاركة قوات مساندة للتعامل مع حركة المشاة، سواء في الساحات أو داخل الحرم على ثلاث مراحل، الأولى تعبئة الحرم مع بقاء صحن المطاف خالياً للمعتمرين والدور الأول والسطح، والثانية تشمل الساحات المحيطة، والثالثة ما بعد الساحات المحيطة. وأشاد اللواء الخليوي بجميع المشاركين من الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية والأمن العام ضباطاً وأفراداً وطلبة، منوهاً باستشعارهم قدسية هذا العمل واحتسابهم الأجر من الله تعالى، ومشاركتهم في العمل الأمني ومبادرتهم وحسن التعامل والتواصل مع المعتمرين والمصلين الذي لمسنا منه الكثير من الثناء من المعتمرين والزائرين للمسجد الحرام، والتشرف بخدمة ضيوف بيت الله العتيق.