صدر حديثاً كتاب "تاريخ الدفاع المدني في المملكة العربية السعودية النشأة والتطور 1343–1431ه" للعقيد سالم بن مرزوق المطرفي، مدير شعبة العمليات بإدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة. وبدأ إعداد الكتاب عام 1420ه في رحلة شاقة؛ نظراً لندرة المراجع، حيث أجرى المؤلّف مقابلاتٍ مع المسؤولين والعاملين القدامى, واستطاع جمع المصادر من أشخاص وجهات ومناطق مختلفة, وفي أزمنة متفاوتة. ويتكوّن الكتاب من خمسة فصول؛ يبدأ أولها من عام 1343ه حتى عام 1367ه، وبرهن المؤلّف فيه على أن البداية الحقيقية لأول فرقة إطفاء كان في عام 1343ه، مبيناً أن البداية كانت بسيطة باستخدام الماكينات ثم سيارات قليلة يعمل عليها رجال إطفاء محدودي العدد، مدعومين برجال الشرطة والعمد والسقاة وذوي المروءة تحت إشراف بلدية العاصمة. ويبدأ الفصل الثاني من عام 1368ه إلى عام 1381ه ويرصد تحوّل الدفاع المدني من قطاعٍ مدني إلى جهازٍ عسكري, كما أورد أهم الحوادث التي باشرتها فرق المطافئ. ويتناول الفصل الثالث الفترة من 1381ه حتى منتصف عام 1385ه، ويرصد تحويل مصلحة المطافئ بمديرية الأمن العام إلى مديريةٍ مستقلةٍ باسم المديرية العامة للمطافئ تتبع وزارة الداخلية مباشرةً, وانضمام المملكة للمنظمة الدولية للدفاع المدني. ويبدأ الفصل الرابع من منتصف عام 1385ه حتى عام 1403ه، ويرصد تحويل المديرية العامة للمطافئ إلى المديرية العامة للدفاع المدني, وظهور حركة نشطةٌ داخل المديرية؛ ونمو حركة التنسيق مع المنظمات الدولية وتبادل الزيارات مع الخبراء, وظهرت مجالات عملٍ جديدةٍ بالمديرية العامة. ويغطي الفصل الخامس الفترة من 1403ه حتى العام 1431ه، حيث شهدت المديرية نقلة تطويرية هائلة من حيث المشاركات الدولية وصدور تنظيمات إدارية تنظّم علاقة أعمال الدفاع المدني بالجهات الحكومية والأهلية ولوائح السلامة ومتطلّباتها في مختلف المنشآت والأعمال الميدانية بما تضمه من قوى بشرية مؤهّلةً علمياً وفنياً ولياقياً، تلقّت تدريبها في معهد ومراكز الدفاع المدني والجهات العالمية, ومجهَّزة بأحدث ما توصّلت إليه الدول المتقدّمة. وقدّم للكتاب الذي يقع في 435 صفحة ملونة الفريق سعد بن عبدالله التويجري، مدير عام الدفاع المدني، فيما اختتم المؤلّف كتابه بذكر أسماء شهداء الواجب من رجال الدفاع المدني الذين استشهدوا في ميدان الشرف وهم يؤدّون واجبهم الوطني.