ناشدت أسرة الشاب يحيى محمد الغامدي من محافظة العقيق الذي أطلقت عليه وحدات من مكافحة المخدِّرات في الباحة النار مما أدى إلى وفاته - وزير الداخلية وأمير منطقة الباحة، سرعة إنصاف ابنهم الذي قالوا إنه ضحية بريئة وشاب مسالم أعزل. وقال ابن عمه عبدالله بن علي بن شريم ل"سبق": "إن الشاب يحيى هو العائل الوحيد لأسرته بعد مرض والده الكبير في السن، ويعول أسرته بجمع الحطب من الجبال لتغطية مصاريفهم". ولفت إلى أنه كان "يعاني من مرض السكري، ومعروف لدى المجتمع بأنه شاب صالح، ويحضر جميع الصلوات في مسجد الحي الذي يقطنه، ويقوم بإحضار والده المؤذن بعربة باستمرار للمسجد لرفع الأذان". وأضاف "عبدالله" أن "والديه الكبيرين في السن حملوني مناشدة وزير الداخية وأمير الباحة سرعة إنصاف ابنهم البريء وتقديم الجناة للشرع". وأكد أن ابن عمه أنهى إجراءات قبوله في أحد القطاعات العسكرية. وعن الحادث قال: "عبدالله" إن ابن عمه كان ذاهباً لمنزله ولاحقته سيارات مدنية، ولم يكن برفقتها دوريات أمنية، ولم يكن يعلم أنها تابعة لجهاز مكافحة المخدرات كونهم بالزي المدني. وأضاف أن الدورية "قامت بإطلاق النار على إطارات مركبته وإيقافه وبعد وقوفه أطلقوا النار من مسافة لا تتجاوز المتر بين السيارتين (سيارة المكافحة وسيارة المجني عليه)، وأصابوه بعيار ناري في مقدمة الرأس". وشدّد على أنه "لم يكن يحمل أي سلاح وتعمد قتله بهذه الطريقة لم يكن مبرراً لا شرعاً ولا عرفاً ولا قانوناً". ولفت إلى "تأخر أفراد المكافحة في إبلاغ الشرطة فترة زمنية لأسباب مجهولة". وقال "عبدالله": "بعد ذلك انسحبت إحدى سيارات المكافحة من نوع جيب شاص أبيض يقوده رئيس الفرقة من موقع الحادث، وتحريك السيارة الأخرى من نوع "ددسن" من موقعها في مسرح الحادث، ولم يعد الجيب الشاص إلا الساعة الرابعة فجراً بعد وصول محقق الشرطة والطلب منه الحضور، مما يضع علامات استفهام حول هذه الجريمة". "سبق" تواصلت مع الناطق الإعلامي في شرطة منطقة الباحة المقدم سعد بن طراد الغامدي الذي قال إنه "في تمام الساعة الثانية من فجر هذا اليوم الإثنين الموافق 1434/7/10ه ورد لغرفة عمليات الدوريات الأمنية بمحافظة العقيق اتصال هاتفي من قبل أحد رجال مكافحة المخدرات بالباحة يفيد فيه بأنه في أثناء عملهم بالميدان هو وفرقته المكونة من خمسة أفراد، تم الاشتباه في سيارة من نوع جيب شاص بقيادة شخص غير معروف وفي أثناء التوجه له حاول الهرب منهم". وأضاف أنهم "قاموا بحجز السيارة من الأمام والخلف بواسطة السيارات التابعة لجهة عملهم إلا أن الشخص استطاع الهرب وقام بصدم إحدى السيارتين وأحدث بها بعض التلفيات، وقام بالهرب". وأضاف: "أثناء ذلك قام أحد مرافقيه بإطلاق طلقتين في الهواء من السلاح الرسمي المسلم له من نوع مسدس ثم أطلق طلقتين باتجاه إطارات سيارة الشخص الهارب". وأردف: "تمت متابعته وقام ذلك الشخص بإلقاء قارورة على جانب الطريق، وفي أثناء تلك الملاحقة قام أحد أفراد الفرقة بإطلاق طلقتين باتجاه إطارات الشخص المشتبه ثم تجاوزوه وفي أثناء محاذاتهم له تم إطلاق طلقة ثالثة من نفس الفرد أصابت المشتبه في رأسه". وقال "الغامدي": "فور تلقي هذا البلاغ تم انتقال جميع الجهات المعنية للموقع وبمعاينة الموقع أتضح وجود شخص يبلغ من العمر 23 عاماً متزوج ومتعلم عاطل عن العمل يسكن بحي جفن التابع لمحافظة العقيق قد فارق الحياة داخل سيارته". وأضاف: "وجدت إطارات السيارة التي كان يستقلها مفرغة من الهواء نتيجة لإصابتها بمقذوف ناري، وكذا عطل في الإطار الأيمن، كما وجد آثار احتكاك بسيارة أخرى لها في الجانب الأيسر". وتابع: "عثر بداخل سيارة القتيل على قارورتين سعة 0.33 مل فارغتين ينبعث منهما رائحة تشبه رائحة الكحول المسكر، وعلى حبة واحدة من الحبوب التي يشتبه بأن تكون حبوب مخدرة". وشدد على أنه "اتخذت كافة الإجراءات الأمنية الأولية اللازمة تحت إشراف مباشر من قبل سعادة مدير شرطة منطقة الباحة العميد مسفر بن سفير الخثعمي". ولفت إلى "إيداع القتيل بثلاجة مستشفى العقيق، وأوقف أفراد مكافحة المخدرات بالتوقيف رهن التحقيق، وما زال التحقيق جاري لمعرفة ملابسات القضية". ونشر مغردون عبر "هاشتاق" أعدوه تضامنا مع عائلة الشاب نشروا صورا ومقطع فيديو للشاب يحيى وهو يقوم بإنقاذ محتجزين في سيول العقيق الأخيرة من بينها صور نشرت في تقرير ل"سبق" قبل أيام للشاب وهو يسارع لانتشال رجل جرفت السيول مركبته، وأنقذه قبل أن تجرف السيول السيارة.