رُصد في مقطع فيديو رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف وهو يتبادل ابتسامات خاصة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بينما تعزف في الخلفية موسيقى شريرة، وكذلك جثة حليف روسيا معمر القذافي الذي ساعدت قوات غربية في الإطاحة به يجرها المعارضون المسلحون، ميدفيديف وهو يتصبب عرقاً ويتململ في كرسيه. ثم ينطق قارئ بكلمة "خيانة". ويستخدم مقطع الفيديو الذي نُشر على الإنترنت، وتزيد مدته على ساعة، أساليب تذكّر بالماضي السوفييتي في انتقاد رئيس وزراء يعمل في ظل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واستخدم الفيديو لقطات أرشيفية ومقابلات أُجريت في الآونة الأخيرة على ما يبدو ليظهر ميدفيديف كضعيف ومستعد للتخلي عن المصالح الروسية للولايات المتحدة "الحليف غير المخلص" كما قال رئيس الوزراء الروسي السابق يفجيني بريماكوف، أحد الذين يبدو أنهم تحدثوا إلى صانع الفيلم المجهول. وسرت شكوك بشأن مستقبل ميدفيديف منذ سلّم السلطة لبوتين مرة أخرى العام الماضي، وتولى رئاسة الوزراء بعد أربع سنوات في الكرملين. وبعد فترة قصيرة من ذلك وبخ بوتين علناً اثنين من وزرائه، وعزل واحداً منهما، كما عزل مؤخراً وزير الدفاع اناتولي سرديوكوف بسبب فضيحة فساد بملايين الدولارات. وظهر بوتين يوم أمس الخميس على شاشات التلفزيون الرسمي وهو يحدق في السقف بينما كان ميدفيديف يلقي خطاباً يتحدث فيه عن رؤيته للتنمية الاقتصادية في روسيا في السنوات الخمس القادمة. وينتقد الفيلم، الذي يبدو أنه أُنتج بشكل احترافي، ميدفيديف بشكل خاص لسماح روسيا بصدور قرارات الأممالمتحدة التي أدت في 2011 إلى الإطاحة بالقذافي وقتله. ودافع ميدفيديف عن نفسه في الماضي أمام هذه الاتهامات وقال إن الغرب تجاوز حدود القرار عندما شن هجمات جوية لمساندة المعارضة الليبية. ويقول قارئ التعليق في الفيلم مصوِّراً ميدفيديف كأداة في يد الغرب "روسيا لم تقدم فقط دعمها لصوت المجتمع الدولي؛ فقد حاول ديمتري ميدفيديف تقديم خدمة أكثر قيمة، وتحول الأمر إلى الخيانة".