دشن أمير منطقة الرياض، رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، خالد بن بندر بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أمس الثلاثاء، مشروع تأهيل واستئناف أعمال تطوير موقع "الفاو" الأثري، وذلك في مقر المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالعاصمة الرياض. وقال الأمير "سلطان": "باكتمال مشروع تأهيل موقع "الفاو" الأثري، سيكون متحفاً مفتوحاً، يحكي تاريخ وحضارة "مملكة كندة"، إحدى الممالك القديمة في الجزيرة العربية، كما أنه يهدف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، ومنها أن يكون موقع "الفاو" معلماً تاريخياً، وشاهداً حضارياً، يمكن زيارته ضمن العملية التعليمية، والتثقيفية، وأن يلعب الموقع دوراً اقتصادياً في منطقة الرياض، إضافة إلى عرض المكتشفات الأثرية للدارسين، والباحثين، والمهتمين بالتراث الثقافي، وزائري المنطقة، ودعم الاقتصاد المحلي لمحافظة وادي الدواسر، والمحافظات القريبة منها".
وأضاف: "شهد موقع "الفاو" عمليات تنقيب كبيرة، حيث بدأ التنقيب في الموقع قبل أكثر من 40 عاماً، وأشرف على أعمال التنقيب - آنذاك - الدكتور عبدالرحمن الأنصاري عالم الآثار، وهو – اليوم - يعود مشرفاً على فريق العمل؛ لاستكمال ما بدأه مع كثير من أعضاء الفريق العلمي الأساسي".
مشيراً إلى أن "أعمال التنقيب في الموقع أسفرت عن العثور على قطع أثرية، يجري ترميمها حالياً، وستعرض في متحف جامعة الملك سعود، كما أن بعض القطع التي عثر عليها في الموقع يجري عرضها - حالياً - في معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور، الذي يجوب عدداً من المدن الأمريكية حالياً".
وأوضح، أن السعودية تشهد - في الوقت الحاضر - نقلة كبيرة جداً في مجال الآثار، ويعمل في المواقع الأثرية حالياً 25 فريقاً علمياً سعودياً دولياً، ستسهم أعمالها في اكتشاف المزيد من المواقع والموجودات الأثرية؛ لعرضها في المتاحف الجديدة التي يجري إنشاؤها في مختلف مناطق البلاد.
وأكد حرص الهيئة على إشراك الجامعات السعودية في العمل الميداني الأثري، حيث وقعت مذكرات تعاون في هذا المجال مع عدد من الجامعات، منها: جامعة الملك سعود التي تنقب – حالياً - في موقعي "الخريبة" و"المابيات" بالعلا، إضافة إلى معاودة التنقيب في موقع "الفاو"، وكذلك جامعة حائل في موقع "فيد" و"العرايش"، وجامعة تبوك في موقع "قرية"، وجامعة جازان في موقع "المنارة"، وجامعة نجران في موقع "الأخدود".
ويحظى موقع "الفاو" الأثري الذي يقع على مسافة 700 كيلومتر جنوب غربي مدينة الرياض، بأهمية تاريخية كبيرة، حيث كانت قرية "الفاو" عاصمة "مملكة كندة" الأولى، التي كان لها دور كبير في الجزيرة العربية، من منتصف القرن الأول قبل الميلاد، حتى مطلع القرن الرابع الميلادي، وكانت مركزاً تجارياً مهماً، وملتقى قوافل تحمل المعادن، والحبوب، والنسيج.