يعتبر اليوم الجمعة، أول موسم الجوزاء الآخرة، "الجوزاء، تتكون من اثنتين، الجوزاء الأولى، والجوزاء الآخرة"، وعدد أيامها مجتمعة 26 يوماً، وتتسم الجوزاء بطول ساعات النهار، وأطول ساعة نهار ستكون على المواقع الشمالية الغربية من المملكة، فعلى "طريف" ستقترب فترة الصيام من 16 ساعة. صرح بذلك الباحث الفلكي، الدكتور خالد بن صالح الزعاق، وقال: علامة دخول "الجوزاء" كثرة الضبان، وهيجان العقارب، والأفاعي، ونزول اللون في بعض النخيل، واحمرار رؤوس الأثل في الصحراء، وكثرة سمك الميد في الخليج، وفي أثنائها ترجع الشمس من أعلى مد لها شمالاً، فيبدأ الليل بأخذ حصته من النهار، بما يسمى بالانصراف، ولهذا العامة يقولون: "لا حر إلا بعد الانصراف ولا برد إلا بعد الانصراف"، أي لا يأتينا الحر اللاهب إلا بعدما تنصرف الشمس من الجهة الشمالية.
وأضاف "الزعاق": أهم ما تتميز به "الجوزاء": ارتفاع الحرارة الجوية، وشدة لسع الشمس، وحمو الأرض، وبداية ارتفاع الرطوبة على السواحل، وشدة هبوب الرياح الشمالية المسماة برياح "البوارح"، أو رياح السموم، وهي رياح شمالية غربية، يثور معها الغبار مع بداية شروق الشمس، وتشتد مع الظهيرة، وتخف حدتها وتهدأ مع غروب الشمس؛ ومن ثم يترسب الغبار على الأشياء، ومن أسجاع العامة قولهم: "إذا طلعت الجوزاء فاملأ الحوزاء"، أي إذا طلع نجم الجوزاء فجراً، وشوهد بالعين المجردة، بعد أن تحرر من حمرة شعاع الشمس، فإنك تستطيع أن تملأ جيبك من عذق النخلة بسراً، وقد احمر أو اصفر، والبعض يقول: إن "الحوزاء"، هي بركة المياه، ومعناه أنك تملأها ماء من شدة الحرارة، وكثرة السقي.
وبين "الزعاق": أنه خلال موسم "الجوزاء"، تهيج الأعاصير العالمية، مسببة كوارث طبيعية، بسبب الزيادة في درجة حرارة المحيطات؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة كمية بخار الماء الصاعد إلى أعلى، فيتخلق سحباً، وهذه "الأعاصير" - في الأساس - تتكون قبالة السواحل الغربية لإفريقيا.
وتابع "الزعاق": ترجع شدة الحرارة على المملكة، خلال فصل الصيف - عموماً - إلى صفاء الجو، وطول ساعات سطوع الشمس، وكبر زاوية سقوط الأشعة وجفاف التربة.