إهمال طبي، وتأخر في تشخيص الحالة، وجرعات تخدير زائدة، وعدم توفر العلاج الموصوف لها, كل هذه الأسباب كانت كفيلة لقتل براءة الطفلة أبرار علي حمد، من أهالي منطقة نجران؛ لتصبح طريحة الفراش، ولا تستطيع التحدث، أو الحركة إطلاقاً، بعد أن كانت تملأ منزل والديها، باللعب، والمرح. كلمات بدأها والد "أبرار" والعبرة تخنقه أثناء حديثه ل "سبق"، وتماسك قائلاً: إن مرض ابنته "أبرار" بدأ معها وهي في السنة الأولى من عمرها، عندما ارتفعت درجة حرارتها، وتم إدخالها لقسم الطوارئ بمستشفى الأطفال بنجران، الذي اكتفى بإعطائها أدوية مسكنة للحرارة، دون تشخيص أسباب ارتفاع الحرارة الذي لازمها لعدة أيام، لتتعرض بعدها لتشنجات ما استدعى إدخالها العناية المشددة ل 16 يوماً، وحالتها تزداد سوءاً، ليتم نقلها بعد ذلك بالإخلاء الطبي لمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة، وأدخلت العناية المركزة، وأعطيت جرعات منومة بنسبة عالية، لا تعطى لمن هم في عمرها، وعند سؤال الأطباء عن زيادة الجرعات أفادوا أنها لإيقاف التشنجات فقط، وليست علاجاً نهائياً، بمعنى أن المستشفى اكتفى بإعطائها المنوم؛ للحد من حدوث التشنجات فقط، لتستمر معاناتها لقرابة 50 يوماً دون أن تتحسن حالتها، ما حدا بوالدها لإخراجها من المستشفى. وأضاف أنه بعد خمسة أشهر، حصلوا على موافقة من مستشفى الشميسي بالرياض، حيث نومت لمدة 22 يوماً، وسيطر الأطباء على التشنجات، وأخرجت وكتب لها دواء تستخدمه لحين موعد المراجعة بعد شهر ونصف، إلا أن المعاناة استمرت لعدم توفر العلاج في جميع مستشفيات المملكة والصيدليات الخارجية، وحاول والدها جلبه من إحدى الدول العربية المجاورة، إلا أنه وجده بتركيبة أقل من الموصوفة لها. والد "أبرار" ناشد أصحاب القلوب الرحيمة، والأيادي الحانية، بإيجاد علاج لابنته في الخارج؛ لعدم استطاعته القيام بذلك، لضيق ذات اليد، ولتركه عمله في أحد البنوك المحلية بمدينة أبها؛ نتيجة لكثرة مراجعاته بابنته.