وقف أمير منطقة عسير، فيصل بن خالد بن عبد العزيز، لدى وصوله إلى محافظة بيشة، على الاستعدادات الكاملة للدفاع المدني، كما استعرض آليات الإنقاذ والإخلاء والمروحيات العمودية، موجهاً بضرورة ترسية المشروعات على الأكفأ لا الأرخص. وانتقل الأمير "فيصل" إلى موقع سد تبالة؛ حيث اطلع على حجم الضرر الذي لحق به، واستمع إلى شرحٍ مفصل عن سبب الانفجار، والمدة الزمنية التي استغرقها المشروع منذ أن تسلمه المقاول، موجهاً بضرورة رفع تقرير شامل عن المشروع وأسباب ضعفه، وتأخره, ثم توجّه إلى مقر محافظة بيشة حيث التقى العديد من الأهالي وبحث معاناتهم.
وقال أمير المنطقة: شاهدت في زيارتي هذا اليوم لموقع الحدث شيئين، أحدهما ساءني والآخر أسرني؛ فالأول: هو المقاول الذي تسلَّم المشروع منذ ست سنوات، ولم يكن على قدر المسؤولية، فلم ينجز منه إلا جزءاً بسيطاً لا يكاد يذكر، وهذه غلطة كبرى من الوزارة نفسها، لترسيتها المشاريع التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر على مقاولين غير أكفاء.
وأكد فيصل بن خالد أن مسؤولية ما حدث يتحملها من أرسى المشروع على المقاول الأقل سعراً وليس الأكفأ، موجهاً دعوته إلى الجميع بضرورة وضع الأمور في نصابها الصحيح، وأن تنجَز جميع المشاريع المقدمة لخدمة المواطنين وفق الاشتراطات القصوى للسلامة والأمان.
وأضاف: "شاهدت في المقابل ما أسعدني وأثلج صدري، وهو بسالة رجال الدفاع المدني، وتعاون المواطنين معهم، وهذا يستحق الشكر؛ فنحن دائماً نقول للمحسن: أحسنت، وللمسيء: أسأت".
مشيداً ببسالة رجال الدفاع المدني، الذين وفقهم الله لمنع كوارث، حيث جرى تنبيههم قبل انفجار السد بفترة كافية.
وأكد أمير عسير، خلال وقوفه اليوم على الأوضاع الميدانية في محافظة بيشة، بحضور المحافظ محمد بن سعود المتحمي، استمرار الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية على مدار الساعة لمساعدة المواطنين، وتوجيههم بالبعد عن أماكن الخطورة والأودية حفاظاً على سلامتهم، مشدداً على ضرورة استقاء المعلومة من مصدرها الصحيح، والبعد عن التهويل، قائلاً: "الجاهل يعلّم، والحاقد يوقف عند حدّه".
وذكر الأمير أن ما شاهده على أرض الواقع من عمل المقاول لا يعدو كونه مجموعة ردميات بسيطة، لا ترتقي إلى اسم مشروع سد، وأن هذا المشروع كان يفترض مشارفته على الانتهاء مقارنة بعمره الزمني، الذي استمر ست سنوات.
وطمأن جميع المواطنين، من موقع الحدث، بأن الأحوال مطمئنة ولله الحمد، والجميع بخير ولا توجد ضحايا أو خسائر، منوهاً بأنه طمأن خادم الحرمين الشريفين، خلال اتصال هاتفي مساء أمس.
وفي إجابة على سؤالٍ حول ما تبثه وسائل الإعلام من إشاعات خاطئة، قال الأمير: رسالتي إلى هؤلاء، أن اتقوا الله؛ فكل مجازى بما قدم، وابتعدوا عن تهويل الأمور".
رافق الأمير خلال الجولة رئيس الشؤون الخاصة، فيصل بن مشرف، وعدد من مديري الإدارات الحكومية ذات العلاقة.