على الرغم من مرور حوالي أربعة أيام على حادثة احتراق محطة الوقود الواقعة بالقرب من مركز طحي على طريق الرياض- الطائف، والذي أُصيب فيه سبعة أشخاص، إلا أن الجاني لا زال طليقاً، فيما يتواصل علاج أربعة أفراد من أسرة واحدة داخل مستشفى قوى الأمن بالرياض بعدما أصيبوا في الحريق، ونُقلوا في سيارة خاصة لأحد أقاربهم من مستشفى الرويضة للرياض. "سبق" توصلت لرب الأسرة المتضررة، وحصلت على صوره وأطفاله الذين تعرضوا لحروق متعددة.
المصاب في الحادثة "ع. ح. م"، رجل أمن من منسوبي مرور الرياض، أُصيب وأسرته المكونة من أربعة أفراد، ويرقدون حالياً في مستشفى قوى الأمن العام بالرياض، وأوضح أنهم نُقلوا بعد الحادثة داخل سيارة شقيقه من مستشفى الرويضة العام؛ بسبب سوء الإمكانات والاهتمام والتكييف، وذلك على الرغم من أنهم مصابون بحروق عميقة صُنفت من الدرجة الثانية والثالثة، وأجريت لهم عمليات عاجلة في نفس اليوم.
وعن تفاصيل الحادثة قال: "عندما أوقفت سيارتي للتزود بالوقود في المحطة، كان أمامي سيارة من طراز (جيب في إكس آر) 2013 تحمل اللوحة (ح ب ك)، وكان صاحبها رجلاً ملتحياً في الخمسينيات من عمره، يزود سيارته بالوقود، وكان يتحدث بالجوال خارج سيارته، وكانت نظراته حادة، وبدا مرتبكاً وهو يتحدث بالجوال، وعندما أغلق هاتفه بعد انتهاء مكالمته وعامل المحطة لم ينتهِ من تزويد سيارته بالوقود، ركب السيارة وهو ينادي العامل لإخراج ليّ الوقود بشكل عاجل، وكان العامل منشغلاً بتزويد سيارتي بالوقود خلفه مباشرة، ولكنه فر هارباً تاركاً ليّ البنزين في سيارته؛ ما أحدث الانفجار والحريق الذي كان فاجعة".
وأضاف: "وصلت لنا النيران واتجهت لإخراج أسرتي من وسط لهيب النار، حيث أصيبت زوجتي بحروق من الدرجة الثالثة، وأطفالي كذلك، فيما كانت حروق الخادمة بسيطة".
وأكمل: "عجزت عن إنقاذ ابنتي حيث كانت محتجزه تماماً في السيارة، وحاولت إنقاذها وإطفاء النيران التي بجسدها، وعندما فقدنا الأمل في حياتها تمكنت- بفضل الله- من الخروج، وأتت لنا مسرعة، والنار تشتعل في ملابسها، وقمت بوضعها على الأرض لإخماد الحريق الذي في جسدها، وحضر مقيم مصري على سيارة من نوع (جي إم سي)، ونقلنا بسيارته الخاصة بعد تأخر الإسعاف".
وتابع: "وعندها شاهدت المجني واقفاً بآخر المحطة يشاهد الحادثة من داخل سيارته، وأشرت إليه، وقلت للمتجمهرين: هذا هو المتسبب، لكنه فر هارباً أمامنا".
وأردف: "عندما نقلنا لمستشفى الرويضة العام أسعفنا بضماد وقطن ومرهم، ولم يتم تنظيف الحروق، وأهملنا في الأسرة، وحضر أخي من خارج الرياض بسيارته، ونقلنا للرياض، وقرروا لنا إجراء عمليات عاجلة، والآن نرقد جميعنا بالمستشفى، والوضع الصحي صعب".
وعن القبض على الجاني قال: "تلقيت اتصالاً من شرطة طحي يفيد بأنه تم القبض عليه، وبعد التحقق اتضح أنه لا يحمل نفس المواصفات التي ذكرتها في البلاغ، حيث إن من قبض عليه شاب؛ وجرى على إثره الإفراج عن المشتبه به، فيما لا زال الجاني حراً طليقاً".
وناشد المواطن وزير الداخلية بالتوجيه للقبض على الجاني، خاصة أنه قدم مواصفات دقيقة للسيارة وقائدها للمحققين.
وكانت "سبق" نشرت تفاصيل الحادثة في حينها، والتي أسفرت عن إصابة سبعة أشخاص واحتراق ثلاث سيارات، إضافة لاحتراق مضخات الوقود.